التكنولوجيا المستخدمة تساعد على تخفيض استهلاك الطاقة عن المبانى الطبيعية %35
ندرس إنشاء مبنى جديد يعمل بالطاقة النظيفة قبل نهاية العام الجارى
شركة أمريكية تعتمد «راية للمدن الذكية» مركزا تدريبيا لتصميمات المبانى صديقة البيئة بمصر
الشركة تحصل على الشهادة الذهبية من منظمة leed الأشهر عالمياً فى اعتماد التصميمات
نطالب الحكومة بتقديم حوافز ضريبية وقصر منح تراخيص البناء على المبانى صديقة البيئة
تفتتح شركة « راية للمدن الذكية» مبناها الإدارى الجديد صديق البيئة ابريل القادم، بتكلفة بلغت 450 مليون جنيه، وتدرس الشركة البدء فى إنشاء مشروع آخر مماثل قبل نهاية العام الجارى.
ويعتمد المبنى على تكنولوجيا موفرة وصديقة للبيئة تساهم فى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى %35، بحسب تصريحات الإدارة العليا بالشركة فى حوار لـ «البورصة».
قال الدكتور مدحت خليل، رئيس مجلس إدارة شركة راية القابضة إن المبنى الادارى الذكى التابع للشركة بمدينة 6 أكتوبر حاصل على الشهادة الذهبية من منظمة «leed» الامريكية، وهى منظمة عالمية أمريكية تضع المعايير والمواصفات الصارمة لاعتماد المبانى الصديقة للبيئة،وتمنحها شهادات فضية وذهبية وبلاتينية.
تستهدف المنظمة تعظيم الاستفادة من المبانى المنشأة لتقليل الطاقة المستخدمة والانبعاثات الصادرة منه، اعتمادا على الطاقة المتجددة واعادة استخدام الطاقة والمياه بتلك المبانى واستخدام انواع معينة من الزجاج والطلاء تقلل من معدلات الحرارة الداخلة إلى المبنى مما يخفض من استهلاك الكهرباء وفى نفس الوقت يزيد من نسبة الضوء الداخل إلى المبنى ويتبع ذلك تخفيض فى الكهرباء المستخدمة للإضاءة، وكذلك مخلفات المبنى يتم تقسيمها لإعادة تدويرها مرة أخرى.
من جانبه، قال محمد فارس، المدير التنفيذى لشركة راية للمدن الذكية، إن المشروع يشغل17 ألف متر، مقام عليه 80 ألف متر مبان منها 21 الف متر محلات وكافيتريات، و20 ألف متر مكاتب ادارية، و35 الف متر للخدمات ووصلت تكلفة المشروع حوالى 450 مليون جنيه، وتزيد تكلفته على الاساليب العادية فى الإنشاءات والبناء بنسبة 20 إلى %30، إلا أنه يوفر فى تكاليف التشغيل من 25 إلى %35.
وانتهت «راية للمبانى الذكية» من تأجير جميع المحلات والكافيتريات، ومن ابرز المستأجرين «ستاربكس – ايكو» فيما يفتتح المشروع أبريل القادم، وهو مشروع ممنوع التدخين فيه، إلا بعدد محدود من الأماكن المخصصة، مدعومة بحساسات بحيث إذا زادت نسبة انبعاث الكربون عن حد معين تقوم شفاطات بسحب الهواء الملوث فورا واستبداله بآخر نقى.
وكشف فارس عن نية الشركة بدء تنفيذ مشروع جديد مماثل للمبانى الصديقة للبيئة قبل نهاية العام الجارى، كخطوة توسعية للشركة فى هذا النشاط.
وتزيد تكلفة الايجارات بالمبنى %10 على المكاتب التقليدية تقريبا ما يصب بعائد اقتصادى على مؤسس المبنى وكذلك المستأجر جراء توفير %35 من استهلاكه الشهرى للطاقة، إلا أن هذه الميزة ليس لها رواج محلى نظراً للدعم الحكومى للطاقة ما يجعل الحصول على مكتب بالمبانى العادية أكثر توفيراً من نظيره بالمبانى الصديقة للبيئة.
وسبق أن أصدر مجلس الوزراء قراراً يلزم بتغطية 1000 مبنى حكومى بواقع 50 مبنى لكل وزارة بخلايا الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة المستخدمة بالمبنى.
وأوضح المدير التنفيذى لشركة «راية للمبانى الذكية» أن البيئة بشكل عام تتأثر سلبا بشقين الأول استهلاك الطاقة والشق الآخر لانبعاثات جراء هذا الاستهلاك، ووضعت المنظمة الامريكية «leed» عددا من المواصفات خاصة بمستوى استهلاك الطاقة وخروج العادم، ولم يحصل سوى عدد محدود من المبانى على مستوى العالم على المستوى البلاتينى، نظراً لارتفاع معدلات التكلفة المستخدمة فى هذه التكنولوجيا.
وأضاف أن هناك شهادة مثيلة لها على المستوى الأوروبى تسمى «بريم»، وأخرى مصرية تسمى «الأهرامات الخضراء»، ووضع مركز تخطيط البناء التابع لوزارة الاسكان عدداً من المواصفات تشبه إلى حد كبير الموضوعة بالمنظمة الامريكية، إلا أنه لم يتم تفعيل هذه الشروط والتوصيات لعدم خبرة المقاولين بهذا الأمر وعدم انتشار مواد البناء المستخدمة.
ويعد إعادة استخدام المياه أهم الشروط الواجب توافرها فى المبانى صديقة البيئة، لذلك تم إنشاء محطة تنقية مياه بالمبنى الذكى الذى أنشأته الشركة بـ 6 أكتوبر، حيث يتم تصنيف المياه إلى 3 أصناف، أولها مياه للشرب وتلك تتم معالجتها كيميائيا لاستخدامها بالاستحمام وغسل اليدين، ثم تتم معالجتها مرة اخرى ليعاد استخدامها فى الحمامات وبعد ذلك توجه إلى محطات الصرف الصحى.
وعلى مستوى المخلفات، فيتم تصنيفها وفقا لنوعها حيث يتم وضع الرتش بمفرده والحديد والمعادن فى مكان مخصص لها وكذلك فصل الورق والكرتون ونفس الأمر بالنسبة للمخلفات العضوية، ويتم تسليمها لمصانع تدوير المخلفات مقابل شهادات تثبت ذلك، ما يساهم فى تصنيف المبنى الصديق للبيئة من قبل منظمة «LEED» وفقا لنسبة المخلفات التى يتم إعادة تدويرها.
وبحسب فارس، فإن الجانب الأهم هو الطاقة وتوفيرها، وتحدد المعايير العالمية نسبة معينة من استهلاك الطاقة لكل متر مربع، وفى حالة تجاوزها لا يحصل المبنى على شهادة الاعتماد من «LEED» ولذلك يتم اتباع جميع الآليات لتوفيراأستهلاك الكهرباء والطاقة، بتركيب حساسات للإضاءة تعمل إذا تواجد شخص بالمكان وتفصل الاضاءة تلقائيا عند مغادرة الغرفة، ما يسهم فى تخفيض الاستهلاك.
كذلك الزجاج المستخدم فى واجهات المبانى، حيث يتم تركيب نوعيات معينة من الزجاج سواء من حيث النوع والسمك واللون، تسمح بدخول أكبر كمية من الضوء دون تسلل الحرارة داخل المبنى لمنع زيادة الاستهلاك فى أستخدام التكييفات.
يعتبر مبنى «راية» الأول فى مصر الذى يستخدم هذه النوعية من الزجاج والمرة الثالثة فقط يستخدم بمنطقة الشرق الاوسط، حيث تم استخدامه مرتين من قبل بالإمارات، وواجهت الشركة تحديات فى هذا الشق بسبب حداثة التكنولوجيا المستخدمة فى الزجاج، لذلك تم استقدام خبراء أمريكيين لتدريب الفنيين على معالجة الزجاج بأحد المصانع المصرية، وتزيد تكلفته %35 على الزجاج العادي، ويتم تركيبه بطريقة هندسية معينة بحيث لا يترك فواصل تساهم فى إدخال الحرارة فى الوقت الذى يسمح بدخول الضوء بشكل يغطى المساحات المطلوبة بالغرف المركب عليها.
أضاف أنه تم تركيب حلول للطاقة الشمسية لاستخدامها فى عمليات تسخين المياه بالمبنى بدلاً من الاعتماد على الكهرباء ما يقلل من حجم المستهلك من الكهرباء، كذلك يتم تجهيز جراجات للعجل مدعومة بحمامات للاستحمام وذلك لراكبى العجل من العاملين أو المترددين على المبنى، فضلاً عن استخدام نوعيات محددة من الطلاء تقلل من الانبعاثات السامة بها ولا تسمح بتسرب الحرارة إلى المبنى.
يذكر أن هناك مدينة كاملة بالإمارات مقامة بهذه التقنية وحاصلة على الشهادة البلاتينية من منظمة «LEED»، حيث يصل معدل الانبعاث للعادم بها صفر كما تصدر كهرباء للحكومة.
ورهن فارس انتشار هذه التجربة بالقطاع الحكومى بتغيير التشريعات القانونية لهيئة المجتمعات العمرانية، بحيث تشترط أن تمنح التراخيص للمبانى الصديقة للبيئة وتطبيق المعايير على جميع المبانى الجديدة، وكذلك تقليل أو إعفاء تلك المبانى من الضرائب العقارية لفترات محددة.
وأضاف انه يمكن إعادة تأهيل جميع المبانى الحكومية لتعمل بهذه التكنولوجيا، مستدلا على ذلك بإعادة تأهيل مبنى شهير بأمريكا يتعدى عمره 50 عاماً.
واعتبر فارس أن أهم التحديات التى واجهت الشركة فى عملية إنشاء المشروع كانت عدم توافر الخبرات لدى الاستشاريين أو المقاولين، وهو ما استثمرته الشركة بعد ذلك لتكون مركزاً تدريبياً معتمداً لإحدى الشركات الامريكية المتخصصة فى تصميم المبانى صديقة البيئة، وتقدم «راية للمدن الذكية» حاليا استشارات للتصميم لتلك المبانى بمصر وتعمل حالياً على تنفيذ تصميم لعميلين أحدهما ينوى إنشاء مبنى صديق للبيئة بالتجمع الخامس.