500 مليون جنيه حجم أعمال «ديتاك» فى مشروع «مفيدا» المملوك لـ «إعمار»
إنجاز %25 من مشروع بقيمة 400 مليون جنيه لإقامة مقر «اتصالات مصر» بالقرية الذكية
%15 زيادة فى أسعار عقود المقاولات خلال السنوات الثلاث الأخيرة
الزيادات المفاجئة والضخمة فى أسعار مواد البناء أكبر خطر على سوق المقاولات
الشركة تسعى للوصول بحجم أعمالها إلى %50 من معدلات ما قبل الثورة
على من يريد حكم البلاد تقديم برامج وتوقيتات زمنية لحل أزمات الأمن والطاقة والعدالة الاجتماعية
ثقافة «شدى حيلك يابلد» عمرها قصير ولا تصلح فى الإدارة
قال المهندس سامح السيد، الرئيس التنفيذى لشركة دار للتجارة والمقاولات « ديتاك » إن سوق المقاولات يعانى ندرة الأعمال المطروحة من قبل شركات التطوير العقارى منذ 3 سنوات مضت وحذر من مخاطر ارتفاع أسعار مدخلات البناء على عقود المقاولات السارية، كما كشف عن بعض المشروعات التى تنفذها «ديتاك» لصالح بعض المطورين وما تستهدفه من أعمال خلال العام الحال.
وأضاف السيد فى حوار مع «البورصة» إن « ديتاك » تنفذ أعمال مقاولات بقيمة 500 مليون جنيه تشمل بنية تحتية وإنشاء وحدات سكنية فى مشروع «مفيدا» المملوك لشركة إعمار مصر للتنمية.
أوضح أن هذه الأعمال منها ما بدأ قبل عامين وعقود أخرى مستجدة دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضى بقيمة 160 مليون جنيه، وتنفيذ ديتاك 400 وحدة تقريباً بجانب أعمال بنية تحتية.
كما تنفذ الشركة مقاولات بقيمة 60 مليون جنيه فى المرحلة الأولى من مشروع جولدن كوست السياحى بشرم الشيخ وتشمل الأعمال تنفيذ حمامات سباحة وإعادة تأهيل لمناطق سبق تنفيذ أجزاء منها بالإضافة إلى أعمال إلكتروميكانيكال.
وقال إن أسرع الإجراءات التى يمكن أن يكون لها مردود جيد على سوق العقارات وقطاع التشييد والبناء تتلخص فى تحقيق الاستقرار السياسى والأمنى ومن ثم يطمئن المستثمر ويبدأ العمل.
أشار إلى مطورين عقاريين حققوا معدلات تنفيذ جيدة فى مشروعاتهم خلال الفترة الماضية لكن عددهم ليس كبيراً.
واستبعد السيد اتجاه الشركة إلى نشاط التطوير العقارى فى الفترة المقبلة وقال «نركز فقط على مجال المقاولات، وحريصون على العمل فى مجال لدينا فيه تصنيف جيد فى السوق المصرية وتسبقنا فيه شركة أو اثنتين على الأكثر».
ولم يحدد رقماً معيناً لحجم الأعمال الذى تستهدفه شركة «ديتاك» خلال العام الجارى وقال: نحاول جاهدين الوصول إلى %50 من حجم أعمالنا قبل الثورة – يناير 2011، وهو ما لم تصل إليه حتى الآن بسبب ندرة الأعمال.
لكن تراجع العمل فى مصر وتباطؤ حركة الإنشاءات لم يدفعا مسئولى شركة «ديتاك» للتوسع الخارجى، إذ إنه لم يكن من ضمن خطط الشركة العمل خارج القطر المصرى لأن الأعمال كانت كثيرة».
أشار إلى أن «ديتاك» تنفذ مقرا لشركة اتصالات مصر داخل القرية الذكية يشمل 3 مبان وتصل قيمة الأعمال 400 مليون جنيه، فيما بلغ حجم الأعمال المنفذة فى المشروع منذ بدء التنفيذ العام الماضى 100 مليون جنيه.
وقال إن الشركة بدأت تنفيذ عقد أعمال متكاملة بقيمة 400 مليون جنيه فى مشروع بورتو كايرو المملوك لشركة عامر جروب، وتصل مدة العقد عامين.
وأشار السيد إلى أن ارتفاع أسعار مواد البناء والخامات الأساسية أحد المخاطر الشديدة التى تواجه قطاع المقاولات.
وقفزت أسعار الأسمنت خلال الشهر الماضى بشكل كبير ليتجاوز سعر الطن 800 جنيه، ووجهت اتهامات للشركات المنتجة بالاحتكار وبدأ جهاز حماية المنافسة تحقيقاً فى هذا الامر.
وأوضح أن زيادة الأسعار لها تأثيرات «ضخمة جداً» على الأعمال الجارية نظراً لأن شركات المقاولات وإن كانت تضع فى حساباتها ارتفاع أسعار الخامات وتتحوط لهذا الأمر، لكنها لا تضع احتمالات لقفزات سعرية كبيرة مثلما حدث مؤخرا ومن ثم فإن المقاول يتحمل فارق السعر.
وقال «إن بعض العقود تسمح بمراجعة الأسعار كل فترة وفقا للمتغيرات وأخرى تصبح محل شد وجذب».
وأضاف السيد أنه إذا لم توفر الحكومة حلاً لأزمة الطاقة فإن ارتفاعات أسعار مواد البناء ستتوالى، والمشكلة تنتقل للطرف الأضعف دائما لأن مالك المشروع يتعاقد مع المقاول وهناك فقرة ثابتة فى كل العقود تقضى بثبات أسعار مواد البناء طول مدة تنفيذ المشروع، ومن ثم يتحمل المقاول مخاطرة كبيرة جداً تتمثل فى ارتفاع الأسعار وتغيرها بشكل مفاجئ.
وأشار إلى أنه مع المنافسة الضارية فى السوق وندرة الأعمال فإن الشركات تقدم على المخاطرة للحفاظ على استمرارها والعمالة لديها.
أضاف إن عدم الاستقرار الأمنى وغياب الرؤية الواضحة أمر مقلق لكثير من المطورين والمستثمرين.
وقال إن من بين الأمور المقلقة أيضا خلال الفترة المقبلة مشكلة الطاقة وعدم وجود آليات حلها، بالإضافة إلى عدم توافر الشفافية والوضوح عند التحدث فى هذا الملف.
و ذكر أن أزمة الطاقة تعوق استثمارات كثيرة لأن معظم المشروعات تحتاج طاقة خاصة المصانع كثيفة التشغيل.
وأشار إلى أن من بين المشكلات التى واجهت الشركة بعد الثورة أنه فرض عليها الحصول على مستحقاتها المالية عبارة عن حصص عينية فى مشروعات نفذتها الشركة، فى حين أن ظروف السوق الحالية تؤدى لصعوبة تسييل هذه الأصول العينية فى الوقت الراهن وتهدد بمشكلة سيولة للمقاول.
وقال إن أسعار عقود المقاولات ارتفعت %15 تقريباً خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة زيادة المخاطر وصعود تكلفة مدخلات البناء – دون اعتبار لارتفاع أسعار الأسمنت وحديد التسليح خلال الشهرين الماضى والجارى، وأضاف: «السوق نايم فى المرحلة الحالية».
أوضح أن من بين السلبيات فى السوق العقارية أن بعض المطورين يدعون مقاولين مصنفين ضمن الفئة الأولى لدى الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء – بجانب شركات مصنفة فى الفئات الثانية أو الثالثة ما يؤثر على عملية التسعير نظراً لتفاوت مصروفات التشغيل بين الشركات التى تقع فى فئة وأخرى، فكلما كان تصنيف الشركة أعلى ارتفعت مصروفاتها.
أضاف «فى مثل هذه الحالات إما أن أخسر أو الشركة ذات التصنيف الأقل تحصل على المناقصة».
تابع أن ليس كل المطورين يحرصون على أن تكون شركات المقاولات العاملة فى مشروعاتهم من فئة واحدة.
وأشار إلى ارتفاع مصروفات التشغيل بنسبة تصل %8 العام الماضى ومنها زيادات فى أجور العاملين.
ورهن السيد إمكانية مشاركة «ديتاك» فى مشروع المليون وحدة المزمع إنشاؤه وفقا لاتفاق الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وشركة آرابتك القابضة الإماراتي، بنوعية وفئات الشركات التى سيتم دعوتها للمشاركة فى المشروع لتجنب تفاوت التصنيف وتأثير ذلك على تسعير العقود.
وقال إن مصر تعيش حالة من غياب الدولة منذ 3 سنوات وأخشى أن تظل الحكومة تعمل على عنصر الحماس وفقط أو تصدير صورة غير واقعية للبلد.
وتابع :لدينا مشكلات أساسية هى الطاقة والأمن وغياب الرؤية المستقبلية لتطوير الاستثمار ومن يريد أن يصبح مسئولاً عن البلد يجب أن يوضح كيفية التعامل مع هذه الملفات فى مدى زمنى وتكلفة محددة.
وأضاف «لا نريد مسئولاً يظهر كل يوم يجرى فى الشارع، نريد من لديه رؤية يضع الخطط ويعين من يراه مناسباً لتنفيذها ومتابعتها».
وقال: «بلدنا تعانى مشكلة عدم وجود عدالة فى الأجور، فبعض أصحاب الوظائف فى أجهزة الدولة من حديثى التخرج يتقاضون أجراً يعادل 6 أمثال نظرائهم فى وظائف أخرى قد تكون أكثر أهمية».
وأردف «قارن راتب الطبيب حديث التخرج – من كلية اشتهرت بأنها من كليات القمة – برواتب زملاء له فى وظائف أخرى» ويجب على من سيحكم البلد أن يوضح كيف يتعامل مع هذا الملف وتحسين كفاءة الإنفاق وإدارة الموارد وتقديم خدمات جيدة».
وأضاف لا يجب أن نغمض أعيننا عن هذه المشكلات ، لأن الروح الحماسية وثقافة «شدى حيلك يا بلد» دون تخطيط لن تفلح فى الإدارة لأن هذه الثقافة عمرها قصير.
وطالب وزير الاستثمار بحل المشكلات الرئيسية المتغلغلة فى كل القطاعات الاقتصادية، لأن أى مستثمر يضخ أموالاً فى مشروعات طويلة المدى يجب أن يعلم أين يضع أمواله.
وأضاف: «نأمل من الرئيس المقبل أن تكون لديه رؤية واضحة يشارك فيها الجميع وإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية ويشعر الناس بالعدل».
وقال إن الشركة ستبدأ تنفيذ مستشفى سموحة للولادة وبنك للدم خلال شهرين ويقام المشروع وفقا لنظام الشراكة مع القطاع الخاص وتم استخراج التراخيص لها وإتمام التصميمات الهندسية.
وتعد ديتاك واحدة من 4 شركات هى البريق للاستثمارات ووشركة سيمنز للأجهزة الطبية وشركة «جى فور إس» الإنجليزية المتخصصة فى إدارة المنشآت الطبية قد فاز بمناقصة طرحتها وزارة التعليم العالى بنظام الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء وتمويل وتشغيل وإدارة وصيانة مستشفيين تابعين لجامعة الإسكندرية الأول مستشفى المواساة سعة 224 والثانى مستشفى سموحة للولادة سعة 200 سرير وبنك للدم.
وتوقع السيد أن تبدأ الشركة تنفيذ مستشفى المواساة بعد 6 أشهر من بدء إنشاءات سموحة للولادة، ورجح أن يصل حجم الأعمال الذى ينفذ فى المستشفى خلال العام الجارى يتراوح بين 40 و50 مليون جنيه.
وحول توقعاته لسوق المقاولات فى فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية قال السيد » وصلنا لأسوأ نقطة يمكن أن نصل إليها – ونتوقع الأفضل إن شاء الله».