استطاعت مصانع الأسمنت أن تفعل مثل غيرها.. باستغلال غياب هيبة الدولة.. فى أن تفرض قوتها ليس على الدولة ولكن على المجتمع بأسره ووقفت هذه المصانع نداً قوياً للحكومة فى معركة استخدام الفحم بمصانع الأسمنت.. ولم تفلح محاولات وزيرة البيئة د. ليلى إسكندر فى أن تحشد أعضاء الحكومة للحرب بجانبها ضد أباطرة الأسمنت وراحت وحدها تخوض هذه الحرب بعدما تخلى عنها زملاؤها فى الحكومة واستطاعت الوزيرة أن تطيل أمد المواجهة لنحو عام وأكثر وسعت لضم رئاسة الجمهورية للمعركة فى محاولة لتعضيد قوتها.. ولكن دون جدوي، فقد كانت أسلحة أباطرة الأسمنت قوية وفتاكة.. فلم يجد هؤلاء الأباطرة حلاً لهذه المواجهة سوى استخدام سياسة فرض القوة فهم يسيطرون ويحتكرون صناعة الأسمنت، ولذلك كان من السهل أن يتفقوا على زيادة أسعار الطن حتى وصل إلى 800 جنيه فى محاولة للضغط على الحكومة للرضوخ لمطالبهم بالسماح لهم باستيراد الفحم واستخدامه كوقود بالمصانع.. وبالفعل تحقق لهم ما يريدونه فقد اجتمع بهم رئيس الوزراء وتم الاتفاق على آلية تسمح للمصانع باستخدام الفحم مقابل العودة إلى خفض الأسعار للمنتج.
وهكذا استطاع أباطرة الأسمنت كسب المعركة وفرض سطوتهم على السوق وتوجيه الضربة القاضية لوزيرة البيئة ولصحة المصريين والفحم قادم قادم لمصر بعدما لفظته أغلب دول العالم باعتباره أكبر ملوث للبيئة مثلما لفظت صناعات الأسمنت والأسمدة ذاتها بسبب أضرارها البيئية، أما نحن فالأهم تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال سواء بالفحم أو غير الفحم ويا أهلاً بكل رؤوس الأموال المغسولة وغير المغسولة، المهم أن يكون لدينا استثمار «يعمل أى حاجة وزى ما هو عايز.. المهم ولادنا يشتغلوا وياكلوا عيش ولو تعبوا مش مشكلة جهاز «الكفتة» موجود.. والكفتة على الفحم طعمها لذيذ وريحتها تشدك ليها»، إذاً هذا هو مكمن الموافقة على استخدام الفحم ليس لمصانع الأسمنت فقط، ولكن لتشغيل جهاز الكفتة.. «وهو دا الاستثمار والبحث العلمى المنشود تجيب فلوس من أى حتة وتعمل أى حاجة المهم العيال تشتغل والشعب ياكل.. ياكل إيه مش مهم ياكل عيش ياكل ضرب ياكل على قفاه عادى المهم أن لا يقف أحد فى طريق الاستثمار وتحديداً الست وزيرة البيئة عدو الفحم صديق الكفتة..!»، أما السادة أباطرة الأسمنت فلنرفع لهم القبعة على انتصارهم وتأكيد سيادتهم على الصناعة وعلى السوق وانهم أقوى من أى حكومة حتى حكومات ما بعد الثورة كله واحد المهم الحفاظ على الاستثمارات وفتح الباب على مصراعيه أمام رؤوس الأموال دون أية ضوابط ومنه لله عاطف عبيد الذى جعل البلاد تحت الاحتلال الأسمنتى.