أيام قليلة تفصلنا عن عام جديد يترقبه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بحذر بعد عام من التحديات والصعوبات التى واجهت الشركات نتيجة الظروف السياسية والأمنية المتلاحقة التى عانتها البلاد.
ورهن متخصصون إطلاق منتجات جديدة فى 2014 لتحريك سوق الاتصالات ودفعه للنمو، وأن الرهان القادم على خدمات «نقل البيانات» التى توجه شركات الاتصالات جزءا كبيرا من استثماراتها حاليا لاقتناص عملاء هذه الخدمات.
رشح بعض من مسئولى سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قطاعى الاتصالات والتجارة الإلكترونية للنمو بقوة خلال 2014، بدعم من توسعات شركات المحمول والرخصة الموحدة، وزيادة حلول السداد الإلكترونى.
فى حين يرى عاملون بقطاع الاتصالات، أن هناك العديد من الفرص المؤجلة بالقطاع خلال 2013، أبرزها عدم طرح الرخصة الموحدة والبدء الفعلى فى تنفيذ الخطة القومية لنشرالبرودباند، وكذلك عدم الاهتمام بشكل موسع بنشاط الكوابل البحرية، مؤكدين فى الوقت ذاته على معاناة القطاع بشكل واضح خلال العام الجارى بدعم من توقف الحكومة عن طرح المشروعات الجديدة.
«الاتصالات» و«التجارة الإلكترونية» مرشحان للنمو.. و«تكنولوجيا المعلومات» مرهون بالمشروعات الحكومية
رشح بعض من مسئولى سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قطاعى الاتصالات والتجارة الإلكترونية للنمو بقوة خلال 2014، وذلك بدعم من توسعات شركات المحمول والرخصة الموحدة ورعاية الدولة للخدمة وزيادة حلول السداد الإلكترونى، فيما رهن نمو تكنولوجيا المعلومات بطرح الحكومة لمشروعات ضخمة لتحرك المياه الراكدة بالسوق.
توقع المهندس مقبل فياض، مدير شركة بروسيلاب القابضة، أن يشهد قطاع تكنولوجيا المعلومات بداية من النصف الثانى نموا بدعم من المشروعات المزمع طرحها من جانب الحكومة، مشيرا إلى بدء وزارة الاتصالات فى طرح مشروعات مثل تطوير مستشفيات جامعة الأزهر، ومن المنتظر أن تبدأ الحكومة فى طرح مشروعات مطلع يناير القادم بنظام المشاركة مع القطاع الخاص «p.p.p».
طالب الاتصالات بطرح مشروعات عملاقة بقيمة لا تقل عن 100 مليون جنيه، وهو ما يساعد على أنعاش القطاع، مضيفا أن سوق الاتصالات من القطاعات المحظوظة حال طرح الرخصة الموحدة.
قال أحمد شبانة، المدير التنفيذى والمؤسس لشركة « أجزخانة دوت كوم «، إن سوق التجارة الإلكترونية من القطاعات المرشحة للنمو بقوة خلال 2014، خاصة أن الوزارة أعلنت عن خططها للقطاع خلال معرض « كايرو اى سى تى «، مؤكدا أنه رغم الاحداث التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، الا ان سوق التجارة الإلكترونية كان الأفضل خلال العام المشرف على الانتهاء، حيث يعتبر القطاع الوحيد إلى جانب الاتصالات الأعلى تحقيقا لمعدلات النمو.
أضاف أن دخول خدمة تحويل الأموال عبر المحمول وزيادة حلول السداد الإلكترونية يسهم فى دفع معدلات نمو القطاع، وزيادة نسبة المتعاملين مع القطاع من أجمالى عدد مستخدمى الإنترنت.
قال المهندس حسانين توفيق، المدير التنفيذى لشركة الحاسبات المتقدمة « أكت «، إن نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات مرهون بطرح مشروعات ضخمة من جانب الحكومة، مؤكدا فى الوقت ذاته على العديد من فرص النمو بالقطاع الحكومى، وكذلك الفرص المتاحة فى مجال تطوير المحتوى العرب، كما أن وضع القطاع لن يكون أفضل حالا من العام الجارى، الا من خلال طرح مناقصات حكومية عملاقة.
يرى الدكتور حمدى الليثى، الرئيس التنفيذى لشركة « ليناتل « للاتصالات، أن سوق الاتصالات سيشهد طفرة فى معدلات النمو خلال العام الجديد، وذلك بعد التماس بوادر جيدة من شركتى موبينيل وفودافون، حيث تعمل أدارة الاولى على تطوير الشركة والعودة لتحقق الأرباح من جديد، وهو ما يشير إلى ضخ استثمارات جديدة من جانبها فى تطوير الشبكات، أما الثانية سوف تضاعف ميزانيتها لتكون الأكبر فى تاريخ فودافون بمصر، خاصة بمجال صيانة وتغطية الشبكات وذلك بدعم من تخارج الشركة الآم الأمريكية، وهو ما أضاف لها سيولة مالية بقيمة 140 مليون دولار، وسيكون نصيب فرع الشركة بمصر منها 4 مليارات جنيه تقريبا يوجه نصفهم للاستثمار بالشبكات.
توقع الليثى أن يحقق قطاع الاتصالات نموا فى حجم الاستثمارات الجديدة بنسبة %25 خلال 2014 مقارنة بالعام الجارى، بدعم من توسعات شركات المحمول الثلاثة وطرح الرخصة الموحدة خلال العام الجديد، وهو ما يترتب عليه ضخ مزيد من الاستثمارات من جانب الشركة المصرية للاتصالات.
«الرخصة الموحدة» و«البرودباند» و«الكوابل البحرية» أبرز الفرص المؤجلة
«خليل»: «تكنولوجيا المعلومات» مات بتوقف الحكومة عن طرح المشروعات
الليثى: الرخصة المتكاملة تنعش خزينة الدولة وتشجع شركات المحمول على زيادة استثماراتها
يرى متخصصون أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد عام 2013 العديد من ضياع الفرص الاستثمارية، أبرزها عدم طرح الرخصة الموحدة والبدء الفعلى فى تنفيذ الخطة القومية لنشر الانترنت «البرودباند»، وكذلك عدم الاهتمام بشكل موسع فى نشاط مد وتمرير الكوابل البحرية، إلى جانب اغفال ضبط الجانب الأمنى من جانب الدولة، مؤكدين على معاناة القطاع بشكل واضح خلال العام المشرف على الانتهاء بدعم من توقف الحكومة عن طرح المشروعات الجديدة رغم أنها تمثل لـ%80 من سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
قال الدكتور حمدى الليثى، الرئيس التنفيذى لشركة «ليناتل» للاتصالات، ان سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد أسوأ فترات مرت عليه خلال 2013، حيث انكمشت الاستثمارات واعتمد القطاع على المعونات من الدول العربية الخليجية، فيما تراجع حجم العمل بشركات المحمول فى عمليات تحديث وصيانة الشبكات، وبعض الشركات كان العمل معها شبه متوقف.
عن أبرز الفرص المؤجلة خلال العام المشرف على الانتهاء يرى الليثى، أن عدم طرح الرخصة المتكاملة أبرز هذه الفرص، حيث يرى أنها كانت ستسهم فى انعاش خزينة الدولة من جانب ومن جانب آخر كانت ستحرك المياه الراكدة بالسوق وتدفع شركات المحمول إلى زيادة استثماراتها بالقطاع للاستعداد للوافد الجديد، اضافة إلى توجيه رسالة قوية للمستثمرين الأجانب عن قوة السوق المصرى والعديد من الفرص المتاحة ومدى استعداد الدولة إلى دفعه للأمام.
أضاف أن الاحداث التى شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين ظهرت تأثرياتها خلال العام الجارى، موضحا أن من الفرص المتوقعة أيضا خلال العام الجارى هو التوسع فى الاستثمارات الخارجية من جانب الشركات المحلية، مشيراً فى الوقت ذاته إلى محاولات الحكومة فى هذا الشق، متوقعا أن تظهر نتائجه خلال 2014، ويرى أن عدم اللحاق ببدء تنفيذ مشروع نشر البرودباند تعد من الفرص الضائعة، وكذلك عدم التركيز على التوسع فى رمى الكوابل البحرية.
أشار إلى أن العالم لا يقنع بالتصريحات الرنانة أو الخطط المطروحة دون تنفيذ واقعى على الأرض، وكان يجب على الدولة البدء فى تنفيذ المشروعات التى طرحتها « الاتصالات «، لطمأنة المستثمرين الأجانب، مطالبا بدعوة الوزارة للشركات العالمية لعمل دراسة عن السوق المصرى وتحديد أبرز الفرص الاستثمارية بالقطاع ووضع خطط تنفيذ زمنية لها وطرحها على المستثمرين.
من جانبه قال الدكتور مدحت خليل، رئيس مجلس ادارة شركة راية القابضة، انه كان يجب على الحكومة التركيز خلال 2013 على ضبط الشارع أمنيا ما لتشجيع المستثمرين على المضى فى التواجد محليا ودفعهم إلى زيادة حجم أعمالهم، الا أن الدولة فوتت هذه الفرصة وأن كانت هى الأهم خلال العام المشرف، نظرا لكون الأمن من أهم عوامل جذب الاستثمارات.
أشار خليل إلى أن القطاع الحكومى «مات أكلينيكيا» بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رغم من تمثيله لـ%80 من حجم السوق، وهو ما أدى إلى انكماش حجم العمل وهروب العديد من الكوادر الفنية إلى دول الخليج، وتسبب فى شبه تجمد للقطاع.
قال المهندس محسن فريد، مدير التخطيط الاستراتيجى بالشركة المصرية للاتصالات سابقاً، إن الركود أثر بشكل كبيرعلى جميع المجالات بقطاع الاتصالات، مشدداً على أن المشكلة ليست فى الظروف الحالية بقدرحالة التشبع، مؤكداً أنه فى حالة استقرار الأمور لن يحدث تطور سريع.
أضاف أنه لاتوجد بوادر بأن الأمورستتحسن فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال 2014، إلا فى حالة إطلاق منتجات جديدة تساعد فى تحريك السوق ونموه، موضحا أن الخدمات الصوتية تشبعت تماما وليس هناك مؤشرات على نموها على المدى القريب.
أشار إلى أن الرهان القادم على خدمات نقل البيانات فشركات الاتصالات توجه جزءا كبيرا من استثماراتها حاليا لتنمية هذا الجانب الذى لاتزال فرص نموه كبيرة وخدماته لم تنتشر بصورة كبيرة بعد.
«تحويل الأموال عبر المحمول» و«التتبع الآلى» أهم الخدمات المطروحة 2013
مع اقتراب العام الجديد يرى متخصصون أن إطلاق خدمتى التتبع الآلى وتحويل الأموال عبر المحمول تدخلان ضمن أهم الخدمات الجديدة خلال عام 2013 رغم أنهما لم ينالا حظاً فى الانتشار بسبب التوترات السياسية والاقتصادية التى عانها السوق المحلى، فيما أبدوا تفاؤلهم بالعام الجديد آملين فى طرح خطط استراتيجية جديدة لجذب الاستثمارات.
قال سيد إسماعيل، عضو الغرفة، إن أهم المشروعات التى طرحت خلال العام الحالى خدمتى «الدفع عبر الموبايل» و«التتبع الآلى»، وهناك إجراءات مكثف لطرح خدمة الدفع عبر الموبيل خلال ألاشهر القليلة الماضية.
أكد أن ثقافة الشعب المصرى ليست إلكترونية، وعادة كل ما يُطرح من خدمات جديدة تتفق مع الطبيعة السائدة بالمجتمع، ولذلك فإن الثقافة الإلكترونية فى حاجة إلى بعض الوقت للانتشار، موضحا أن ما عانته البلاد من أحداث وعدم الاستقرار أثر بشكل كبير على انتشار خدمتى الدفع عبر الموبايل والتتبع الآلي، فى حين أنه كان من المفترض أن تحقق الخدمتان انتشاراً واسعاً فى انحاء الجمهورية، نظراً لانتشار السرقات وعدم الأمان فى الشارع.
وتوقع إسماعيل انتشار خدمتى التتبع الآلى والدفع عبر الموبايل خلال عام 2014، وهو ما سوف يعوض تباطؤ العام الحالى.
من جانبه أوضح طلعت عمرو، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات، أن ظروف عام 2013 وما صاحبها من عدم استقرار أمنى فرضت على مصر عدم تسيير المشروعات.
وأشار إلى أن خدمتى الدفع عبر الموبايل والتتبع الآلى ليست إلا قيمة مضافة لا يمكن نسبهما إلى المشاريع، كما أن عدم توافر مثلث الاستثمار من استقرار أمنى وسياسى وبيئة تشريعية جاذبة للاستثمار، أدى إلى تباطؤ انتشارها فى السوق المصرى.
أضاف أن الاقبال على خدمات القيمة المضافة لا يكون الا بموجب الوضع الاجتماعى للمجتمع، كما أن رواجها يعتمد على الوضع الاقتصادي.
أكد أن خدمتى التتبع الآلى والدفع عبر الموبايل طُرحتا فى وقت غير مناسب، وهو ما أدى إلى عدم انتشارهما بالشكل المطلوب.
أبدى عمرو تفاؤله بعام 2014، آملآ أن تتوفر خُطط استراتيجية وتنموية جاذبة للاستثمار، وهو ما يدعمه كوادرها البشرية من الشباب والمفكرين والمبدعين.
على النقيض توقع هشام عجلان، رئيس شركه «أى تى جي»، عدم إطلاق أى مشاريع فى هذا العام بسبب الظروف التى تعانيها مصر.
وأوضح أن الشركات الحكومية تعمل لصالحها فقط وليس لتحسين الاحوال الاقتصادية للبلد، مشيرا إلى أن الاوضاع على جميع الاصعدة لن تتحسن أذا استمرت الاحوال السياسية والأمنية على ما هى عليه خلال العام الماضى.
أكد المهندس طارق الحميلي، رئيس جمعية «اتصال»، أن «الكول سنتر» تعد من الخدمات التى لم تتأثر بصورة كبيرة خلال 2013، وأن الشركات حاولت جاهدة تقديم خدماتها للعملاء بصورة محترفة بعيدة عن التأثر بشكل كبير بظروف 2013.
أكد أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أبدت اهتماما أكبر خلال 2013 بالشركات الصغيرة والمتناهية الصغر وقدمت سبل الدعم الممكنة فى ظل الإمكانيات المتوافرة.
تابع رئيس جمعية «اتصال»، أن شركات الإنترنت ستظل تتوسع خلال عام 2014 وستوجه المزيد من الاستثمارات إليه باعتباره المستقبل والفرصة الأكبر للنمو.
أوضح المهندس خالد حجازي، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بـ «فودافون مصر»، أن قطاع الاتصالات خلال 2013 لم يكن كما نأمل نتيجة للظروف المتلاحقة التى مرت بالبلاد، وهو ما أثر بصورة كبيرة على السياحة التى تعد من القطاعات التى تعتمد عليها شركات المحمول، معبراً عن أمله فى أن تستقر الاوضاع والظروف خلال العام القادم.