«هلال»: طرح الخشب البلاستيك المصنوع من قش الأرز العام المقبل بنصف أسعار التقليدى
تحويل المخلفات الزراعية إلى كربون نشط وحيوى يسهم فى خفض احتياجات الأراضى الصحراوية من الماء
تصنيع مكمل غذائى من ردة الأرز يصلح لعلاج مرضى السكر والضغط
قال الدكتور عمرو هلال، العضو المنتدب للشركة الدولية للتجارة والتسويق، وأحد مؤسسى شركة قها للمشروعات البيئية والزراعية، إن الشركة بدأت فى تنفيذ عدة مشروعات فى مجال تدوير متبقيات زراعة الأرز.
وتتمثل هذه المتبقيات فى ثلاثة أنواع، هى قش الأرز الذى يتم احراقه ونوعان ناتجان عند تبييض الأرز فى المضارب وهما «سرس الأرز» و«ردة الأرز».
أضاف: الشركة بدأت مشروع الخشب البلاستيك بالتعاون مع المركز القومى للبحوث ومعهد البوليمارات فى ألمانيا، وبتمويل من الاتحاد الأوروبى عن طريق برنامج تنمية البحوث والابتكار المنفذ من خلال اكاديمية البحث العلمي، وتقوم فكرته على مزج مسحوق قش الأرز مع بوليمرات البلاستيك بطريقة معينة لإنتاج خشب البلاستيك.
أشار إلى أن الشركة ستضخ استثمارات تقدر بـ 10 ملايين جنيه خلال العامين المقبلين لإنتاج منتجات جديدة من مخلفات البرتقال.
واضاف أن هذه النوعية من الأخشاب لا تتأثر بالماء أو الحشرات وعازلة للصوت والحرارة وتصلح للاستخدام فى المناطق الساحلية والبحر الأحمر حيث الرطوبة العالية وانعكاس اشعة الشمس، ما يؤدى إلى تدهور مواصفات المنتجات الخشبية.
واضاف ان منتج الخشب البلاستيك المتوقع طرحه فى الأسواق قريبا يستطيع توفير %50 من تكلفة المنتجات التى يتم تصنيعها من البلاستيك الخالص أو الخشب الخالص.
واعتبر هلال التكلفة المنخفضة لإنتاج هذا النوع من الأخشاب تعد حافزا لبدء المشروع على نطاق أوسع، نظراً للمبيعات الكبيرة المتوقعة وبالتالى الارباح.
وتوقع هلال طرح الخشب البلاستيك فى السوق المحلى خلال العام المقبل وبأسعار مخفضة مقارنة بأسعار الخشب التقليدى.
اوضح هلال ان ردة الأرز «الأرز البنى» تعتبر من اغنى الأغذية فى العالم لما يحتويه من %16 زيت و%13 بروتين ومواد فعالة، ولكن هذا الزيت سريع التأثر فإذا لم تتم معالجته خلال ساعات بشكل معين يتعطن ويصبح غير صالح للاستخدام الآدمي، مشيراً إلى ان مصر تنتج 500 ألف طن سنويا من ردة الأرز، وتباع بحوالى 2000 جنيه للطن، وتستخدم كمنتج ثانوى وكعلف للحيوانات.
وقال إن الشركة نجحت بالتعاون مع كلية الهندسة الزراعية بجامعة المنصورة ومعهد بحوث الهندسة الزراعية التابع لوزارة الزراعة وبتمويل من مركز تحديث الصناعة فى منع ردة الأرز من التعطن، وتم بحث مكوناتها الغذائية والحيوية مع المركز القومى للبحوث، وتم إنتاج وحدتين تنتج كل وحدة منهما 20 طناً يومياً.
كما تمت دراسة تأثير مكوناتها الحيوية على الصحة بالتعاون مع كلية الصيدلة جامعة القاهرة وكلية الصيدلة بالجامعة الألمانية، بالاضافة إلى كليات الصيدلة فى فرانكفورت ومونستر بألمانيا «وذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبى – نفس البرنامج»، لاكتشاف تأثير خلاصة ردة الأرز المحتمل على مرضى السكرى والضغط والتهاب المفاصل.
وكشف هلال أن الشركة بصدد تسجيل منتجين بوزارة الصحة اول منتج تحت التسجيل عبارة عن “كبسول” سيتم الانتهاء من اجراءات تسجيله خلال هذا العام، وهو دواء مكمل غذائى مساعد لمرضى السكر والضغط، بالاضافة إلى تسجيل ردة الأرز بمعهد الأغذية التابع لوزارة الصحة كمصدر للألياف ومضادات الاكسدة.
وأشار إلى ان ادخال بعض المعالجات الحرارية لـ” سرس الأرز ” ينتج عنها نوعان من الكربون الاول عند 700 درجة حرارية وهو الكربون الحيوى والثانى عند 800 درجة وهو الكربون النشط الذى تستورده مصر بمبالغ ضخمة ويدخل فى الصناعات الغذائية والكيميائية والدهانات وغيرها.
وأضاف: الكربون الحيوى يمكن استخدامه فى الأراضى الصحراوية كسماد يعمل على خفض نسبة احتياجات الأراضى من المياه للنصف تقريباً.
ولفت إلى أن نقص التوعية وعدم دراية رجال الاعمال بالعائد الاقتصادى لتدوير المخلفات الزراعية وراء ضعف الاستثمار فى القطاع.
وكشف هلال عن وجود تعاون مع بعض الجهات البحثية فى مصر وأوروبا لتطوير وجبات غذائية جافة ” تحتوى على مكونات غذائية مدروسة يمكن استخدامها لعلاج سوء التغذية ” بالاضافة إلى دخولها فى صناعة بعض انواع البسكويت.
اوضح ان هناك دولاً تفضل استخدام خلاصة ردة الأرز فى مشروبات الطاقة والقهوة بنسب معينة، لتعزيز القيمة الغذائية لها والاستفادة بالاوميجا 3 الموجودة بها والتى تعتبر من المواد المفيدة لخلايا المخ ومكافحة الشيخوخة.
وقال: نجرى مفاوضات جادة مع بعض الشركات الهولندية لتصدير ردة الأرز وتم ارسال عينات من خلاصة الردة ولاقت استحسان الشركات وسيتم ارسال عينات اخرى نهاية الشهر الجارى تمهيداً لبدء التصدير.
وشدد على ضرورة اهتمام الدولة بتدوير المخلفات الزراعية نظرا إلى ان العائد الاقتصادى منها كبير والدولة تأخرت كثيراً فى استثمار هذا القطاع.
أشار إلى ان الدولة انفقت خلال السنوات الـ 10 الماضية حوالى 100 مليون جنيه على تدوير المخلفات ولكن بصورة عشوائية ولو تم استخدامها فى مصنع واحد فقط لإنتاج الايثانول لكان افضل.
وقال: إن نجاح تجربة ردة الأرز سيكون بداية لسلسلة مشاريع جديدة تنقذ مصر من الاهدار المستمر لثرواتها وعلى رجال الاعمال الاستثمار فى العلم الذى وصفه بأنه طوق النجاة للاقتصاد المصرى بوجه عام.
واختتم د.عمرو هلال العضو المنتدب للشركة إعلان نبأ ترشحه لجائزة الابتكار فى دول الكوميسا وتم توجيه الدعوة له لحضور الحفل بنهاية الشهر الجارى، من خلال القمة الافريفية لدول الكوميسا.
وعن المشاريع المستقبلية للشركة فى مجال الاستفادة من المخلفات الزراعية، اوضح هلال أن الشركة ستقوم بضخ حوالى 10 ملايين جنيه خلال العامين الجارى والمقبل فى مشروع إنتاج البكتين على المستوى النصف صناعى خلال عام 2014 بالتعاون مع كلية الصيدلة جامعة القاهرة والاشتراك مع مستثمرين مصريين.
اشار إلى ان أحد المصادر الرئيسية لإنتاج البكتين هو قشر البرتقال، وتعد مصر رابع دولة على مستوى العالم فى إنتاج البرتقال، وربما تاسع دولة فى تصديره، ولذلك يمكن الاستفادة منه فى الصناعات الغذائية (المربات) وبعض الأدوية.
ومن الناحية الاقتصادية فإن طن قشر البرتقال يباع فى مصانع عصير البرتقال بمبلغ 80 جنيهاً فى حين ان الطن الواحد يحتوى على 200 كجم بكتين بسعر مائة جنيه لكل كيلو جرام.