تستحوذ محافظة الوادى الجديد على %44 من مساحة مصر، لكن تعداد سكانها لا يتعدى 250 ألف نسمة ورغم امتلاكها عناصر تنمية شاملة فى الصناعة والسياحة والزراعة، تجعلها أمل مصر فى استيعاب أكبر قدر ممكن من سكان الوادى القديم.
وتمتلك الوادى الجديد اكبر مقومات سياحية، واضخم عدد من المناجم الطبيعية، ومساحات شاسعة صالحة للزراعة، واربعة مناطق صناعية قادرة على الإنتاج للتصدير، لكن الواقع يؤكد عزوف المستثمرين عن الاستثمار فى كل هذه الانشطة الاقتصادية.
ويعانى المستثمرون فى المحافظة من البيروقراطية والتجاهل الحكومى وارتفاع الرسوم وكذلك غياب خطوط الطيران المنتظمة وتوقع مطار الداخلة منذ ما يزيد على 3 سنوات.
حامد الشيتى رئيس مجلس إدارة قروين: لن أكرر تجربة الاستثمار فى المحافظة
الوادى الجديد تفتقر للرؤية الواضحة للتنمية وتعانى البيروقراطية
استثمرت 90 مليون جنيه فى استصلاح 24 ألف فدان.. ولم أحصل على عقد ملكية 10 آلاف منها حتى الآن
تنشيط الاستثمار فى الواحات يتطلب برنامجاً متكاملاً يعتمد على التصنيع الزراعى
أكد المهندس حامد الشيتى رئيس مجلس إدارة شركة قروين للاستثمار الزراعى، أن بيروقراطية اداء موظفى الحكومة وافتقار المحافظين لبرنامج متكامل للتنمية سبب هروب المستثمرين من محافظة الوادى الجديد، وقال انه لن يكرر تجربته فى الاستثمار داخل المحافظة.
كشف عن انه استثمر نحو 90مليون جنيه فى استصلاح وزراعة 24 ألف فدان بالفرافرة، نجح فى انهاء عقد ملكية 14 ألف فدان منها لتبعيتها المباشرة لوزارة الزراعة، وفشل فى انهاء عقد 10 آلاف فدان لتبعيتها للمحافظة، رغم حفر نحو 8 آبار بتكلفة تصل إلى 8 ملايين جنيه، مما اضطره إلى اللجوء لمجلس الدولة للحصول على العقد إلا أنها لم تحسم القضية على مدى 7 سنوات.
وقال رئيس شركة قروين إن قانون نقل ملكية الأرض من الدولة للشركات أو الافراد ينص على حصول الأخير على عقد الملكية بمجرد حفر الآبار الجوفية لاستخراج المياه، خاصة وان تكلفة حفر البئر الواحد فى الواحات تصل إلى مليون جنيه.
واشار إلى أن مشروعه وفر نحو 20 مليون جنيه على خزانة الدولة لاستيعابه اكثر من 80 عاملاً دائماً بخلاف العمالة غير المباشرة، لافتاً إلى أن تكلفة توفير فرصة العمل الواحدة تكلف الدولة 250 ألف جنيه.
أكد الشيتى أن تدفق الاستثمارات على الوادى الجديد يتطلب موظفين قادرين على تنفيذ القانون وليس الالتفاف عليه، مشيراً إلى أن المستثمر المصرى اصبح يفضل نقل استثماره للدول الاخرى هربا من التعقيدات الادارية.
وقال رئيس قروين إن تنشيط الاستثمار الزراعى فى الواحات يتطلب وضع برنامج متكامل يعتمد على التصنيع الزراعى لتحقيق اعلى عائد من رأس المال المستثمر، خاصة أن الطلب على السلع الطازجة محليا ضعيف لانخفاض تعداد السكان إضافة إلى صعوبة نقلها لاسواق القاهرة لارتفاع تكاليف النقل.
اقترح الشيتى على محافظ الاقليم إجراء دراسة حول الحد الآمن لسحب المياه من الآبار الجوفية بالواحات المختلفة داخل المحافظة، وتحديد نوعية الزراعات المناسبة لها وفى مقدمتها الزيتون والنخيل ومحاصيل الأعلاف لتسمين الماشية، والأرز للتصدير للخارج، والاعلان عن الحد الأقصى للمساحات التى يمكن زراعتها بالواحات قبل طرح أى أراض جديدة للاستثمار حتى لا تتكرر ازمة الطريق الصحراوى بين مصر والاسكندرية والذى عانى المستثمرون فيه من جفاف الآبار وتملح مياهها نتيجة السحب غير الامن للمياه.
وتستحوذ المحافظة على نحو %30 من مساحات زراعة الارز على مستوى الجمهورية، باعتباره من اكثر من المحاصيل استيعابا للمياه المتدفقة من الآبار على مدار العام وطوال 24 ساعة، نظرا لاستخراجها من اعماق تزيد على ألف متر وبالتالى، فإن محاولة وقف تدفقها تؤدى بالضرورة إلى كسر خطوط مواسير البئر، ولابد من استيعابها فى بحيرات صناعية.
وطالب الشيتى بالربط بين المساحات الزراعية وحجم الإنتاج المتوقع من التمور أو الزيتون أو الالبان أو حجم اللحوم قبل اصدار ترخيص إنشاء مصنع جديد لاستيعاب هذه المنتجات، مؤكدا امكانية اعادة استغلال مياه الصرف الناتجة عن زراعة الارز التى تصل إلى نحو 4500 متر مكعب من الفدان فى إقامة مزارع سمكية، ثم اعادة استخدامها فى زراعة محاصيل الاعلاف لتسمين الماشية، واستخدام مياه صرف الاخيرة فى رى اشجار الزيتون والرمان والنخيل، لزيادة العائد من وحدة المياه وتحقيق هامش ربح جاذب للاستثمار فى الواحات.
مدير فندق ديزرت لودج بالداخلة: وقف خطوط الطيران وراء شلل الاستثمارات السياحية
مهبط مطار الداخلة مهدد بالتلف بسبب عدم إجراء الصيانة الدورية
طالب عبد الحميد محمد على مدير فندق ديزرت لودج بالواحات الداخلة الحكومة باعادة فتح مطار الداخلة، وتشغيل خطوط طيران منتظمة بين الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة ومطارات المناطق السياحية خاصة الاقصر واسوان، حتى تعود السياحة إلى طبيعتها بعد أن تراجعت إلى اقل من %40 عن معدلاتها قبل ثورة يناير.
أوضح لـ «البورصة» أن مهبط مطار الداخلة مهدد بالتلف بسبب عدم اجراء الصيانة الدورية له، مشيراً إلى عدم وجود سيارة شفط رمال من فوق مهبط الطائرات، التى تعد العدو الرئيسى لحركة الطائرات فى الواحات، إضافة إلى توقف عمل المطار منذ اكثر من ثلاث سنوات.
قال إن وضع الواحات على الخريطة السياحية لمصر يتطلب تشغيل خطوط طيران منتظمة بين القاهرة والواحات بمعدل مرتين اسبوعيا على أن تتحمل الدولة تكلفة الخط كاملا لمدة عام كامل، بما يسمح بوضع هذه الخطوط على الشبكة الالكترونية للسياحة المصرية.
وقدر مدير ديزرت لودج المسافة بين القاهرة والواحات الداخلة بنحو 800 كيلو متر، والمسافة بين كل واحة واخرى داخل المحافظة بنحو 200 كيلو متر، وبينها وبين الاقصر بنحو 600 كيلو متر، الامر الذى يجعل الانتقال البرى غير عملى للافواج السياحية.
اضاف أن سعر التذكرة الحالى بين الواحات الخارجة والقاهرة وصل إلى 500 جنيه، وقاصرة على طائرات البترول القديمة التى لا تشجع شركات السياحة على تنظيم رحلات للوفود السياحية للواحات وتفضيل الغردقة وشرم الشيخ عليها.
طالب عبد الحميد بخفض سعر تذكرة الطيران بين القاهرة والواحات المختلفة إلى 250 جنيهاً، وتشغيل خطوط منتظمة بين المطارات الداخلية ومطارات الواحات باسعار تتراوح بين 200 و300 جنيه، لتشجيع شركات السياحة على وضع مزارات الواحات ضمن برامج زيارات الوفود السياحية للاقصر وأسوان وشواطئ مرسى مطروح، لافتاً إلى أهمية خفض سعر التذكرة على تشجيع المواطنين المصريين على السفر بالطائرة، الامر الذى يسمح برفع معدلات تشغيلها إلى المستوى الاقتصادي.
أوضح عبد الحميد أن مستثمرى الداخلة لم يستقبلوا اى مسئول حكومى للاستماع لشكواهم منذ ثلاث سنوات، وفى مقدمتها المبالغ الضخمة التى تتقاضاها وزارة الداخلية لتأمين الوفود السياحية فى سياحة السفاري، مطالبا بإيجاد آلية جديدة لعمل أجهزة الشرطة بالواحات بما يسمح بسهولة حركة الوفود داخل الطرق الوعرة بأمان وبتكلفة اقتصادية.
وقال مدير فندق «ديزرت لودج» إن الواحات تمتلك كل انواع السياحة الصحراوية حيث تضم سياحة الاثار والعلاجية اعتمادا على العيون الكبريتية، وعمل المساج بالطفلة وحمامات الشمس، وسياحة السفارى التى تستمر 10الى 12 يوماً ويفضلها السياح الالمان والايطاليون وغيرهم، إلا أننا فى حاجة لتطوير اسلوب تعاملنا مع السائحين.
واشار إلى ابتكار نظم سياحية جديدة تقوم على دعوة السائح لتناول الطعام تحت اشجار النخيل، يتخللها عرض فيلم عن إنتاج التمور فى مصر ومنتجات الارابيسك التى تقوم على جريد النخيل، وادخال فكرة سياحة رسم الطبيعة لمدة اسبوع، اعتمادا على الخامات الطبيعية التى كان يستخدمها الفراعنة، مما ادى إلى ارتفاع معدلات تسويق كل منتجات الواحات.
وقال عبد الحميد إن الفندق أنشأ مصنعاً لتدوير القمامة فى القرية المجاورة للنهوض بمستوى اهالى المنطقة، على اعتبار أن نظافة البيئة جزء من تسويق السياحة يجب الاهتمام به.
أصحاب المصانع: المناطق الصناعية مليئة بالتعقيدات الإدارية رغم خلوها من الخدمات
يعانى أصحاب المصانع فى المنطقة الصناعية من التعقيدات الإدارية الشديدة رغم عدم وجود الحد الأدنى من الخدمات التى توفر بيئة مناسبة للعمل والاستثمار.
انتقد محسن جمال صاحب مصنع بالمنطقة الصناعية بالواحات الداخلة، إصرار وزارة الداخلية على تجديد رخص الدفاع المدنى مرة كل 3 شهور، علماً بأن تكلفة استخراجها تصل إلى نحو 3 آلاف جنيه، بخلاف وضع 600 جنيه تحت حساب الدفاع المدنى بالبنك.
وطالب محسن بتعديل اللائحة بحيث يتم استخراج الرخصة مرة كل عام، وتوفير خدمات الدفاع المدنى خاصة أن المنطقة تعانى من عدم وجود سيارات اطفاء وتعتمد على طفايات الحريق التى غالباً ما تعجز عن اطفاء أى حريق، مشيراً إلى احتراق سيارة بالكامل أثناء قيامها بعمل صيانة داخل إحدى الورش بالمنطقة لعدم توفر سيارة اطفاء.
وقرر محمود الشافعى رئيس مجلس إدارة شركة مصر للاسمدة الغاء مشروع اقامة مصنع اسمدة مركبة بالواحات ونقله إلى مدينة 6 اكتوبر لقربها من محافظات الوجهين البحرى والقبلى.
طالب الشافعى بمنح المستثمر اعفاء ضريبى قدره 10 سنوات وتوفير جميع المعلومات عن الموارد والاستثمارات امام المستثمرين وتحسين حالة الطرق التى تربط بين المحافظة والوادى القديم حتى تجذب المحافظة استثماراتهم إليها.