أتوقع تضمين المشروع النووى فى برنامج المشير «السيسى» حال ترشحه للرئاسة
المحطة النووية تتكلف ما بين 4 و5 مليارات دولار وعمرها الافتراضى 60 عاماً
قال الدكتور ابراهيم العسيرى، مستشار هيئة المحطات النووية ، إن قوى «معادية» لمصلحة الشعب المصرى تدفع بقوة إلى تعطيل المشروع النووى المصري، تحت زعم أن العالم يتخلى عن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، ويفكك فى محطاته النووية العاملة حالياً نظراً لخطورتها.
وأكد أن دول العالم النامية والمتقدمة لا تزال مهتمة بإنشاء المزيد من المحطات النووية، وذلك على عكس ما يشاع عند الحديث عن مشروع الضبعة النووى والندوات التى عقدت لمناقشته ممن وصفه بغير المتخصصين، عن اتجاه مصر لبناء مفاعل نووى فى الوقت الذى تفكك دول أوروبية مفاعلاتها النووية.
وقال إن الأمر يحتاج إلى من يحسم القرار ببدء الاجراءات التنفيذية لبناء المفاعل ودخول مصر للنادى النووى الذى توقف مرات عديدة بفعل ظروف داخلية وخارجية.
وأضاف ان المشروع النووى سوف يكون ضمن البرنامج الانتخابى للرئيس القادم، وأنه شخصيا يتوقع أن يتضمنه مشروع البرنامج الانتخابى للمشير عبدالفتاح السيسى حال ترشحه لانتخابات الرئاسة.
وأكد العسيرى أن الطاقة النووية غير ملوثة للبيئة، وان انشاءها سيرفع من مستوى الصناعة المحلية وتكلفتها رخيصة مقارنة بالغاز والبترول والفحم والرياح والشمس.
واشار الى ان استخدام الطاقة الشمسية فى العالم بلغ %0.05 اما الطاقة النووية وصلت الى %0.17، مؤكداً ان مواصفات المحطة النووية التى تم تحديدها سوف تنتج قدرات كهربائية تتراوح مابين 900 و1650 ميجاوات.
وأوضح ان تكلفة الكيلو وات ـ ساعة من الطاقة الشمسية تساوى خمسة اضعاف تكلفة الطاقة النووية، موضحا ان الطاقة الشمسية تحتاج الى مساحات هائلة ولابد ان تكون مسطحة بينما فى مشروع الضبعة فإن إنشاء 8 محطات نووية بقدرات 13 الف ميجاوات تكون على مساحة لا تزيد على 20 كيلو متراً مربعاً.
وفيما يتعلق بتكلفة الصيانة قال العسيرى، إن عدداً كبيراً من المرايا الشمسية تحتاج الى صيانة دورية، مشيرا الى ان عمرها الافتراضى من 15 الى 25 عام اما محطات الطاقة النووية فعمرها الافتراضى 60 عاما.
واشار الى ان تصنيع المرايا الشمسية يدخل فى مكوناتها 50 مادة سامة وتسبب تلوثاً للبيئة وامراضاً سرطانية، أما الاشعاع النووى للشخص القريب من المحططات النووية يتعرض الى 0.02 وحدة اشعاعية فقط، وان المصريين يحتاجون إلى توعية بخصوص إستخدام الطاقة النووية فى توليد الكهرباء.
واضاف ان المحطة النووية الواحدة سوف تبلغ تكلفتها ما يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار، موضحاً ان هناك اثاراً إيجابية ستعود على مصر حينما يتم انشاء المحطات النووية، حيث توفر العمالة وتنتعش السياحة وتزدهر الصناعة ومن الممكن ان تقوم بتحلية المياه فى الزراعة.
وشدد على ان محطات الطاقة النووية لا تسمح بأى خلل وانه سوف يتم تشغيل المحطة وعمل الصيانة بكوادر مصرية، مشيرا الى انه من الممكن ان يكون هناك استشارياً اجنبياً يتم الاستعانة به فى بعض الامور ولكن ليس التشغيل.
وقال إنه فى حالة طرح مناقصة فى مشروع الضبعة خلال الشهرين القادمين وبعد استقرار الاوضاع سوف نرى أول محطة نووية بحلول 2020.
وقال إنه جارى حاليا تدريب الكوادر البشرية المصرية التى سيتم الاستعانة بهم فى المشروع النووى فى الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية وروسيا، مؤكداً انه فى حالة عدم تنفيذ المشروع سوف يتم اصطياد هذه الكوادر فى عدد كبير من الدول مثل الامارات والمملكة السعودية.
وقال إن إجمالى عدد مفاعلات القوى النووية على مستوى العالم 438 وحدة نووية، بالإضافة إلى 71 من مفاعلات القوى النووية تحت الإنشاء طبقاً لإحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى نهاية يناير 2014.
وأضاف أن الصين بها 28 محطة نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء فى آن واحد، رغم أنها أول دولة على مستوى العالم إنتاجاً للفحم حيث تنتج وحدها %50 من الإنتاج العالمى من الفحم وهى ثانى أكبر دولة امتلاكا لاحتياطى الفحم وبها حاليا 18 محطة نووية، والإمارات العربية المتحدة بها محطتان نوويتان تحت الإنشاء.
وأشار الى أن تركيا تعاقدت مع روسيا على إنشاء أربع محطات نووية ومع شريك فرنسى يابانى على إنشاء أربع محطات نووية أخرى، والأرجنتين والبرازيل بكل منهما محطة نووية تحت الإنشاء وبكل منهما حالياً محطتين نوويتين فى التشغيل.
وقال إن بنجلاديش تعاقدت مع روسيا على دراسات اختيار الموقع المناسب لإنشاء محطات نووية بها التى ستقوم روسيا بإنشائها، مشيراً الى أن روسيا بها 10 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء فى آن واحد رغم أنها أول دولة على مستوى العالم فى احتياطى الغاز الطبيعي.
وأضاف أن كوريا الجنوبية بها 5 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء وبها حاليا 23 محطة نووية ووافقت الحكومة على البدء فى إنشاء محطتين نوويتين اضافيتين، اما الهند بها 7 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء فى آن واحد وبها حاليا 20 محطة، رغم أن الهند ثالث دولة إنتاجاً للفحم وخامس دولة امتلاكا لاحتياطى الفحم.
وأوضح العسيرى أن دول الاتحاد الأوروبى يوجد بها العديد من المحطات النووية تحت الإنشاء منها واحدة فى فنلندا «تعداد سكانها حوالى 5 ملايين نسمة وبها حاليا أربع محطات نووية شغالة» وواحدة فى فرنسا «تعداد سكانها حوالى 65 مليون نسمة وبها حاليا 58 محطة نووية شغالة» واثنتين فى أوكرانيا حيث وقع حادث مفاعل تشرنوبيل وتعداد سكانها حوالى 46 مليون نسمة وبها 15 محطة نووية شغالة.
وفى اليابان محطتان نوويتان تحت الإنشاء حالياً رغم وقوع حادث مفاعلات فوكوشيما هناك، كما بها 50 محطة نووية شغالة وباكستان بها محطتان تحت الإنشاء حاليا وبها ثلاث محطات نووية شغالة حالياً.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية 104 محطات نووية، بالإضافة إلى ثلاث محطات نووية تحت الإنشاء، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هى أول دولة على مستوى العالم امتلاكا لاحتياطى الفحم وثانى دولة إنتاجا للفحم، وتخطط الولايات المتحدة الأمريكية حاليا لاستخدام المحطات النووية لتحل محل محطات الفحم لانتاج الكهرباء التى ينتهى عمرها الافتراضى التى يبلغ مجموع قدراتها 27 ألف ميجاوات.