خمسة حكومات مرت علي مصر منذ قيام الثورة في 25 يناير 2011 لم تعيش أي حكومة فيهم لأكثر من عام.
فمنذ حكومة شفيق ، التي شكلت من 29 وزير ، حيث تولت في الفترة من 29 يناير 2011 وحتى 3 مارس 2011 ، وشهدت هذه الفترة أحداث لها شهرة واسعة منها أحداث موقعة الجمل في 2 فبراير 2011 ، وتم اتخاذ بعض القرارات كان من أشهرها ، إلغاء وزارة الأعلام وإضافة وزارة البحث العلمي .
ثم تولت حكومة شرف ، التي شكلت من 29 وزير أيضاً ، في الفترة من 3 مارس 2011 وحتى 22 نوفمبر 2011 ، حيث شهدت هذه الفترة أحداث لها شهرة واسعة منها حلف اليمين في ميدان التحرير 3 مارس 2011 ومذبحة ماسبيرو في 9 أكتوبر2013وأحداث محمد محمود في 8 نوفمبر 2013 ، وتم اتخاذ بعض القرارات كان من أشهرها ، علاج جميع المواطنين بالطوارئ مجاناً وتخصيص مكتب للشباب الثوار داخل مجلس الوزراء.
ثم تولت حكومة الجنزورى وشكلت من 29 وزير ،في الفترة من 25 نوفمبر 2011 وحتى 25 يونيو 2012 ، حيث شهدت هذه الفترة أحداث لها شهرة واسعة منها أحداث مجلس الوزراء 16 ديسمبر2011 وأحداث مذبحة إستاد بورسعيد 1 فبراير 2012 ، وتم اتخاذ بعض القرارات كان من أشهرها ، رفع قيمة تعويضات الشهداء وتثبيت الزيادة في أسعار بعض السلع وسحب الأراضي من رجال الأعمال الغير جادين .
ثم تولت حكومة قنديل ، التي شكلت من 36 وزير ،في الفترة من 24 يوليو 2012 حتى 8 يوليو 2013 ، حيث شهدت هذه الفترة أحداث لها شهرة واسعة منها تأييد الإعلان الدستوري لمرسى في 21 نوفمبر2012 وأحداث الاتحادية 4 أكتوبر 2012، وتم اتخاذ بعض القرارات كان من أشهرها العمل بالبطاقات الذكية لترشيد الطاقة وإعفاء 45 ألف فلاح من المتعثرين.
ثم تولت حكومة الببلاوى ، التي شكلت من 37 وزير ،في الفترة من 9 يوليو 2013 حتى 24 فبراير 2014 ، حيث شهدت هذه الفترة أحداث لها شهرة واسعة منها فض إعتصامى ميدان رابعة والنهضة 14 أغسطس 2013 ، وأحداث مجلس الشورى 26 نوفمبر 2013 ، وتم اتخاذ بعض القرارات كان من أشهرها إصدار قانون التظاهر وإدراج جماعة الأخوان المسلمون كجماعة إرهابية.
وبصرف النظر عن من مع أو من ضد فكل هذه الحكومات كان لها أوجه شبهة وكلها ارتكبت خطأ مشترك ومتكرر وهو عمل جهود سطحية وشكلية لإشراك الشباب وعدم اتخاذ إجراءات جادة في الحد من تقلص معدل مشاركتهم على الرغم من وعود تلك الحكومات المتكررة لشباب مصر بالمشاركة في بداية فترة توليها لتتلاحق الأحداث تلو الأخرى وتنشغل الحكومة وتغرق في حل مشاكلها وشيء فشيء تنسى وعودها إلى أن تستقيل وتأتى حكومة أخرى وتكرر نفس الشيء .
ما زال جيل الستينات والسبعينيات يتصدر المشهد السياسي حتى الآن ولكن يوماً بعد يوم يتوارى هذا الجيل خجلاً من عدم فهم الشباب ويظهر في المقابل جيل جديدا من الشباب يصر على التغيير ومستعد لدفع أي ثمن مهما كان للحفاظ على ثورته ، فمصر لن تهدأ ولن تستقر إلا إذا امتلك هذا الجيل زمام الأمور.
يجب على رئيس الوزراء الجديد الذي كان عضوًا في لجنة السياسات بالحزب الوطني أن يعلم أنه يواجهه تحدى من نوع خاص جداً نتيجة وجودة في هذا المنصب، ويجب أن يعلم أن عدم إقصاءه من الحياة السياسية خير دليل على ذكاء وفطرة هذا الشعب ،وان التسامح والعفو من أبرز صفاته رغم أن مبارك همش الأحزاب والأخوان همشوا المعارضة والجميع همشوا الشباب ، فالمصالحة الوطنية أولاً لإحقاق الحق للجميع، يجب نبذ سياسة تصفية الحسابات والبعد عن سياسة الإقصاء ، يجب أن يسود العدل والحق والقانون ليؤكد لنا أنة ليس كل من عمل في عهد مبارك كان فاسدا وفلول، وليس كل مؤيدي مرسى إرهابيين وإخوان.
لقد استفاد هذا الشعب العظيم وعلى مدار 3 سنوات مرت علية كلف فيهم رئيس و 6 رؤساء وزارات ونحو 200 وزير ، وظل حائراً بين وعود وأمال وأحلام تمنحهم قوة ثم سريعاً ما تتبخر، فلا الأمن يتحقق ولا المشاكل تحل ولا الخطط تنفذ، ولا الفساد يقل ،ولا الإرهاب ينتهي .
تغيير الأشخاص فقط لا ينقذ هذا الوطن ، ولكن تغير الأفكار والعقول في الطرقة التي تدار وتحكم بها بلد بحجم مصر هي الحل الوحيد ، نريد حكومة شابة لديها الخبرة والقوة والعزيمة ، تمتلك حرية قرارها ا، فلا تخضع لابتزاز ، ولا تتباطأ ، ولا تتراجع عن قرار اتخذته.
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى خبرات تم إقصاؤها في كل المجالات و شباب تم تهمشها . نريد وطن للجميع، وطن تسوده الحرية والمساواة والعدالة والقانون، وطن لدية الرغبة الصادقة في مشاركة كل مواطنيه في تنمية حقيقية تنقذه وتحل مشاكله الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة.