نحتاج 100 مليار جنيه لبناء وتجديد 30 ألف مدرسة.. وميزانية الوزارة لا تتجاوز 2 مليار جنيه سنوياً
400 مليون جنيه تكلفة التغذية المدرسية بالفصل الدراسى الثانى.. وألف قرية محرومة من التعليم
تخفيف المناهج لمواجهة تأجيل الدراسة بما لا يؤثر على العملية التعليمية
الوزارة تبحث طلبات مصانع لإقامة مدارس تعليم فنى بها
إذا كان التعليم هو الركيزة الأساسية فى بناء وتكوين وتشكيل مكونات الإنسان، فإن أهمية التعليم لا يمكن تجاهلها بعد أن أصبح محوراً أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأى دولة، وفى خضم الاحداث السياسية التى تصدرت المشهد المصرى، التقت «البورصة» بواحد من أهم رجال الدولة والذى يدير قطاعاً يصعب على الكثيرين حل مشاكله مهما كانت قدراته فى ظل تردى جميع القطاعات.
فى البداية قال د. محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة تعمل حاليا، على الإنتهاء من إنشاء 6 مصانع جديدة بتكلفة 30 مليون جنيه، لتصنيع بعض المنتجات التى تحتاجها وتخفيض تكلفة شرائها، بالإضافة إلى خدمة المنظومة التعليمية.
وأوضح أبوالنصر فى حوار لـ «البورصة»، أن الوزارة تعمل حاليا على إنشاء مصنعين لتدوير الأوراق والكتب المدرسية وآخرين لتدوير الخشب، لتوفير المقاعد اللازمة للمدارس وتوفير جزء من تكلفة طباعة الكتاب المدرسى، متوقعاً تشغيلها خلال الثلاثة أشهر المقبلة.
وأشار إلى أن المصنعين الآخرين أحدهما لتصنيع الألواح الشمسية، لاستخدام الطاقة الشمسية فى توفير الكهرباء للمدارس ، والآخر لصناعة اللمبات الموفرة، ومن المنتظر تشغيله بعد 6 أشهر.
وأوضح أن هذه المصانع جزء من خطة الوزارة لتحقيق الاكتفاء الذاتى والعمل على الحد من المصاريف قدر المستطاع، لخدمة 48 ألف مدرسة، مع إمكانية بيع فائض إنتاجها فى المستقبل لدعم ميزانية الوزارة.
و لفت إلى أن هذه المصانع تقام فى المدارس الفنية لتدريب الطلاب على المهارات واستخدام المعدات والماكينات، فى ظل حرص الوزارة على تطوير التعليم الفنى وفقا لاحتياجات سوق العمل، ضمن مبادرة «مصنع بكل مدرسة.. ومدرسة بكل مصنع».
تقوم المبادرة على اقامة مصنع بكل مدرسة للتعليم الفنى للتدريب والتعليم، وتشجيع المصانع على اقامة مدارس معتمدة من الوزارة، تسهم فى تنمية مهارات الطلاب منذ الصغر بجانب تخفيف العبء عن كاهل اولياء الأمور حيث يحصل الطلاب على أجر، بالإضافة إلى استفادة المصنع بتخريج عمالة على درجة عالية من الكفاءة لخدمة مخططات الإنتاج وفقا لاحتياجات سوق العمل.
وشدد على أهمية التعليم الفنى كأساس لتنمية الصناعة، وتخريج كوادر فنية مؤهلة للارتقاء بجودة المنتج المحلى وزيادة الإنتاج.
وأشار إلى وجود 17 مدرسة للتعليم الفنى داخل بعض المصانع المختلفة، وتلقت الوزارة طلبات من مصانع لإقامة مدارس فنية.
وأكد سعى الوزارة لتشغيل جميع المدارس بالطاقة الشمسية، خاصة التى تعانى من عدم توافر التيار الكهربائى، ومن ثم التعميم على بقية المدارس.
وقال أبوالنصر إن الوزارة تحتاج إلى 100 مليار جنيه لبناء 10 آلاف مدرسة لتغطية الأعداد المتقدمة خلال المرحلة المقبلة، للقضاء على ظاهرة الكثافة الطلابية بالفصول، وتجديد 20 ألف مدرسة، فى حين أن نصيب الوزارة من الموازنة العامة يتراوح بين 1.5 و2 مليار جنيه.
وأبدى الوزير انزعاجه من وجود قرابة ألف قرية محرومة من التعليم، مؤكداً حرصه على تغطية تلك المناطق.
وناشد رجال الأعمال وأصحاب القدرة على المساهمة تطوير المنظومة التعليمية، لافتاً إلى أن الخطة الاستراتيجية التى وضعتها الوزارة شعارها «معاً نستطيع»، لضرورة مشاركة المجتمع ككل للنهوض بالتعليم.
وفى ذات السياق أشار د. محمود أبوالنصر إلى أن الوزارة أنشأت صندوقاً للتعليم، وفتحت له حساباً بالبنوك برقم 707070 للمشاركة المجتمعية، كما طرحت مبادرة «جدد فصلك واكتب اسمك» التى تمكن المواطنين من تجديد فصولهم التى درسوا بها فى الماضى، حيث يتكلف تجديد الفصل الواحد قرابة 3 آلاف جنيه، ويحصل المتبرع على كشف حساب بجميع المصروفات.
وقال إن تأجيل الدراسة خلال الفصل الدراسى الثانى جاء حرصاً من الوزارة على أبنائها نظراًً لانتشار بعض الأمراض بجانب التخوفات الأمنية خلال الفترة الماضية، مؤكداً ثقته بالجيش المصرى وجهاز الشرطة لمواجهة الأعمال الإرهابية.
وواجهت الوزارة ذلك التأجيل بتخفيف المناهج بما لا يؤثر على العملية التعليمية، وسوف يظل يوم السبت الإجازة الرسمية كما هو بجميع الهيئات.
وأشار إلى مخاطبته وزير الداخلية لعدم القبض على أى شخص داخل المدارس، فى ظل حرص الوزارة على عدم خلط المنظومة التعليمية باتجاهات سياسية.
وأكد على اتخاذ الوزارة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار العدوى بين الطلاب بالتعاون مع وزارة الصحة وتوزيع أدلة استرشادية لطرق الوقاية وتجنب العدوى، بالإضافة إلى تشكيل لجان صحية تتابع حالات غياب جميع الطلاب داخل الفصول، واستدعاء الطبيب لأى حالة يشتبه فيها وعزل المريض عن بقية الطلبة.
وشدد الوزير على اهتمامه بالمعلمين، مؤكداً أن كرامة المعلم من كرامته، فهو يلعب دوراً تربوياً يسمو فوق كل شىء، وفى المقابل أكد حرصه على عدم إهانة الطلاب أو أى تجاوزات بحقهم تتمثل فى الضرب والعقاب البدنى، لافتاً إلى الحاجة للتوافق بين جميع أطراف المنظومة التعليمية.
ووصف 2014 بعام محو الآمية، حيث تستهدف الوزارة خلاله تعليم ما بين 3 و 6 ملايين فرد من بين 25 مليونا لا يستطيعون القراءة والكتابة.
وفى سياق آخر أوضح أبوالنصر أن الوزارة توفر تغذية مدرسية للطلاب خلال النصف الثانى من العام الدراسى بتكلفة 400 مليون جنيه.
وحرص الوزير على تطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بها لمواكبة التقدم والتكنولوجيا الحديثة، من خلال استخدام جميع الطلاب الأجهزة الحديثة خلال الدراسة كالتابلت ولذلك يتم توزيعها لأبناء المرحلة الثانوية وطلاب المدارس الفنية، وسوف تعمم على جميع طلاب المدارس خلال المرحلة القادمة.
وأشار إلى اهتمام الرئيس عدلى منصور بثلاثة أمور رئيسية داخل الوزارة، تتمثل فى برنامج القرائية الذى يحرص على إجادة أبناء المرحلة الابتدائية القراءة والكتابة لتأسيس جيل قادر على التعلم والاستيعاب بصورة ايجابية، وكذلك محو الأمية، بالإضافة إلى الخطة الاستراتيجية حيث يحرص الرئيس على وضع مخطط للتعليم بتوافق مجتمعى.
وفى سياق آخر، قال إن المشير السيسى لم يتدخل يوما بأى شأن خاص بوزارة التعليم، ويقوم بدوره كوزير للدفاع، ونائب لرئيس مجلس الوزراء.