«زعزوع»: رفع تحذيرات السفر بداية لاستعادة النمو.. وتنفيذ خارطة الطريق رسالة طمأنة للعالم
رغم رفع نحو 21 دولة تحذيرات سفر مواطنيها إلى مصر، استبعد سياحيون عاملون بالقطاع أن يشهد الموسم الشتوى الجارى نمواً كبيراً فى حركة التوافد السياحى، وأشاروا إلى ضعف الاشغالات بالفنادق فى منطقتى جنوب سيناء والبحر الأحمر.
وقال وزير السياحة هشام زعزوع، إن رفع غالبية دول الاتحاد الأوروبى لتحذيرات السفر إلى منطقتى البحر الأحمر وجنوب سيناء لن يعمل على تعافى القطاع خلال الموسم الحالى، وإنما سيكون بداية طريق استعادة النمو السياحى مرة أخرى للموسم الشتوى المقبل.
وأضاف زعزوع على هامش مؤتمر للسياحة العربية أمس الأول، أن الحركة السياحية الوافدة لمصر بدأت تحقق نمواً فى متوسط الاشغالات فى جنوب سيناء والبحر الأحمر، حيث تتجاوز الاشغالات بالمنطقتين نحو %40 فى الوقت الحالى، وتوقع تجاوزها %70 بنهاية ديسمبر المقبل.
وقال وزير السياحة إن شهر سبتمبر الماضى كان الأكثر تراجعا فى الحركة السياحية الوافدة لمصر منذ 30 عاما حيث بلغ التراجع %95 مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، لكن رفع 21 دولة تحذيرات السفر أسهم فى تقليص التراجع خلال أكتوبر الماضى إلى %55.
وقال عمرو صدقى، عضو مجلس إدارة غرفة الشركات ووكالات السفر، إن الاستعدادات الحالية تُتخذ للموسم المقبل وليس الحالى، مشيراًً إلى أن تحذيرات السفر من جانب الدول الأجنبية بعدم وفود رعاياها لمصر بالإضافة إلى فرض حظر التجوال الداخلى منذ أغسطس الماضى كانا العاملين الأساسيين اللذين أثرا على انخفاض معدلات حجوزات الموسم الشتوى الحالى.
ولفت زعزوع إلى أن أحداث يوليو أسهمت فى التأثير على حجوزات الموسم الشتوى الجارى، وتوقع أن يكون النصف الثانى من الموسم الشتوى الجارى، والذى يبدأ من نهاية ديسمبر المقبل وحتى أبريل، أفضل حالا من النصف الأول والذى يبدأ من أكتوبر وحتى نهاية العام الجاري.
وذكر عمرو صدقى أن استعدادات الموسم ليست مرتبطة بشركات السياحة المنظمة والفنادق فقط، ولكنها تعتمد كذلك على شركات الطيران، خاصة أن التعاقدت مع منظمى الرحلات تتم قبلها بفترة تتجاوز 5 أشهر بحد أدنى.
وأشار إلى أن فرض حظر التجوال بالشارع المصرى خلال الأربعة أشهر الماضية أثر على اختيار السائح للمقصد وبعث برسالة غير مطمئنة، ما أدى لاتجاه منظمى الرحلات وشركات الطيران للمقاصد الأخرى المنافسة كدبى وتركيا أو جزر المالديف وتايلاند وماليزيا.
وأوضح أن الحركة السياحية ستتعافى ولكن تدريجياً، مشيراًً إلى أن هناك بعض العقبات التى قد تطيح بتوقعات تحسن التوافد السياحى.
وقال، إن منظمى الرحلات والشركات السياحية المصرية يبدون تخوفهم من قيام أعمال شغب مصاحبة لفترة الاستفتاء على الدستور خلال ديسمبر المقبل والتى من شأنها أن تعوق تدفق حركة السياحة فى عيد رأس السنة الميلادية «الكريسماس».
وبحسب الوزير، فإن التعافى السياحى سيكون مرهوناً بتنفيذ خارطة الطريق التى تم الاعلان عنها خلال يوليو الماضى، والإعلان عن موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية خلال فبراير ومارس المقبلين سيكون تأكيداً على التحول الديمقراطى لمصر بما يسهم فى بث رسالة لطمأنة الخارج خاصة منظمى الرحلات الأجانب.
ويتفق صدقى مع وزير السياحة فى أن هناك معوقات أخرى قد تطيح بترتيبات الموسم وتؤدى لتراجع الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة، على رأسها انتخابات مجلس الشعب فبراير ومارس 2014 ويليها انتخابات الرئاسة.
وقال عمرو طارق مدير السياحة الخارجية بشركة «ايجيبشيان ستار»، إن أغلب شركات السياحة والفنادق تستعد للموسم الشتوى الحالى عبر إطلاق عروض جديدة تشمل تخفيض أسعار البرامج والخدمات وتستهدف مخاطبة منظمى الرحلات الأجانب، خاصة بعد رفع حظر التجوال بالشارع المصرى.
وأوضح أن الفنادق ذات الـ 5 نجوم خفضت أسعارها بنسبة %50، مضيفاً أن سعر الليلة بلغ 400 جنيه شاملة الإفطار والغداء مقابل 800 جنيه وقت انتعاش القطاع.
وأضاف أن شركات السياحة أطلقت برامج منخفضة الأسعار، حيث بلغ سعر الليلة فى رحلة «النايل كروز» للأقصر وأسوان 100 دولار، مقابل 70 دولاراً سعر الغرفة فى الفندق بحد أقصى، وأحياناً يتجه بعض السياح لاستئجار شقق لتخفيض تكاليف الإقامة، وقد يصل سعر الليلة بها لـ 50 دولاراً.
وأشار إلى أن معدل إنفاق السائح الذى يأتى بمفرده أعلى بنسبة %30 من الإنفاق ضمن مجموعة، ولكن فى ظل الظروف الحالية وضعف حركة التوافد السياحى تلاشت الفروق فى معدلات الإنفاق لكلا الطرفين.
ومن جهته، قال ثروت العجمى، رئيس غرفة شركات السياحة ووكالات السفر بالأقصر، إن الشركات السياحية المصرية أبدت استعدادها لاستقبال الموسم الشتوى الحالى منذ العام الماضى، ولكن التوقعات تشير إلى عدم إنتعاش الحجوزات لهذا الموسم، وتوقع أن ترتفع معدلات الحجوزات خلال الموسم الشتوى الحالى بنسبة لا تتجاوز %20 مقارنة بموسم الصيف.