«البحر الأحمر» و«الإسكندرية» تطرحان مشروعات ضخمة لتطوير الموانئ
بسيونى: مصر تفتقر لمنظومة سياحية متكاملة ولابد من ضخ استثمارات لتطوير الموانئ
المتيني: إعادة دراسة منظومة السياحة البحرية لزيادة جاذبيتها للأجانب الفترة المقبلة
هداية: وزارة النقل اقتربت من إعداد خطة لتنمية الموانئ السياحية
حسن: الأنشطة السياحية تعانى من عدم الترويج الجيد.. والقطاع الخاص اللاعب الأكبر
انتقد خبراء بالنقل البحرى ضعف الخدمات المقدمة للسائحين فى الموانئ ذات الطابع السياحى ولاسيما مارينا اليخوت، وقال بعض الخبراء إن الدولة تحتاج إعادة النظر فى منظومة السياحة بشكل متكامل ويقع على عاتقها الجزء الأكبر من المشكلة، واقترح البعض إنشاء هيكل إدارى للسياحة النهرية والبحرية ودعم تطوير الموانئ بخدمات متطورة تساعد السائحين على الاستمتاع بأوقات انتظارهم فى الميناء.
بينما يرى آخرون أن المنظومة الحالية لمرافق الموانئ السياحية لا يوجد بها خلل ونفوا تماماً أن تكون الموانئ ذات الطابع السياحى فقيرة من حيث الخدمات المقدمة للسائحين، وأضافوا أن الدولة تعكف حاليا على تنمية تلك النوعية من الموانئ وطرح أخرى خلال العام الجاري، وأن القطاع الخاص هو المسئول الأول عن تدنى تلك الخدمات.
قال الدكتور على بسيونى، الخبير البحرى وعضو مجلس ادارة هيئتى موانئ البحر الأحمر والموانئ البرية والجافة، ان مصر تفتقر إلى وجود منظومة سياحية متكاملة، تضمن تحقيق أعلى عائد ممكن للدولة وتكفل توفير الملايين من فرص العمل للمواطنين.
أضاف بسيونى أن هيئة موانئ البحر الأحمر تعد خطة طموحة لتطوير العديد من الموانئ السياحية وانشاء مارينا يخوت وفنادق وساحات انتظار متطورة لخدمة السياحة فى جنوب سيناء وصعيد مصر.
أكد أن دور الدولة فى مجال التنمية السياحية فى مصر يحتاج إلى تطوير، والقطاع الخاص يقع على كاهله عبئاً ثقيلاً للغاية.
نوه بسيونى بأن عائد السياحة الضخم لا يستغل بشكل أمثل فى تطوير الموانئ وانشاء المارينا السياحية وتكريك الأرصفة والمجرى الملاحى لكل ميناء وصيانته وتطوير مرافقه لخدمة السياح من أجل زيادة العائد وتعظيمه.
شدد على ضرورة ضخ استثمارات ضخمة بقطاع النقل البحرى والموانئ من أجل تحسين المرافق السياحية، نظرا لأن النقل البحرى يعتبر من الصناعات كثيفة رأس المال.
قال الدكتور محمد رشاد المتينى، وزير النقل الأسبق، ان الخدمات السياحية بالموانئ المصرية ليست بالسيئة ومرضية إلى حد ما ومناسبة لبعض السائحين الذين يأتون إلى مصر بحرا.
اشار المتينى إلى أن اجراءات الدخول والخروج من الموانئ السياحية ومارينا اليخوت تحتاج إلى تحسينات كثيرة، مثل التصاريح الخاصة بمكوث اليخوت لفترة معينة من الوقت داخل المارينا.
وزير النقل الأسبق شدد على ضرورة اعادة دراسة منظومة السياحة البحرية لتكون جاذبة للسياح خلال الفترة المقبلة، فمصر تحتاج إلى تنمية مواردها خاصة التى تأتى عبر الموانئ.
أضاف أنه يجب تشجيع جميع أنواع اليخوت للسياحة فى مصر وتطوير الخدمات المقدمة لها كالمياه والصرف والكهرباء والحراسة طوال فترة وجود اليخوت بالموانئ السياحية، خاصة أن حالة الطقس فى البلاد تسمح بجلب ذلك النوع من السياحة طوال أيام السنة لاسيما فى فصل الشتاء.
وبحسب المتيني، فان التطوير يشمل شقين أحدهما ادارى والآخر فنى لوجيستي، ويقع على عاتق الدولة إلى حد كبير، فتطوير البرامج لامتاع الوافدين وجعل الخريطة السياحية تناسب أذواق الأجانب فى مصر تعد من العوامل الرئيسية لتطوير تلك المنظومة.
قال ان القطاع الخاص عليه بالتعاون مع وزارة السياحة للعمل على تطوير المنظومة، كتدشين برامج للسياحة العلاجية، وأعرب عن دهشته من أن تكون الأردن هى المقصد السياحى الأول للعلاج الطبيعى والاستشفاء بالرمال فى منطقة الشرق الأوسط وليس مصر.
أكد أن التكامل بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص مطلوب لتنمية الموانئ السياحية والسياحة البحرية فى مصر، ما يتطلب ضرورة التنسيق الكامل بين الوزارات المعنية بدلا من التخطيط المنفرد من قبل الجهات الحكومية سواء وزارة النقل أو وزارة السياحة والهيئات التابعة لهما، وهى النقطة الأساسية التى ستنطلق منها السياحة فى مصر.
لفت وزير النقل الأسبق إلى أن التأخر فى تنفيذ مشروعات تطوير الخدمات السياحية بالموانئ يعرقل نمو السياحة البحرية بشكل كبير، واتهم الروتين الحكومى فيما يتعلق بطرح المناقصات ومنح التراخيص بأنه السبب فى هذا التأخر ويستلزم اعادة النظر فيه.
أشاد المتينى بتزامن طرح الهيئة العامة للتنمية السياحية أراض للنشاط السياحى بجنوب سيناء والبحر الأحمر وطرح هيئة موانئ البحر الأحمر موانئ لاقامة أكثر من مارينا لليخوت بكل من الغردقة وشرم الشيخ، ما يدل على تغيير الرؤية المستقبلية لمستقبل السياحة البحرية فى مصر.
اعتبر المتينى أن نظام الشباك الواحد لانهاء التراخيص اللازمة لمزاولة النشاط السياحى فى الموانئ هو الأنسب فى الفترة الحالية، واقترح إعداد هيكل ادارى جديد يضم ممثلين عن وزارات الصحة والسياحة والنقل والاسكان والاستثمار بالاضافة إلى الجهات السيادية الأخرى لخدمة المناطق السياحية التى ترتفع فيها نسبة السياح.
أعرب وزير النقل الأسبق عن أمله فى أن تسلك القنوات المصرية الخاصة والمملوكة للدولة نهجا جديدا للترويج للسياحة فى مصر، بعدم تصوير الجدل السياسى الحالى فى مصر بأنها حرب على الارهاب، نظرا للأثر السلبى الذى يسببه لدى المستثمرين والسياح عموما، واصفا تلك الخطوة بالعاجلة لانتشال السياحة مما هى فيه حاليا.
فى السياق ذاته، قالت سهير حمدى مستشار رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للنقل النهرى ان الهيئة تولى أهمية كبيرة للسياحة وتطوير المرافق الموجودة بالموانئ النهرية، ولكن تحسين منظومة نقل البضائع نهريا يعد الأولوية القصوى للهيئة فى الوقت الحالي.
ألمحت حمدى إلى أن الهيئة لا تمنع تأجير الأراضى للمستثمرين فى القطاع السياحى النهرى بل انها تمنح التراخيص اللازمة لانشاء مثل تلك الأنشطة، والباب مفتوح للمستثمرين الجادين.
من جهته، قال رضا الغندور المتحدث الرسمى بالهيئة العامة لميناء الاسكندرية أن الهيئة تخطط لطرح مشروعين من أضخم المشروعات الاستثمارية لخدمة السياحة فى مصر.
المشروع الأول يتضمن انشاء محطة ركاب بحرية واستكمال انشاء المركز التجارى العالمى بميناء الاسكندرية عبر البدء فى المرحلة الثانية منه أول فبراير المقبل.
أشار إلى أنه من المخطط انشاء مارينا يخوت لدعم السياحة وزيادة عدد الوافدين إلى مصر خلال الفترة المقبلة، ولكن فى مرحلة لاحقة.
أما اللواء سيد هداية مستشار وزير النقل ورئيس قطاع النقل البحرى سابقا، فأكد ان مصر لا تعانى فقر فى الخدمات السياحية والمرافق التى تخدم السائحين بالموانئ المصرية.
نوه هداية بأن وزارة النقل لديها خطة ضخمة شارفت على الانتهاء منها لتطوير منظومة الموانئ السياحية وإنشاء مارينا يخوت معظمها بموانئ البحر الأحمر من أجل زيادة عدد السائحين الوافدين إلى مصر عن طريق البحر.
أكد مستشار وزير النقل على أن القطاع الخاص يخطط للاستحواذ على مارينا اليخوت التى ستطرح قريبا بعدة مناطق فى الغردقة وجنوب سيناء، مشيدا بالتعاون الذى وصفه بـ «المثمر» بين وزارة السياحة ووزارة النقل لاستكمال تطوير ميناء شرم الشيخ السياحي.
اتفق اللواء شيرين حسن الخبير البحرى رئيس هيئة موانئ بورسعيد سابقا مع وجهة النظر التى ساقها اللواء سيد هداية، لافتا إلى أن انعدام المشكلات المتعلقة بفقر المرافق السياحية والخدمات التى تقدمها الموانئ للسياح الذين يأتون عن طريق البحر.
أضاف حسن أن المشكلة تكمن فى عدم الترويج الجيد للأنشطة السياحية والخدمات بالموانئ المصرية التى تقع على كاهل القطاع الخاص بصفة كبيرة.
أكد أن موانئ مصر السياحية لديها القدرة على استقبال جميع أنواع السياحة البحرية بدءا من سفن الكروز التى تقل آلاف السائحين وتأتى إلى مصر من خلال جولة سياحية فى العديد من الموانئ الاقليمية على استحياء عبر ميناء شرم الشيخ وأحيانا ميناء السخنة، وذلك بسبب الترويج الاعلامى الضعيف لذلك النوع من السياحة البحرية، وصولا إلى سياحة اليخوت القليلة فى مصر.
أوضح الخبير البحرى أن سياحة اليخوت فى مصر بدأت متأخرة للغاية ولابد من تنميتها، حيث أشار أيضا إلى جهود هيئة موانئ البحر الأحمر فى طرح موانئ سياحية لليخوت خلال
العام الجاري.