المصانع تؤكد إلتزامها بالمعايير العالمية لإستخدام الفحم و تنفى الإتجاه العالمى للإستغناء عنه كمصدر للطاقة
لم تلبث شركات الأسمنت أن تلتقط أنفاسها بعد إنتصارها فى معركة إستخدام الفحم توليد الطاقة فى مصانعها بعد صراع مع وزارة البيئة و مواجهة مع حركات شبابية و جمعيات أهلية مناهضة للفحم ، و إعلان الحكومة موافقتها على إستخدام الفحم ، لتفاجأ بعاصفة جديدة يفجرها الإعلامى الساخر باسم يوسف .
خصص باسم يوسف فى حلقته الأخيرة من ” البرنامج ” فقرة كاملة للإعتراض على إستخدام الفحم و إستضاف خلالها أحد مؤسسى حملة ” مصريون ضد الفحم ” و التى إنتشرت صفحتها بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعى منذ عرض الحلقة مساء الجمعة الماضية ، بالإضافة إلى الهاشتاج المخصص للإحتجاج على الفحم ( #أوقفوا إستخدام الفحم ) .
و عرض أحمد الدروبى ،أحد مؤسسى حملة ” مصريون ضد الفحم ” خلال الحلقة صورا للغبار الكثيف الذى يسببه إستيراد الفحم فى ميناء الدخيلة ، بالإضافة إلى تأكيده على أن العالم يتجه لتقليل إستخدام الفحم فى الوقت الذى تسعى مصر للعمل به حاليا .
و أشار إلى أنه مع الإستثمار فى تحويل خطوط المصانع للعمل بالفحم و تأهيل الموانئ و رخص قيمة إستيراده ، فأنه لن يعد ممكنا إقناع الشركات بالتحول إلى إستخدام الطاقات البديلة و إستغلال المخلفات لأنها أعلى فى التكلفة و من ثم تبدأ مصر فى عهدا طويلا من إستيراد الفحم .
و قال الدروبى لـ ” البورصة ” إن أوروبا تتجه الى خفض استخدام الفحم فى محطات توليد الكهرباء كمصدر بديل للطاقة ، خاصة عقب ارتفاع فاتورة علاج المواطنين فى أوروبا نتيجة الامراض الناجمة عن استخدام الفحم الى اكثر من 45 مليار يورو خلال العام الماضى .
و أضاف ان ما تردد عن استخدام تكنولوجيات لغسيل الفحم لخفض الإنبعاثات الضارة الناجمة عنه يؤدى الى ارتفاع سعر طن الأسمنت الى 100 يورو بسبب ارتفاع أسعار تركيب فلاتر التنقية من الكبريت و التى تصل الى 400 دولار للكيلووات الواحد .
و أشار الى أن تكنولوجيا غسيل الفحم غير مطبقة حول العالم بسبب ارتفاع اسعارها ، و لا يمكن تعميمعها فى المصانع قبل 2030 .
أوضح أن المدة الزمنية لتركيب الفلاتر فى المصانع تتراوح ما بين 24-27 شهر ، و هو ما يعنى صعوبة التزام مصانع الأسمنت العاملة بالسوق المحلى من تطبيق تلك التقنية ، خاصة عقب تعهدها بتركيبها قبل نهاية العام الجارى .
و أكد أن الحملة حاولت أكثر من مرة التواصل مع الجهات الحكومية لوقف قرار استيراد الفحم و استخدامه كمصدر بديل للطاقة فى مصانع الأسمنت الا أنهم قوبلوا بالرفض و اكتفت الحكومة بالأجتماع بأصحاب المصانع ذوى المصالح من استيراد الفحم .
إعترض محمد النقلي عضو مجلس ادارة شركة العامرية للأسمنت ، على الحملة التى شنها باسم يوسف على إستخدام الفحم ، و و إستضافته طرفا واحد من القضية ، مشيرا إلى أن الضيف عرض معلومات مغلوطة ، مشيرا إلى أن المصانع ليست ضد وضع المعايير العالمية لضمان الإستخدام الآمن للفحم .
اشار الي ان المصانع لا تمانع ايضا من وضع ضوبط علي نقل الفحم وتدواله وان مصر لديها موانئ تستقبل بالفعل فحم لمصانع الحديد وهي موانئ الدخيله والعين السخنه وانه يمكن نقل الفحم من خلال سيارات مغلقه
و أوضح ان المصانع اعلنت عن تطبيق الضوابط الاوربية وان هناك بعض المصانع ومن بينها مصنع العامرية بدأت بالفعل في تركيب الفلاتر اللازمة حيث يتطلب كل خط انتاج فلتر وان العامرية للاسمنت ستقوم بتركيب 3 فلاتر بتكلفة 150 مليون جنيه قامت باعداد اثنين منهم في الوقت الحالى
أكد د. تامر أبو بكر ، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات ، أن هناك اتجاه عالمى الى استمرار استخدام الفحم كمصدر أساسى للطاقة
وأوضح أبو بكر أن المنشأت الصناعية فى أوروبا تستخدم الفحم بنسبة 30% و الغاز بنسبة 24% و البترول بنسبة 34% ، بينما وصلت استخدامات الطاقة الجديدة و المتجددة الى 1% و الطاقة النووية 5% ، و الطاقة المائية الى 5% .
و نفى ما تردد مؤخرا من وزارة البيئة و الجهات المناهضة لاستخدام الفحم فى السوق المحلى عن ان أوروبا ستتوقف عن استخدام الفحم خلال 2020 ، مؤكدا أن الفحم يعد من اهم مصادر الطاقة الجديدة و المتجددة .
و أوضح أن استخدامات الفحم تكون امنة من خلال غسيل الفحم بالماء و استخدام الموانع الألكتروستاتيكية للتخلص من الكبريت و خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت .
و استخدام نظام الأحتراق بنظم السير المميع المضغوط ، و استخدام الجبس فى عمليات ازالة الكبريت من عوادم الاحتراق