عرضت نهى عدلي، مساعد أول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ملامح استراتيجية البرامج الحرة مفتوحة المصدر، التي تم وضعها بناء على تكليفات من مجلس الوزراء، والتي تبنتها وزارة الاتصالات ضمن استراتيجيتها لكي تساعد على الريادة والإبداع والابتكار، مشيرة إلى أن الوزارة أجرت دراسة مكونة من فريق عمل من “وزارة التنمية الإدارية، أساتذة جامعة، شركات قطاع خاص، مجتمع مدني، فريق عمل من وزارة الاتصالات”.
وقالت، خلال جلسة “المصادر المفتوحة، في فاعليات اليوم الثالث من معرض ومؤتمر Cairo ICT 2013: “تم فتح باب المناقشة والتعرف علي مختلف وجهات النظر، إلى أن وصلنا إلى استراتيجية سيتم طرح تفاصيلها خلال الأسابيع القليلة المقبلة من خلال موقع الوزارة”، تستهدف إطلاق 3 مشروعات سنويًا تعتمد على البرمجيات مفتوحة المصدر وتدريب الف مبرمج سنويًا.
وأوضحت أن الهدف بناء مجتمع معرفة متكامل لتقديم خدمات تكنولوجية قائمة على البرمجيات مفتوحة المصدر من أجل زيادة الإنتاجية، ورفع الكفاءة، وقامت الوزارة بوضع أهداف منها تحديد قيادة تنسيقية للبرامج المفتوحة، وإنشاء مكتب للتبادل المعرفي ومضاعفة حجم المنظومة مفتوحة المصدر، بمصر وزيادة عدد الشركات المعتمدة، وعدد البرامج.
وعن النتائج المتوقعة، قالت نهى عدلي إن الخطة ستساهم في خفض الإنفاق الحكومي على البرمجيات وتقليل التهريب من التراخيص، وخلق فرص عمل ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أنه من الضروري تحديد دور الحكومة التنظيمي لضمان منافسة عادلة وتزليل العوائق القانونية، لتشجيع استخدام تلك البرمجيات بالحكومة، مع العمل على زيادة الوعي بأهميتها.
من جهته قال المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “لدينا رغبة سياسية ودعم كامل للبرمجيات مفتوحة المصدر، وهناك عوامل مساعدة لكي نتحرك في هذا الاتجاه، ومهمتنا كوزارة وشركات عالمية ومحلية ومنظمات مجتمع مدني التفاعل في هذا الإطار لوجود نتاج حقيقي خلال المستقبل”.
وأضاف: “نتحرك والسوق كبير والفرص كبيرة خاصة مع قرب طرح استراتيجية البرودباند وفي إطار اتساع مفهوم الحوسبة السحابية، لذا يجب أن نتكاتف، لإحداث التكامل، حيث إن الدولة لا ترغب في محاربة الشركات العالمية مثل مايكروسوفت أو غيرها ،كما أنها لا ترغب في قتل الأنظمة المفتوحه المصدر، وليس هناك مجالا سوى التكامل بينهم”، مشيرًا إلى أنه قبل نهاية العام الجاري، سنحتفل بأول استراتيجية خاصة بالبرامج مفتوحة المصدر.
قال أحمد حسين، جمعية أوبن إيجيبت،: “يجب علينا دعم حرية استخدام البرامج المفتوحة المصدر بدون قيود، فضلا عن إتاحة الفرصة لتعديل تلك البرامج وتطويعها، وإعادة توزيعها للغير”، مشيرًا إلى أن مصر لديها شركات كثيرة محرومة من استخدام التكنولوجيا بسبب ارتفاع تكاليف البرمجيات التجارية، وأن استخدام هذه التكنولوجيات تعمل على تحسين إدارة المؤسسات، وتقليل الفجوة في المنافسة مع الشركات المحلية، والمؤسسات العالمية.
وقال يوسف علي، شركة أي سبيس: “لدينا تركيز بشكل كبير على الإنترنت والمتصفحات التي تعتمد على الأنظمة مفتوحة المصدر”، مشيدًا بتجربة الحكومة في اعتمادها بشكل كبير على البرامج مفتوحة المصدر في الانتخابات والاستفتاءات.
وقال زاهر حيدر، من شركة إي إم سي، إن الأنظمة مفتوحة المصدر أثبتت نجاحها بشكل منقطع النظير منذ أكثر من 20 عاما، والدليل على ذلك البرامج الشهيرة “لينكس وجافا”، وغيرها، مضيفًا أن النجاح ليس فقط في تخفيض التكلفة، ولكن في تحسين نوعية البرمجة، التي لها تعامل مع ملايين المستخدمين حول العالم.
وقال إن هناك إقبال كبير على الأنظمة مفتوحة المصدر، خاصة مع الحوسبة السحابية ستساعد في انتشارها، مشيرا إلى أن هناك 90 مليون تطبيق في العالم، علي مختلف المنصات، وهناك توقعات بحلول 2016 أن تصل إلى 200 مليون تطبيق.
قال حازم نبيل مدير المنتجات بشركة مايكروسوفت،”ندعم أنظمة البرمجيات مفتوحة المصدر، ولدينا مجتمع “كود بليكس” على منصة مايكروسوفت يعمل عليه مليون مطور، فضلا عن موقع “ويب تريكس”، الذي يعد نموذجا للأنظمة مفتوحة المصدر، والذي يعمل عليه المطورون في أعمالهم، مؤكدًا أننا نعمل جميعا لإحداث التكامل بالرغم من وجود تنافسية.