شهدت الساحة السياسية فى الآونة الأخيرة تشكيل جبهات وحملات كل هدفها الضغط على الفريق السيسى للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وحتى الآن لم يحسم الفريق السيسى موقفه، وعدم حسم السيسى لموقفه من الانتخابات أدى إلى عدم إعلان كثير من الشخصيات رغبتها فى الترشح وانشغلت الساحة السياسية بسؤال واحد: «هل سيرشح السيسى نفسه للرئاسة أم سيظل وزيراً للدفاع؟».. المؤيدون للسيسى يرون أنه الأفضل للمرحلة المقبلة وأنه القادر على إدارة البلاد فى ظل الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد محلياً ودولياً.
وجهة نظر أخرى ترى أن يظل السيسى وزيراً للدفاع حتى لا يبرهن ترشحه للرئاسة لدى الغرب على أن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى.. وفريق ثالث يرى أن السيسى حسم الأمر بإصداره بالنص فى الدستور على تحصين منصب وزير الدفاع لمدة 8 سنوات ولكن مازالت كل هذه تكهنات، لكن طرح البعض اسم السيد عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين ليكون رئيساً لمصر فى المرحلة المقبلة.
وجاء طرح «موسى» بقدرته على إنجاز الدستور وإدارته للجنة الخمسين التى شهدت حوارات واشتباكات ومطالب فئوية حتى أنهى مهمته بملحمة وطنية فى نهاية عمل اللجنة.. فيما بكى الجميع أثناء عزف السلام الوطنى.
وأعتقد أن اختيار عمرو موسى رئيساً لمصر فى المرحلة المقبلة قد تأخر كثيراً، فقد كان «موسى» الأجدر بين مرشحى الرئاسة فى الانتخابات الماضية لإدارة مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، فهو الوحيد من بين المرشحين الذى كان على دراية بجميع القضايا والملفات المهمة للدولة، بخلاف الفريق أحمد شفيق الذى انحصرت مهامه فى أمور عسكرية ووزارة الطيران، فعمرو موسى لديه قبول شعبى بمواقفه تجاه أمريكا وإسرائيل أثناء توليه وزارة الخارجية.. وكذلك عمرو موسى يعرف كل الملفات ومن يديرها فى كل جهة بالدولة وهو على علاقة طيبة مع جميع القوى السياسية الليبرالية والإسلامية.. ولا يجب أن ننظر إلى هذا الطرح بأن عمرو موسى من فلول النظام السابق أو أن عمره تجاوز الـ 75 عاماً.. إننى أطرح عمرو موسى دون أن أعرفه شخصياً ولكن أرى أنه قد يكون الأصلح لو تولى رئاسة البلاد ومعه السيسى وزيراً للدفاع، الاثنان يمتلكان كاريزما مقبولة شعبياً ولها تأثير عربى ودولى.. وأعتقد أن عمرو موسى مواقفه ثابتة ومعروفة تجاه المؤسسة العسكرية.
إننا نحتاج هذا الطرح للسنوات الأربع المقبلة حتى تستقر أمور البلاد وتعود المؤسسات للعمل وتنضج الأحزاب والحركات السياسية فى ممارسة العمل السياسى والشعبى.. ثم بعد ذلك يترشح من يريد.. إننا فى حاجة أن نفكر بشكل علمى وعملى دون أى نزاعات سياسية أو دينية.