حذر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب من خطورة حيازة الشباب للسلاح في مصر والصعيد على وجه الخصوص في ظل إنهيار المنظومة الأخلاقية في الفترة الأخيرة وخاصة خلال السنوات الثلاث الماضية ، وكذلك ضآلة معرفتهم بأصول وتعاليم احترام حرمة الدم وتوقير الكبير.
وأكد الطيب – في مقابلة بثها التليفزيون المصري اليوم – إن بطء التقاضي يؤجج الثأر خاصة في الصعيد ، مشيرا إلى ضرورة إنشاء محاكمة ذات اختصاص تستقل بمحاكمة مرتكبي جرائم القتل على وجه السرعة حقنا للدماء ، موضحا في الوقت ذاته أن “القصاص” هو أن يتحدد القاتل وبدون هذا التحديد لا يستطيع أحد أخذ قصاصه ، وطالب الدولة بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه ظاهرة بطء تحديد القاتل وتسليمه للعدالة.
وقال شيخ الازهر “إن الذي حدث في أسوان أمر مناف تماما لطبائع المواطنين الأسوانيين الذين لم نعهد فيهم هذا ، ولم نجد في تاريخهم شيئا من ذلك أو قريبا من ذاك ، وهذه حقيقة بالنسبة لأهل النوبة وقبيلة بني هلال ، وإن ما وقع بين قبيلتي بني هلال والدابودية شىء محزن وقد أدمى قلوبنا جميعا ويكاد يفتت أكبادنا حزنا على أبنائنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا الذين ذهبوا نتيجة غدر غير مفسر وغير مبرر على الإطلاق”.
وأضاف ” إن سبب ما حدث بين القبيلتين – وفقا لما تناولته التقارير الإعلامية – هو أن بعض تلاميذ مدرسة صناعية وآخرين من قرنائهم وبينهم طرف كتب على الحوائط عبارات مسيئة إلى نساء بعضهما ، وهذا سبب تافه”.
وأكد أنه لا يجوز لأهل القتيل أن ينفذوا القتل بأنفسهم وإنما من خلال متابعة قضيتهم أمام القضاء ، موضحا أنه على اتصال دائم ومباشر بقيادات محافظة أسوان التنفيذية والشعبية وأيضا زعماء القبائل وكبار قبيلتي بني هلال والدابودية ، وقال ” نأمل الوصول إلى حل يوم غد السبت”.
وتابع ” لقد قمت بزيارة الأسبوع قبل الماضي للصلح بين عائلتين وقع من بينهما 14 قتيلا بسبب مشاجرة بين طفل وطفلة ، وهذا شىء يسىء إلى الصعيد وأهله ، فلم يكونوا أبدا في يوم من الأيام بهذه الصورة المتوحشة والمنفرة”.
وأوضح شيخ الأزهر أن ” ما حدث بين قبيلتي بني هلال والدابودية مرفوض شكلا وموضوعا ، ومع ذلك فإنه سيتم الخروج قريبا جدا من هذه الأزمة في ضوء اتصالاتنا وتواصلنا شديدي الأهمية والتعقل مع كبار الطرفين وقد وجدناهما مندهشين لما حدث بينهما ولم يكونا يتخيلان أن الأمور سوف تتطور بهذه السرعة إلى الكارثة التي نحن بصددها”.
وأشار إلى أنه لم يتمنى أن تنشر صور القتلى عبر وسائل الإعلام بهذا الانتشار الواسع ، كون انتشارها كما شاهدناه يروج لأمور سلبية جدا تكاد تختفى في صدور الكثيرين من أعداء الوطن وهو إظهار أن المصريين يقتلون ويقاتل بعضهم بعضا وكأن ما حدث مقدمة للدخول في حرب أهلية ، وهذا لم ولن يكون بمشيئة الله عز وجل.
وحول مدى مساهمة انتشار السلاح وحدوث مثل هذه المشاهد المأساوية في الصعيد ، قال شيخ الازهر ” إنني شخصيا أستنكر ظاهرة اقتراف الجرائم الشاذة جدا والغريبة على أهل الصعيد ، وأري أن هناك أسبابا كثيرة لمثل هذه الجريمة والأزمة التي حدثت بأسوان وفي مقدمتها الانهيار الأخلاقي الذي حدث خلال الفترة الأخيرة” .