على بعد أمتار قليلة من مديرية أمن القاهرة التى تعرضت للانفجار فى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة قبل الماضي، يقع شارع «عبد العزيز»، أحد أشهر الأماكن التى يلجأ إليها المستخدمون لشراء هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، ولكنك بمجرد الاقتراب منه تستشعر حجم المعاناة التى أصبح عليها هذا الشارع، والخطر المحدق بالمترددين عليه.
فقسم «الموسكى» الذى يطل على الشارع تحول إلى ثكنة عسكرية، ما بين حواجز حديدية وأخرى رملية، خشية تعرضه للاعتداء، ما أدى لتراجع اقبال العملاء على الشارع الشهير.
أصحاب المحلات بالشارع قدروا نسبة التراجع فى مبيعات التليفونات الجديدة بما يتجاوز %80، وتحول أغلب محلات الشارع للتركيز حالياً على مبيعات اكسسوارات الموبايل، بحثاً عن جذب العملاء وهرباً من الركود الذى أصاب مبيعاتهم بالشلل، فرغم أن سوق الهواتف الجديدة يعانى ركوداً كبيراً منذ 3 سنوات، إلا أن الحادث الضخم الذى تعرضت له مديرية أمن القاهرة زاد من جراحه.
ولم يكن سوق الهواتف المستعماة الأوفر حظا، حيث تراوحت نسبة التراجع فى المبيعات لما بين 50 و%65، ما دفع المحال لخفض أسعار الهواتف المستعملة سعيا لتحفيز العملاء على الشراء.
%80 تراجعاً فى مبيعات الهواتف الجديدة بالشارع والمحلات تلجأ للاكسسوارات
«سامسونج» و«G-TIDE» الأكثر إقبالاً حالياً والمبيعات تتركز فى الشريحة السعرية 500 جنيه
رغم أن «شارع عبدالعزيز» كان يعتمد فى السنوات الماضية على مبيعات الهواتف الجديدة بشكل أساسي، لكن الأمر اختلف كثيراً منذ قيام ثورة 25 يناير، حيث بات الشارع أكثر حساسية لأى اضطرابات أو مظاهرات، وزاد من الركود الذى يمر به التجار انفجار السيارة المفخخة بمديرة أمن القاهرة، التى لا تفصلها عن الشارع سوى مسافة صغيرة.
البعض أكد أن نسبة التراجع فى المبيعات التى يعانيها «عبدالعزيز» حاليا تتجاوز %80، وأن أغلب المحلات بالشارع تركز حالياً على مبيعات اكسسوارات الموبايل بحثاً عن جذب العملاء وهرباً من الركود الذى أصابهم بالشلل، وتعد شواحن السامسونج والبلاك بيرى والجرابات ولاصقات الشاشة أبرز الاكسسوارات التى تلقى رواجاً حالياً.
فى البداية، قال محمود الصوان، بائع هواتف بالشارع إن الحال واقف من عدة شهور والتفجير الأخير قضى على العدد المحدود الذى كان يفد إلى الشارع.
أضاف الصوان أن نسبة التراجع فى المبيعات تتجاوز %70 تقريبا بسبب الاحداث التى وقعت بالمنطقة، وتكبد عدد كبير من المحلات الموجودة بالشارع خسائر منذ ثورة يناير.
التقط أطراف الحديث أحمد الشبراوى، مسئول مبيعات بأحد محلات المحمول بالشارع، مؤكداً أن أصحاب المحلات أصبحوا يغلقون أبوابهم أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، حتى أن العروض الترويجية لم تعد تحفز العملاء على الشراء، لكن المحلات لا تجد سبيلاً سواها.
أشار الشبراوى إلى أن الموديلات التى تلقى إقبالاً وإن كان محدوداً هى هواتف سامسونج وبعض موديلات هواتف G-TIDE، ولكنت نسبة الإقبال عليها لا تتجاوز %10 مقارنة بالفترة التى سبقت هذا الركود.
يوسف العشري، مسئول مبيعات بأحد محلات شارع عبدالعزيز، شدد على التأثر الشديد لسوق الهواتف والأجهزة الكهربائية بصفة عامة بأحداث مديرية الأمن التى لا تبعد سوى مسافة صغيرة من الشارع، ودفع العملاء للتخوف من القدوم إلى الشارع، مما ضاعف من خسائره التى تكبدها منذ 3 سنوات.
أضاف أن المبيعات تراجعت بمعدل يصل %80 خاصة بعد الأحداث التى كانت على مقربة من «عبد العزيز»، لكن المبيعات تحركت نسبيا على هواتف سامسونج خاصة التى لا تتجاوز شريحتها السعرية حاجز 500 جنيه، بالإضافة إلى بعض موديلات ASHA من نوكيا.
توقع العشرى استمرار تأثر عبدالعزيز بالأحداث التى تمر بها البلاد، لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد وتراجع وتيرة العنف فى الشارع، ما سيؤدى لاطمئنان العملاء بصورة كبيرة وعودة الحركة الشرائية مجددا.
وتتراوح الفئة العمرية المحدودة التى تقبل على الشراء حاليا من «عبدالعزيز» بين 20 و 40 عاماً.
وتركز أغلب محلات عبدالعزيز حاليا على مبيعات اكسسوارات الموبايل هربا من الركود، وتعد شواحن السامسونج والبلاك بيرى والجرابات ولاصقات الشاشة أبرز الاكسسوارات التى تلقى رواجا حاليا.
.. ومبيعات «المستعمل» تنخفض 50 إلى %65 وسط تراجع الحركة مساءً
المحلات تفشل فى جذب العملاء رغم تخفيض هامش الربح والعروض الجديدة
لم يكن سوق المستعمل بشارع عبدالعزيز أحسن حالاً من سوق الهواتف الجديدة فحالة عزوف العملاء طالته هو الآخر، بسبب التفجيرات التى وقعت مؤخراً بمديرية أمن القاهرة، وتراوحت نسبة التراجع بين 50 و%65، ما دفع بعض المحلات للجوء بين الحين والآخر لخفض أسعار الهواتف المستعملة كجزء من تحفيز العملاء على الشراء.
قال سيد إمام، مسئول مبيعات بمحل tic بشارع عبدالعزيز أن سوق الهواتف المستعملة ليس ببعيد عن التأثر الذى تعانى منه التليفونات الجديدة بالشارع حاليا، فى ظل التراجع المستمر فى أعداد واقبال العملاء منذ ثورة يناير، وقدر نسبة انخفاض سوق المستعمل بـ « عبد العزيز « بما بين 50 و%60، خاصة بعد تفجيرات مديرية أمن القاهرة.
أضاف إمام أن المستخدم يفضل فى الغالب نوعية معينة من الهواتف المستعملة، حيث يقبل على السامسونج ونوكيا والآى فون، لكن درجة الاقبال تختلف حسب الظروف، وأصبحت محدودة للغاية حاليا على جميع الهواتف المستعملة.
بيّن مسئول المبيعات بـ tic أن المحلات بالشارع تلجأ حاليا لخفض أسعار الهواتف المستعملة كجزء من تحفيز العملاء على الشراء، وترتبط نسبة انخفاض الأسعار بنوع الهاتف والموديل، لكنها لا تتجاوز %15 فى جميع الأحوال.
أكد إمام أن التفجير الأخير الذى تعرضت له مديرية الأمن، المتاخمة للشارع، قضى على عملاء المساء، حيث تراجعت الحركة فى الشارع مساء بشكل كبير.
واشتكى شريف الوصيفي، صاحب محل بـ «عبدالعزيز» من تراجع سوق المستعمل بشكل كبير الفترة الأخيرة، كما أن الأحداث المتلاحقة دفعت العملاء إلى الابتعاد عن الشارع والانتظار لحين استقرار الأوضاع.
بحسب الوصيفي، ساهمت أحداث مديرية أمن القاهرة فى زيادة عزوف العملاء عن ارتياد الشارع، ووصل معدل تراجع سوق المستعمل %50 ورشحها لمزيد من التراجع.
أضاف أن المحلات تلجأ لعروض تخفيضات الأسعار وتقليل هامش الربح لتحفيز المشترين، لكن مردودها لايذكر منذ 25 يناير.
بين أن العملاء يفضلون هواتف «سامسونج» المستعملة الا أن نسبة الإقبال بسيطة حاليا على معظم الهواتف حاليا.
ولاحظت « البورصة» أثناء الجولة «فاترينة» صغيرة مليئة بأنواع متعددة من الهواتف المستعملة تقع فى منتصف شارع عبدالعزيز، فاقتربت من صاحبها، يدعى كريم محمود، الذى شعر بالسعادة حين وجدنا مقبلين عليه، الا أن هذه الفرحة سرعان ماتلاشت بمجرد علمه بأننا لسنا عملاء، وقال : « لم يعد هناك زبائن كما كان، فالشارع كان يكتظ بالمارة قبل الثورة، الا أن الحال تبدل حاليا «.
أضاف أنه يظل حاليا لأكثر من أسبوع حتى يتمكن من بيع هاتف واحد، مشيرا إلى أن نسبة التراجع التى يعانى منها سوق المستعمل بـ « عبد العزيز « تبلغ حوالى %65، وأن هامش ربح المحلات تراجع بصورة حادة بعد عزوف العملاء على الشراء.
تابع قائلا إن تخفيض الأسعار ليس الحل فى سوق المستعمل لأن المحلات تقدم الهواتف الـ used بهامش ربح لايكاد يذكر أملا فى تحريك المبيعات إلا أنها تفشل فى ذلك.
.. و«الهواتف الصينية» ترفع الراية البيضاء
رغم اقتناص الهواتف الصينية لمبيعات السوق المحلى خلال السنوات الماضية، لكنها لم تسلم من الـتأثر داخل الشارع هى الأخرى، حيث سجلت تراجعاً تجاوز الـ %90 بدعم من الظروف التى لحقت بمديرية الأمن.
محمد مصطفى، صاحب «فاترينة» هواتف بعبدالعزيز، أكد أن الهواتف الصينية كانت تحقق مبيعات تتخطى %70 من إجمالى مبيعات اليوم قبل الثورة، لكن الأمر اختلف تماماً مع قدوم الثورة.
بيّن أن نسبة التأثر التى يعانى منها سوق «الصينى» حالياً تجاوزت %90 بسبب الظروف الامنية المحيطة بالشارع، حتى أصبحت المحلات التى تبيع الصينى مهددة بتغيير نشاطها.
عادل عيد، مسئول مبيعات بأحد محلات بيع الهواتف الصينية وصف سوق الصينى بأن «حاله واقف»، رغم انخفاض أسعار الهواتف الصينية الصنع لمعدلات قياسية لكنها لا تزال تعانى الركود.
أشار إلى أن نسبة الـتأثر التى تعانيها بلغت %80، ومرشحة لمزيد من الانخفاض.
محمود فريد، صاحب «فاترينة» للهواتف الصينى، أكد على أن الظروف التى تمر بها البلاد تسببت فى تراجع المبيعات بصورة حادة فى الشارع، معتبراً الهواتف الصينية الأكثر تضرراً من هذه الاحداث، حتى بلغت نسبة هبوط المبيعات %80.