قال محللون لـ”أرقام” إن أسواق الأسهم الأمريكية تأثرت كغيرها مثل بقية الأسواق العالمية بالأحداث السياسية الحالية بين روسيا من جانب وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، ولكن لم يكن التأثير بدرجة كبيرة حيث كانت لتصريحات رئيسة الاحتياطي الفيدرالي “جانيت يلين” تأثير على أداء الأسهم.
بالإضافة لذلك كان هناك عدد من البيانات الاقتصادية الإيجابية والتي دفعت مؤسسات التقييم الكبرى لرفع تصنيفها للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
وارتفعت مؤشرات الأسهم بعد تلك التقييمات والأخبار الاقتصادية الإيجابية ليصعد مؤشر “ناسداك” بنسبة 0.74% ويصل لمستوي 4276.79 نقطة.
وارتفع أيضا مؤشر “داو جونز” بنسبة 1.48% ليصل إلى مستوي 16302.77 نقطة، و”S&P500″ بنسبة 1.38 عن الأسبوع الماضي ليصل إلى مستوي 1866.52 نقطة.
الأزمة الروسية والعقوبات
وتأتي تلك الارتفاعات رغم اشتداد حدة الأزمة الروسية مع دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت بعد موافقة 96.74% في الاستفتاء على انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
الأمر الذي دفع دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عقوبات على مسؤولين روس تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وتشتد الأزمة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي” باراك أوباما” بفرض عقوبات جديدة على عشرين مسؤولا بالإضافة لعقوبات على بنك روسيا، ليقوم الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” في اليوم التالي بالتوقيع على قانون لاستكمال ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
بيانات وتفاؤل
وتأتي تلك الأحداث السياسية وسط بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية للاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفع عدد تصاريح بناء المنازل 7.7% ليصل إلى 1.02 مليون وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول.
كما انخفض عجز الحساب الجاري إلى 81.1 مليار دولار في الربع الرابع مقارنة مع 96.4 مليار دولار في الربع الثالث.
ورغم ارتفاع الطلبات الجديدة لإعانة البطالة إلا أنها كانت أقل من التوقعات حيث ارتفعت بمقدار خمسة ألاف إلى 320 ألفا، في حين أشارت التوقعات لوصول الطلبات الجديدة إلي 325 ألفا.
وبحلول الأربعاء الماضي قامت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي “جانيت يلين” بإلقاء بيان عن نتائج الاجتماع الأول تحت رئاستها لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تضمن البيان خفض مشتريات الفيدرالي الشهرية من الأصول بقيمة 10 مليارات دولار لتصل إلى 55 مليار دولار من 65 مليار دولار .
كما كشفت عن توقعات برفع أسعار الفائدة على الأقل 1% في نهاية عام 2015 و 2.25% بحلول نهاية العام التالي.
وبعد تلك التصريحات خرجت وكالات التقييم لترفع من نظرتها للولايات المتحدة الأمريكية حيث أكدت وكالة “فيتش” تصنيفها على المدى الطويل عند AAA مع رفع نظرتها تجاهه إلى “مستقرة” من “سلبية”.
وقامت كل من “ستاندرد أند بورز” و”موديز” برفع نظرتيهما تجاهه العام الماضي إلى نفس الدرجة بالتزامن مع تراجع مخاطر التخلف عن السداد، وتقلص عجز الميزانية.
الرأس والكتفين والفرص
ولم يخف المحللون آثار الأحداث السياسية ولكن أكدوا أن الأخبار الاقتصادية الإيجابية كانت دافعا لحركة مؤشرات الأسهم، حيث قال “روبرت دومبير” – مدير المحافظ بشركة كابيتال مانجيمنت- لـ”أرقام” إن الأسبوع الماضي شهد زخما من الأحداث السياسية التي كان لها أثر على أداء الأسهم، وكانت التأثيرات أكبر على الأسواق العالمية من السوق الأمريكي.
حيث تماسكت مؤشرات الأسهم الأمريكية والتي تراجعت الأسبوع قبل الماضي من آثار تلك الأحداث إلا أن الأخبار الاقتصادية الإيجابية كانت دافعا لحركة المؤشرات هذا الأسبوع.
وأضاف إن التوصيات السابقة بالشراء عند القيعان التي تكونها الأسهم لا زالت تثبت صحة وجهة النظر بأن سوق الأسهم الأمريكية لم يغير من اتجاهه العام حتى الآن وهو الاتجاه الصاعد.
وأضاف “دومبير” إن الأسهم استوعبت تصريحات رئيسة الفيدرالي وهو الأمر الذي سيدفع مؤشر s&p لمستوى 2000 نقطة حيث تكون نموذج الرأس والكتفين بالإضافة لتأكيد المؤشرات الفنية على سيطرة المشترين حتى الآن على الأسواق.
وقال “ابراهيم الفيلكاوي” – استشاري التحليل الفني بمركز الدراسات المتقدمة والتدريب بدبي – إن مؤشر داوجونز لا زال يتحرك وفق الاتجاه الصاعد فرغم هبوطه الأسبوع قبل الماضي في عملية تصحيح اعتيادية إلا أن هذا الهبوط يعد ايجابيا جدا حيث قد شكل أخيرا الكتف الأيمن من نموذج الرأس والكتف الإيجابي والذي ينتظر منه تحقيقه في حالة استطاع اختراق المستوى الفني 16500 ليستهدف بعدها مستوى الاول 17200 ثم منه الى المستوى التالي 17500 نقطة.
أما هذا الأسبوع من المتوقع أن يبدأ تحركه نحو المستوى 16500 نقطه وقد يتذبذب عنده بعض الوقت قبل أي اختراق له.
وعلى نقيض ما ذكر ففي حالة الرجوع لجني الأرباح والتصحيح فالدعم الحالي أصبح عند المستوى 16000 نقطه وكسر هذا المستوى يعد إشارة سلبية للمستثمر قصير الأجل والدعم الرئيسي عند المستوى 15800 نقطه وكسره سيؤكد السلبية ومن السوق حتى العودة فوقه مرة أخرى.
أرقام