%300 زيادة طلب الطاقة فى جنوب أفريقيا خلال 25 عاماً
اجتمع وزراء ومندوبو الطاقة من تسع عشرة دولة افريقية الشهر الماضى فى أبو ظبى للاتفاق على اطلاق مبادرة جديدة هادفة وهى “ممر للطاقة النظيفة فى أفريقيا” والذى سيكون مشروع القرن لأهميته وضخامته بالنسبة للقارة الواعدة اقتصاديا.
وسوف يمتد هذا الممر، وهو شبكة كهربائية يتم توليدها من الطاقة المتجددة، فى شرق افريقيا، من القاهرة إلى كاب تاون، وسوف يسعى هذا الممر إلى تسخير إمكانات الطاقة المتجددة الضخمة فى المنطقة من الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة فى افريقيا.
وتعد الحاجة إلى تطوير قطاع الطاقة فى أفريقيا جنوب الصحراء أمرا لا يمكن تجاهله، ولنضع الأمور فى نصابها، تمتلك اسبانيا قدرة لتوليد الطاقة المركبة أكثر من منطقة افريقيا جنوب الصحراء بأسرها، وهذا يعنى أن أكثر من 30 دولة تواجه مشكلة نقص الطاقة وأكثر من 600 مليون مازالوا يفتقرون إلى امكانية الوصول إلى الكهرباء.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة فى جنوب افريقيا إلى ثلاثة أضعاف وإلى أربعة أضعاف فى شرق افريقيا على مدى الربع قرن المقبل.
ويعد التصديق على مبادرة ممر للطاقة النظيفة خطوة كبيرة فى اطار معالجة هذا الازدياد وتلبية احتياجات القارة من الطاقة.
وقال المايهو تيجينو، وزير المياه والرى والطاقة فى اثيوبيا، ان ممر للطاقة النظيفة فى افريقيا يساعد على الاستفادة من الفرصة الرائعة التى تقدمها الطاقة المتجددة التى تصب فى مصلحة الدول الافريقية والقارة بأكملها.
وبخلاف بعض المناطق الأخرى فى القارة، يعد شرق افريقيا غنيا بشتى أنواع مصادر الطاقة المتجددة، لذلك فإن استغلال امكانات الطاقة يعتبر أمرا منطقيا، حيث إنه يقلل من مخاطر نقص الطاقة ويجذب المزيد من الاستثمارات.
وسوف تعمل أيضا الوكالة الدولية للطاقة الدولية (ارينا)، التى ساعدت فى تجميع زعماء القارة للتصديق على الخطة، ستعمل مع البلدان الافريقية للاشراف على تنفيذها.
وسوف تستخدم الوكالة خبرتها التقنية لتحديد مناطق تطوير الطاقة المتجددة عالية الكثافة، وكيف ستتمكن مبادرة “الممر” من ربط خطوط نقل الكهرباء التى يتم بناؤها، وتحديد النظم الاستثمارية ونماذج التمويل التى ستساعد على زيادة استثمارات الطاقة المتجددة.
وتمتلك اثيوبيا حاليا، التى ستكون جزءا رئيسيا من خطة “الممر”، أكبر مزرعة رياح فى القارة وتخطط لتوليد 800 ميجاوات من طاقة الرياح وجيجاوات من الطاقة الحرارية الارضية، ويعد هذا المشروع نموذجا جديدا لتطوير مشاريع الطاقة على نطاق واسع فى افريقيا، وجزءا من مبادرة الطاقة لافريقيا التى اعلن عنها الرئيس الامريكى باراك اوباما الصيف الماضي.
وبعد أن أصبحت خطط مبادرة ممر الطاقة النظيقة فى افريقيا أكثر وضوحا، فهناك أمل كبير فى أن تدعم مبادرة الطاقة لافريقيا المزيد من مثل هذه المشاريع كجزء من مساعدة البلدان الافريقية على تطوير موارد الطاقة بها.