أدى احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين إلى زعزعة الأسواق
تحرك كبار المسؤولين في الأسواق الناشئة لتبديد المخاوف بشأن اقتصادياتها، أمس الجمعة، بعد أن أقبل المستثمرون على بيع عملات هذه البلدان، الأمر الذي أثار المخاوف من انهيار واسع للأسواق.
وكانت خطة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لتقليص إجراءاته للتحفيز النقدي تدريجياً، قد أثارت توقعات بأنها ستؤدي إلى التخارج من الأسواق الناشئة، لكن احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين عزز المخاوف، من أن الأسواق الناشئة، ولا سيما تلك التي تعاني عجزاً في موازين معاملاتها الجارية، قد تلقى صعوبة في دعم عملاتها هذا العام.
وقالت الأرجنتين، أمس الجمعة، إنها ستخفف قيود العملة التي تدافع عنها منذ وقت طويل بوصفها ضرورية، وذلك في تغيير للسياسة، دفع إليه ارتفاع معدلات التضخم وهبوط العملة البيزو.
وهوت الليرة التركية إلى مستويات قياسية على الرغم من تدخل في سوق الصرف أنفق فيه ثلاثة مليارات دولار خلال الجلسة السابقة. وراوح الروبل والراند حول مستويات لم تُسجل منذ الأزمة المالية في عامي 2008 و2009.
وهوّن علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي، من شأن هبوط الليرة ووصفه بأنه “مجرد إعادة تسعير” للعملة يرجع في جانب منه إلى خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، وفي جانب آخر إلى الفوضى السياسية التي عصفت بالبلاد في الآونة الأخيرة.
وقال إن البنك المركزي إنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الموقف. وأضاف أن تركيا محمية من تقلبات الأسواق بفضل سلامة أوضاعها المالية.
وقال وزير المالية المكسيكي، لويس فيديجاراي، لتلفزيون رويترز في مقابلة في دافوس، إن التقلبات الحالية لن تسبب مشكلة كبيرة في بلاده.
وقال “المكسيك من بلدان الأسواق الناشئة، ومن ثم فإن كل تقلب سيكون له بعض الأثر، لكن المكسيك في وضع جيد للتغلب على عاصفة العملات”.
وقال واضعو السياسات والمحللون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه ليست كل الأسواق الناشئة متساوية، وإن اضطراب الأسواق سيبعد المستثمرين عن الاقتصاديات الضعيفة، لكن لن يبعدها عن الاقتصاديات القوية.
وتدخَّلت البنوك المركزية في العالم النامي في أسواق العملات، أمس الجمعة، في محاولة لتحقيق استقرار العملات التي تتراجع قيمتها بوتيرة سريعة في موجة هبوط تعصف بالأسواق الناشئة.
وفي تركيا، رفض البنك المركزي رفع أسعار الفائدة مع أن الليرة هبطت قيمتها نحو 9% هذا الشهر، الأمر الذي أذكى المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم ونزوح المستثمرين. واعتمد البنك بدلاً من ذلك على إقامة عطاءات لبيع الدولار، ولجأ يوم الخميس إلى ما يرى المحللون أنه أول تدخل مباشر له منذ أوائل عام 2012.
ويعتقد أنه كان بين البنوك المركزية التي تدخلت للدفاع عن عملاتها يوم الجمعة الهند وتايوان وماليزيا. وقامت روسيا مرة أخرى بخطوة تعديل نطاق تحرك الروبل بعد أن قامت ببيع 350 مليون دولار من العملات الصعبة.
ورغم ذلك كله لم يكن هناك هدوء لالتقاط الأنفاس، فقد هوت الروبية والريال البرايزلي والروبل والراند جميعاً أكثر من واحد بالمائة مقابل الدولار. وسجلت العملة الروسية أيضاً مستوى قياسياً متدنياً مقابل اليورو.
العربية