مصرفيون: «البريد» الأقدر على استقطاب مدخرات عملاء المتناهى الصغر
الرئيس التنفيذى لـ «تنمية»: تقنين قبول المؤسسات غير المصرفية لإيداعات العملاء يسهم فى نمو القطاع
على الرغم من صمود وقوة القطاع المصرفى خلال الأعوام الماضية ونجاحه فى تكوين قاعدة عملاء واسعة سواء على مستوى الإقراض أو الادخار، فإن هناك شريحة ليست بالقليلة من العملاء المهمشة من البنوك والتعاملات المصرفية، وهم عملاء متناهى الصغر.
وهو ما دفع شركات التمويل المتناهى الصغر وعدداً من الجمعيات الأهلية للمطالبة بالسماح لها بالحصول على مدخرات العملاء أصحاب الدخول متناهية الصغر لتوفير التمويلات اللازمة لتلك الشريحة المهمشة داخل القطاع المصرفى، مع الأخذ فى الاعتبار إعادة هيكلة تلك المؤسسات والشركات بما يتناسب مع ضوابط العمل المصرفى والضمانة وحماية أموال المودعين.
قال عمرو أبوعش، الرئيس التنفيذى بشركة تنمية للتمويل متناهى الصغر، إن البنوك تستهدف الشرائح مرتفعة الدخول من العملاء لقدرتهم المرتفعة على الادخار وملاءتهم الجيدة عند الاقتراض، مشيراً إلى أن التعامل مع عملاء المتناهى الصغر يتطلب معطيات وبرامج خاصة.
وطالب أبوعش بالسماح لشركات التمويل المتناهى الصغر والجمعيات الأهلية بتجميع مدخرات من العملاء بالفئات محدودة الدخول كى يعيدوا توظيفها فى التمويلات المتناهية الصغر.
أضاف ان السماح للشركات بتلك الخطوة سيساهم فى نمو قطاع تمويل المتناهى الصغر ودفع عجلة الاقتصاد، خاصة أن تلك الفئة المهمشة تمثل %80 من الاقتصاد وجزء كبير منها تحت مظلة الاقتصاد غير الرسمى.
وأكد أبوعش ان ازمة توفير التمويل من البنوك من اهم معوقات نمو القطاع كما أن تلك الآلية ستسهل على الشركات أيضاً توفير السيولة اللازمة بدلاً من الاعتماد على التمويل البنكى والتعرض لاشتراطاته وضوابطة المتشددة.
أشار أبوعش إلى ان الحد الأدنى لفتح حساب بأى بنك لا يقل عن ألف جنيه وهو ما يعد مرتفعاً بالنسبة لشريحة كبيرة من العملاء تفتقر للفوائض المادية.
ومن جانبه، قال عبدالرحمن عبدالباسط، مسئول العمليات المصرفية بأحد البنوك إن الرسوم الإدارية والمصروفات التى تفرضها البنوك على عملائها ترفع من مستويات الشرائح المستهدفة من العملاء، مشيراً إلى أن البنوك تبحث فى توظيفاتها وتعاملاتها المصرفية عن أقل درجة مخاطر، نظراً إلى كونها وسيطاً يوظف أموال مودعين مضمونة من البنك المركزى وهو ما يجعلها تتجنب التعامل مع تلك الفئة مرتفعة المخاطر.
أضاف أن الجمعيات الأهلية وشركات التمويل تقومان حالياً بالتعامل مع الفئات المهمشة من التعاملات البنكية، مشيراً إلى أن بعض البنوك بدأت تتجه للاهتمام بتلك الفئات على نطاق ضيق فى ضوء ما ينطبق عليه المعايير السليمة للتعاملات المصرفية من حيث الالتزام الضريبى والميزانيات والضمانات اللازمة.
وقال معتز الطباع، رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية إن إجمالى عدد العملاء من الشريحة المتناهية الصغر التى تم اجتذابها تصل إلى 1.5 مليون عميل فقط بمختلف الجهات سواء بنوكاً أو جمعيات أهلية أو شركات تمويل متناهٍ، مشيراً إلى أن هناك تهميشاً لمدخرات هؤلاء العملاء على اعتبار انها ضعيفة وهو ما يجعل البنوك تتجاهلها ولكن اتساع تلك الشريحة من العملاء يتغلب على ضعف المدخرات.
أضاف الطباع ان هناك تخوفات من السماح لجهات غير مصرفية بالحصول على مدخرات خشية عمليات غسل الأموال، مشيراً إلى ان الجمعية بدأت تتعاون مع البريد من خلال توجيه العملاء لأربعة فروع تابعة للبريد بالإسكندرية وكفر الشيخ والمنوفية والبحيرة كى يكونوا أكثر خبرة بثقافة الادخار.
ومن جانبها، قالت سلوى السيد، مسئول التمويل المتناهى الصغر سابقاً ببنك بيريوس إن هناك شريحة غير مرحب بها من جانب البنوك وهى عملاء المتناهى الصغر، كما ان هناك مساعى عديدة من جانب المركزى للاهتمام بتلك الفئة ولكن نحن فى احتياج لتقنين وتعريف لهؤلاء العملاء، مشيرة إلى أن البنوك تواجه معوقات كبيرة فى التوجه لتمويل وقبول مدخرات من عملاء المتناهى أبرزها ارتفاع تكلفة أموالها وضعف القدرة الادخارية لتلك الفئة وارتفاع مخاطر عدم السداد.
أضافت إلى أن البريد يجتذب تلك الشريحة من العملاء ويحظى بثقة مرتفعة من جانبهم، فضلاً عن ارتفاع العائد على مدخراته مقابل البنوك، مشدداً على ضرورة تجهيز البنوك بالآليات المختلفة وتدريب الكوادر كى تصل لتلك الفئة من العملاء وتخترق الحاجز النفسى لهم وتبنى ثقافة مصرفية لتعاملاتهم.