«الدروبى»: الفحم سجن مؤبد وليس حلاً مؤقتاً لأزمة الطاقة
حذرت الدكتورة هناء عامر، مساعد أول وزير الصحة للدعم الفنى والتطوير المؤسسى، من ارتفاع نسب الوفاة فى المجتمع نتيجة سماح مجلس الوزراء باستخدام الفحم.
وأضافت عامر خلال المؤتمر المشترك الذى عقدته حملة مصريون ضد الفحم بالتعاون مع وزارة الصحة بمقر نقابة الأطباء، أن ما بين 110و120 حالة من كل 100 ألف شخص تتوفى سنويا بسبب سرطان الرئة.
أوضحت أن 28.5 مليون مواطن فى أوروبا مصاب بأمراض الجهاز العصبى نتيجة استخدام الفحم فى مصانع الأسمنت ، وتسبب فى 24ألف حالة وفاة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين ، بجانب تسببه فى وفاة نحو 375 ألف شخص على مستوى العالم وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
أضافت أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية ، والتى تعد ثالث أكبر دولة على مستوى العالم فى استخدام الفحم، لأحدث الوسائل التكنولوجية والتقنيات العالمية للحفاظ على الصحة العامة والمعايير البيئية أصيب 201 الف مواطن خلال العام الماضى بأمراض سرطان الرئة، وتسبب فى اصابة 130 الف شخص بأمراض الجهاز العصبى خلال 2011 وفقا لأحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وقالت أن هناك اتجاهاً فى الولايات المتحدة الامريكية لخفض استخدام الفحم من %45 الى %35 بحلول 2030.
وشددت على ضرورة اعادة النظر فى قرار مجلس الوزراء بشأن استيراد الفحم من الخارج.
,قالت الدكتورة راجية الجيزاوى، عضو حملة ” مصريون ضد الفحم ” أن الدراسات أشارت الى أن محطة الكهرباء التى تستخدم الفحم لتوليد طاقة قدرها 500 ميجاوات تصدر انبعاثات 3.7 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، و100 ألف طن من أكاسيد الكبريت، و10 آلاف طن من أكسيد النيتروجين، 500 طن من الجسيمات الدقيقة، 170 طناً من الزئبق، 200 طن من الزرنيج، و100 طن من الرصاص.
وأشارت الى أن محطة متوسطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم ينتج عنها 125 ألف طن من الرماد وحوالى 190 ألف طن من الرواسب والمخلفات الصلبة والسائلة سنويا.
وقال أحمد الدروبى، أحد منسقى حملة مصريون ضد الفحم، أن استخدام الفحم لا يعتبر حلا مؤقتا لأزمة الطاقة انما هو سجن مؤبد للأجيال القادمة.
وأضاف أن تكلفة إنشاء البنية التحتية لاستيراد الفحم تصل 5 مليارات دولار، والعائد عليها لن يظهر الا بعد 10-15 سنة، وهو ما يعنى تعميم استخدام الفحم فى جميع الأنشطة الصناعية وعدم قصره على صناعة الأسمنت.
أكد الدروبى أن ما ادعته مصانع الأسمنت عن امكانية تنقية وغسيل الفحم لخفض الانبعاثات الكبريتية مجرد ادعاءات لمحاولة اقناع مجلس الوزراء بأن استخدام الفحم عالمياً يتم بصورة آمنة .
وأشار الى أن تلك التكنولوجيا غير معممة فى مختلف دول العالم بسبب ارتفاع تكاليفها وهو ما يؤثر بصورة مباشرة على التكلفة النهائية لطن الأسمنت ورفعه الى 100 يورو للطن .
تابع الدروبى أنه وفقا لبيانات وزارة البيئة تم تسجيل 913 مخالفة لمصانع الأسمنت العام الماضى مقابل 85 مخالفة فى 2012 نتيجة الانبعاثات الضارة من استخدام الغاز رغم عدم استخدام الفحم.
وأوضح أن أسعار الفحم غير ثابتة وسجل متوسط سعر الطن 2010 نحو 110 دولارات للطن مقابل 60 دولاراً للطن خلال 2009 ، والمستهلك هو من يتحمل فرق تكلفة السعر العالمى للفحم.