البحث عن بدائل للتخلص من تحكم موسكو فى واردات الغاز
%30 من استهلاك القارة العجوز يمر من روسيا عبر أوكرانيا
حذّرت أكبر شركات الطاقة الايطالية من أن أوروبا سوف تواجه تعطل الامدادات وارتفاعاً فى الاسعار فى الشتاء القادم لو أدت التوترات مع روسيا إلى قطع تدفقات الغاز عبر أوكرانيا.
وبحسب صحيفة فاينانشيال تايمز فان الاستغناء عن الغاز الروسى يحتاج إلى خطط طويلة الاجل تتضمن تطوير حقول الغاز الصخرى وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة أو اللجوء إلى زيادة الاعتماد على الطاقة النووية والعودة إلى عصر الفحم إذا لزم الامر فضلا عن شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة التى دخلت مرحلة التصدير وهى حلول باهظة الثمن .
أفاد باولو سكارونى، المدير التنفيذى لشركة «إنى» المجموعة الايطالية للبترول والغاز بأن ايطاليا والنمسا وجنوب المانيا قد تواجه بصفة خاصة خطراً بما أنها أسواق رئيسية للغاز الروسى الذى يأتى عبر خط انابيب أوكرانيا ومن المعروف أن %16 من استهلاك اوروبا للغاز مصدره روسيا ويمر عبر أوكرانيا.
يذكر أن الدول المحصورة بين المانيا واليونان تأثرت فى يناير 2009 عندما قللت روسيا تدفق الغاز فى أوكرانيا اثناء الخلاف على الاسعار.
وتدعم شركة أنى مشروع خط انابيب جنوبى يتجنب المرور عبر أوكرانيا لينتقل الغاز الروسى إلى بلغاريا ومن ثم إلى ايطاليا بحيث يتم الاستغناء عن أوكرانيا تماما فى الحصول على احتياجات اوروبا.
أشارت «جازبروم» شركة الطاقة الحكومية الروسية إلى أن الغاز عاد ليظهر بكونه القضية الاساسية فى ظل الازمة الحالية فأوكرانيا مدينة بالفعل بأكثر من 1.8 مليار دولار فواتير غير مدفوعة من الغاز لروسيا فيما اكدت انها سوف ترفع سعر الغاز الذى تبيعه إلى أوكرانيا حيث تسعى موسكو إلى التصعيد ضد النظام الجديد فى كييف الذى اطاح بالحكومة الموالية لها بسبب ثورة الميدان التى اندلعت مطلع العام الجاري.
جاء ذلك فى الوقت الذى دعمّت فيه روسيا العام الماضى احتياجات أوروبا من الغاز بنسبة %30 من بينها تركيا وهى الحصة المتوقع زيادتها مع انخفاضات الانتاج المحلى.
صرّح السيد «سكارونى» بأنه على المدى القصير قد يكون من المحتمل أن تفرض أوروبا عقوبات على روسيا عن طريق مقاطعة الغاز. ونحن بحاجة إلى الغاز الروسى كل يوم وهم يحتاجون أموالنا كل عام أو عامين.
أشار «سكارونى» إلى أن تعطل الامدادات فى الشتاء القادم قد يعنى ارتفاعا فى الاسعار الامر الذى يجعل اوروبا تبحث عن زيادة التدفقات من مصادر أخرى مثل خط انابيب «نورد ستريم» عبر بحر البلطيق كما ستكون اوروبا عرضة لأى مشكلات قد تعطل إمداداتها من ليبيا والجزائر.