هل يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ «أكثر الأسئلة تردداً فى الشارع ووسائل الإعلام فلا تخلوجلسة على مقهى أو اجتماع أو حفل أو مأتم من تكرار هذا السؤال وتوقعات الإجابة عليه.
مصادر غير معلومة تقول للصحف والفضائيات أن السيسى سيخوض الانتخابات الرئاسية , ومصادر عسكرية غير معلومة أيضا تنفى الأخبار التى تتناقلها الصحف والقنوات.
أنباء تتردد عن جمع ملايين التوقيعات لإجبار السيسى على الترشح للرئاسة لكنه لم يحسم أمره حتى الآن.
فى شهر أكتوبر من العام الماضى أجرى السيسى حواراً مع ياسر رزق رئيس تحرير جريدة « المصرى اليوم « فى هذا الوقت وكان السؤال « دائما تردد أنك تحت أمر الشعب وإرادته.. ماذا لو طلبت منك جماهير الشعب أن ترشح نفسك وتخوض انتخابات الرئاسة.. كيف سيكون موقفك؟
جاءت إجابة وزير الدفاع « الأمر الذى تتحدث فيه أمر عظيم وجلل، لكنى أعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال، فى ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التى سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن ثم صمت السيسى لحظات. وقال: الله غالب على أمره «.
الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل قال فى حوار تليفزيونى قبل أيام إن الضرورة قد تفرض على السيسى الترشح للانتخابات الرئاسية إلا أن التكهنات تشير إلى ترشحه ولكن قراره ما زال غامضا وإن كانت دعوات تطالبه بحسم موقفه قبل إعلان إجراء الاستفتاء على الدستور لتوضيح الصورة أمام المواطن الذى سيذهب للاقتراع.
وتعانى البلاد من أجواء أمنية مضطربة وأحداث إرهابية فى مناطق متفرقة بجانب استمرار مظاهرات اعضاء جماعة الإخوان الموالين لها والاشتباكات التى تنشب وتترك ضحايا ومصابين من الجانبين.
وتصاعدت الخصومة بين النظام القائم وجماعة الإخوان فى الأسابيع الماضية ما دفع مجلس الوزراء الشهر الماضى لإعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً ويعاقب من ينتمى له.
لكن التحدى الأكبر لأى مرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة هو كيفية تحقيق الاستقرار الذى تنشده البلاد وكثيرون يرون أن المصالحة أهم ركائز الاستقرار والتنمية الاقتصادية فى الفترة المقبلة ولكن ما جرى الفترة الماضية يقلل من احتمالات اقدام، السيسى على التصالح مع الإخوان حال ترشحه للرئاسة أو بعد فوزه المرجح ؟
ثمة رأى قائل بأن ترشح السيسى للرئاسة يقدم رسالة إلى المجتمع الدولى أن ما شهدته مصر فى يوليو الماضى انقلاب على الرئيس محمد مرسى بينما كان المحتجون عليه يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة و لم يستجب مرسى لرغبة ملايين المحتجين على طريقة إدارته للبلاد ما دفع الجيش لعزله.
فى خطاب تاريخى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى أول يوليو الماضى الذى أمهل فيه أطراف العملية السياسية 48 ساعة لتحقيق مطالب الشعب الذى خرج فى مظاهرات حاشدة فى 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة قال السيسى « لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله «.
وقال فى الخطاب ذاته « إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب «.
يجد السيسى نفسه بين داعمين مؤيدين له ويدعونه للترشح فى الانتخابات وآخرين أيدوا ما قام به من عزل للرئيس السابق وجماعة الإخوان لكنهم لا يريدون عودة حكام ينتمون للمؤسسة العسكرية بعد استمرار هذه التجربة أكثر من 60 عاما.
يعلم السيسى أن تعامل المواطنين ودعمهم له واستمرار هذا الدعم إذا ما جاء رئيسا للبلاد سوف يرتبط بمدى تحقيق تطلعات الشعب على المستوى السياسى والاقتصادى ويدرك أيضا أن الغرب لن يقبل ترشحه بسهولة.
أسئلة كثيرة تتردد وتبحث عن إجابات والرد عليها ليس قاطعا وإنما استنتاجات من صحفيين وإعلاميين لكن السيسى عنده الخبر اليقين.
كيف سيتم حل الأزمة السياسية فى مصر وجمع الفرقاء من جديد وهل يمكن أن يتبنى وزير الدفاع مبادرة لمراجعة أفكار جماعة الإخوان مثلما حدث مع قيادات الجماعة فى مرحلة سابقة ؟.
كيف ستتعامل الدولة مع المشكلات الاقتصادية المزمنة والتى تشمل عجزالموازنة العامة للدولة وارتفاع الدين العام إلى مستويات قياسية وهل سيستمر اعتماد مصر على الدعم المالى القادم من دول الخليج وما تأثير ذلك على القرار السياسى المصرى؟
على السيسى أن يختار بين صورة الزعيم التى ترفع له فى الميادين حاليا احتفاء بقرار اتخذه بعزل الرئيس السابق محمد مرسى وبين إمكانية أن يصبح مؤسسا لمصر الجديدة.