18.4 تريليون دولار حجم التعامل الإلكترونى لـ «دوتشيه بنك» و%15.3 لـ «سيتى جروب» فى 2013
سارعت البنوك العالمية العام الماضى ومنها «رويال بنك اوف سكوتلاند» و«بنك باركليز» و«بنك دوتشيه» و«سيتى جروب» و«جى بى مورجان» إلى التحرك السريع إلى المنصات الإلكترونية عقب التحقيقات الأخيرة بسبب تلاعب تجار العملات.
ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن التنفيذيين فى البنوك الاستثمارية يسعون إلى خفض التكاليف من خلال استبدال الموظفين بأجهزة الكمبيوتر لريادة التكنولوجيا المالية.
وقالت فى تحليلها إن السبب وراء هذا التحرك السريع من قبل البنوك نحو تبادل العملات إلكترونياً فى الشهور الأخيرة يتمثل فى انشغال البنوك بالمزاعم حول تلاعب تجار العملات فى الأسواق المالية.
قال رئيس قسم التجارة بأحد أكبر 10 بنوك استثمارية عالمياً إن التجارة الإلكترونية بطبيعتها شاملة.
وقال رئيس آخر، بأحد البنوك الاستثمارية الكبرى إنه إذا كان لدى من الأعمال %100 إلكترونيا فسأصبح اقل ضغطاً فى العمل».
وقال المنظمون فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا إن التجار الذين يقومون بعملية التداول عبر الجوال، نشروا معلومات عن أوامر العملاء مع منافسيهم للتلاعب بالأسواق.
يسعى «مجلس الاستقرار المالى» وهو مجموعة من المنظمين العالميين إلى دراسة مقترحات لتغيير معايير النقد الأجنبى، إلا أن السياسيين من بينهم وزراء الحكومة الألمانية فى جدال حول تقنين تجارة أو تداول العملات.
والبنوك التى تخشى من حركة تبادل العملات بسبب القلق حول هوامش الربح وانخفاض قيمة الاستثمارات فى منصات التداول الخاصة بهم، تسعى إلى الابتعاد عن التداول عبر الهواتف التى هى مركز التلاعب.
وقال مستشار مالى كبير إنه قريباً جداً ستنخفض أعداد عمليات تنفيذ بيع وشراء العملة عبر الهاتف وسترتفع أعداد المنصات الإلكترونية.
وهناك بنوك مثل «سيتى جروب» و«دوتشيه بنك» استثمرت فى منصات تداول العملات الأجنبية، مما مكنها من توسيع وضعها المهيمن فى سوق تجارة العملات.
وأصبح التداول عبر الإنترنت خلال عقد من الزمن قوة كبيرة لا يستهان بها، ولجميع المنتجات فإن حجم التجارة الإلكترونية ارتفع من أعداد وأرقام ضئيلة فى أوائل 2000 إلى %74 العام الماضى، وفقاً لمؤسسة جرينتش وهى شركة أبحاث.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن الأسواق الفورية، التى يتم فيها تبادل العملات يداً بيد والتجار يتحملون المخاطر، أبقت على عناصر كبيرة من التداول الهاتفى، حيث يوجد حوالى %35 من اجمالى 2 تريليون دولار حجم تجارة العملات يوميا فى العالم فى الأسواق الفورية تتم عبر الهواتف، وفقا لبيانات «بنك التسويات الدولية».
وعزا مصرفيون لذلك بسبب الطلب من العملاء، وصرح أحد التجار بأن بعض مديرى الأصول وصناديق التحوط يهددون البنوك التى تتعامل معهم بأن تأخذ منهم الأوامر الكبيرة التى تتم عن طريق مكاتب الصوت وإلا لن يتم التعامل معها مرة أخرى.
وأكد مدير لصندوق تحوط أنه لا يوجد أفضل من الاستماع إلى التاجر ومعرفة أسعار العملات ووضع السوق.
وقال مدير صندوق إنه منذ خمسة عشر عاماً، ظل كبار التجار والسماسرة مسيطرين على السوق ولكن قدرتهم على التلاعب فى الاسعار تقلصت بشكل كبير.
وفقا لبيانات من مسح «فوركس اليورومونى» فان أربعة بنوك وهى «بنك دوتشيه» و«سيتى بنك» و«بنك باركليز» و«يو بى إس» تمثل حوالى نصف سوق العملات، وفى التجارة الإلكترونية فهى أكثر هيمنة، وحاولت البنوك الصغيرة المتنافسة وهى «رويال بنك أوف سكوتلاند» و«بنك بى إن بى باريبا» فى السنوات الاخيرة أن تزيد من مشاركتها فى سوق التجارة الالكترونية ولكن بعيداً عن حصة الأربعة بنوك المهيمنة.
وتوقع الخبراء أن «رويال بنك أوف سكوتلاند»، والذى على وشك أن يقلص من أعماله الاستثمارية بشكل كبير، سيعيد النظر فى الاستثمار المكلف للتجارة الإلكترونية.