هل سيستطيع السياسى الشهير حمدين صباحى استعادة بريقه فى العام الجديد؟؟ هذا هو السؤال الذى يتعين على صباحى الإجابة عليه بوضوح فى ظل تراجع فرصه لصالح الفريق السيسى وهو ما يطرح تساؤلاً آخر حول مستقبله كسياسى.
أعلن حمدين صباحى استعداده التام ان يؤدى واجبه ويخوض الانتخابات الرئاسية ليس بحثا على السلطة، فى الوقت الذى ناشد الفريق السيسى عدم خوض انتخابات الرئاسة والبقاء فى موقعه كقائد الجيش، ولم يخف أن السيسى أصبح بطلاً شعبياً وانه الأوفر حظاً فى حالة ترشحه للرئاسة.
«واحد مننا».. كانت الحملة الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الانتخابات الرئاسية عقب ثورة يناير التى ساهمت فى دخول صباحى قلوب عدد كبير من البسطاء من الشعب المصرى ولكن اختلف الأمر الآن بعد فقد جزءاً كبيراً من شعبيته على ارض الواقع.
يواجه صباحى تحديات حادة فى ظل وجود توقعات بترشح شخصيات قوية تنتمى للتيار المدنى مثل عمرو موسى الذى يوجد توافق عليه من أحزاب لها ثقل سياسى على الساحة، كما يواجه المناضل موجة من الانتقادات بعد الاطاحة بحكم الاخوان وصعود فرص الفريق السيسى، فضلا عن شغفه الظاهر بالفوز برئاسة الجمهورية.
انخفضت شعبية المرشح الرئاسى عقب شائعات اجتماعه مع وفد من المستثمرين الأجانب لاقناعهم بعدم الاستثمار فى مصر بحجة عدم استقرار الوضع السياسى بسبب ممارسات الاخوان، بينما يؤكد أحمد عاطف، المتحدث الرسمى باسم التيار الشعبى ان ادعاءات انخفاض شعبية صباحى لا أساس لها من الصحة وانه يعتبر مرشح الثورة الوحيد الموجود حالياً، وان كتلة المؤيدين له فى ازدياد.
يصف جمال زهران، الخبير السياسى صباحى بأنه «القشة الأخيرة» التى تعلقت فى ذهن المصريين من ثورة يناير الذى يدعمها تاريخه فى النضال ضد النظام السابق، ما أدى إلى زخم شعبى شديد يحظى به، فيما يرى سياسيون ان صباحى يفتقد الخبرة التى تجعله يقود البلاد كرئيس جمهورية بمفرده، وانه لابد ان يستعين بوجوه قوية كمستشارين له تساعده فى هذه المهمة.
لكن معارضيه يرون أنه لا يصلح لرئاسة الجمهورية خاصة فى هذه الاوضاع التى تحتاج إلى رجل عسكرى مؤهل لحماية البلاد أمنياً واقتصادياً، وقام الكاتب عبد الله كمال بتغريدة له عبر «تويتر» فور إعلان صباحى خوض الانتخابات الرئاسية وقال: «لماذا نام المصريون ليلتين عاديتين دون أن يقيموا الأفراح والليالى الملاح.. كما لو لم يدركوا بعد أن حمدين صباحى قد قرر ترشيح نفسه للرئاسة».
«تصاعد الإرهاب.. انقسام الشعب.. تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.. السياسة الخارجية» كلها مشكلات تواجه صباحى حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية وذلك بخلاف المعارضة المتوقعة، بالإضافة إلى دور الرئيس فى اتباع المسار الديمقراطى الغائب عن الساحة المصرية.
يعتمد صباحى فى برنامجه الرئاسى على إنهاء الفساد والاحتكار الذى تعانيه الدولة واعادة ترتيب أولويات الموازنة العامة للدولة بحيث يتصدر الانفاق على التعليم والصحة والبحث العلمى تلك الأولويات، والاهتمام بمشروع تعمير سيناء ومشروع تنمية الصعيد ومشروع تطوير الريف كنماذج للمشروعات التى تضمن التوزيع العادل لعوائد التنمية على محافظات مصر.
وفى ظل تواصل الانتقادات التى تواجه صباحى يظل التيار الشعبى الذى يرأسه المرشح الرئاسى متمسك بقدرته على خوض الانتخابات والفوز فيها بنسبة %100.
شهد الموقف الأمريكى استنكاراً تجاه صباحى نتيجة مهاجمات عدة لأمريكا جراء تدخلها فى سوريا، وانتقاده المستمر لمحاولات التدخل الأمريكى فى الشئون السياسية فى مصر، ومطالبته الرئيس باراك اوباما ان يتوقف عن لغة التهديد وأن يعى ان مصر اصبحت بعيدة عن التبعية ليكون اول مرشح رئاسى يعلن عن مواقفه المناهضة لبعض سياسات الولايات المتحدة.
صباحى الذى ولد عام 1954 فى مدينة بلطيم وترعرع بين أفراد أسرة بسيطة من الفلاحين ظل يناضل منذ التحاقه بكلية الاعلام وحتى نهاية حكم الاخوان المسلمين لتحقيق شعار «عيش..حرية.. عدالة اجتماعية».
وساهم فى الكثير من الحركات الثورية حيث كان من مؤسسى حركة كفاية وهو وكيل مؤسسى حزب الكرامة وعضو سابق فى مجلس نقابة الصحفيين وعضو مجلس شعب من عام 2000 وحتى 2010 عن دائرة الحامول بالشرقية.
ويظل اسم صباحى يبرز بين المصريين باعتباره الطالب الوحيد الذى استطاع انتقاد سياسات الرئيس الراحل أنور السادات والفساد الحكومى فى أول لقاء له مع السادات داخل كلية الإعلام، ما أدى إلى ازدياد شعبيته واحترامه فى اعقاب ذلك الذى دفع ثمنه لاحقاً.
والمتابع للتاريخ السياسى لصباحى يجد قائمة من النضال له ضد الفساد الذى تفشى فى نظام مبارك اعتقل على إثرها مرات عديدة آخرها عام 2003 فى انتفاضة الشعب ضد نظام مبارك الذى أيّد غزو العراق.