خبراء: محتوى العالم الافتراضى بدون مصداقية وتغيير اسم الصفحة مستحيل
رباب : أبلغ باستمرار عن الصفحات المزيفة التى تستغل اسم صفحتى
ثروت: حملة «السيسى» أخفقت تكنولوجياً.. وسعر الصفحة يساوى ربع عدد الـ «Fans»
يستغل «تجار اللايكات» الأحداث الفنية والسياسية المثيرة وأسماء الشخصيات والشركات الكبرى فى تنشيط تجارتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تدر أموالاً وفيرة من خلال بيع الصفحات التى يجمعون لايكاتها لمن يرغبون من العملاء، وخلال فترة منع عرض فيلم «حلاوة روح» نشط ذلك البزنس ونجح فى جذب معجبين لصفحات وهمية سرعان ما تغيرت أسماؤها، والأمر نفسه فى الأحداث السياسية التى تهم الرأى العام.
الخبراء أكدوا أن تغيير اسم الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» غير مسموح به إذا وصل عدد تسجيلات الإعجاب لرقم محدد، لكن البعض يتحايل على ذلك بربط الصفحة بلينك عنوان مثير يجذب أعداداً من المعجبين بمجرد الضغط عليه.
وتتفاوت أسعار الصفحات المباعة وفقا لعدد اللايكات التى تجمع، وتعد الشركات الكبرى والشخصيات العامة الأكثر تضرراً من ذلك «البزنس».
قال المهندس عادل عبدالمنعم، رئيس مجموعة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن تغيير اسم الصفحة على مواقع التواصل غير مسموح به إذا وصل عدد تسجيلات الإعجاب لرقم محدد.
وأوضح أن هناك أساليب «احتيالية» لتجميع اعجابات أبرزها ربط الصفحة بلينك فنى أو سياسى أو إباحى، ما يدفع المستخدمين للضغط على اللينك من قبيل الفضول، ويفاجأ بعبارة «Video not found» ولا يدرك أنه أعجب بصفحات لا يريدها أو لا يعرف محتواها، وتستطيع الصفحات بذلك تدوين ملايين المعجبين.
وأشار إلى أن فيلم «حلاوة روح » على سبيل المثال استغل فى جمع اللايكات بشكل كبير، وانتشرت روابط باسم «شاهد فيلم حلاوة روح كامل بدون حذف والمشاهد التى كانت وراء منع رئيس الوزراء لعرضه»، وأيضاً «ماذا قال مرشد الإخوان عقب الحكم عليه بالإعدام»، مؤكدا أن هذين الموضوعين استحوذا على نسبة انتشار كبيرة خلال الأيام الماضية.
وأكد أن كل حساب على مواقع التواصل به حد أدنى يتراوح بين 70 و%80 من تسجيلات الإعجاب بصفحات لا يعرفها، مضيفا أن استخدام هذه الروابط هو أسهل طريقة لاختراق الحسابات على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.
ودلل رئيس مجموعة أمن المعلومات على كلامه، بأن بعض الصفحات المصرية البحتة التى لا تشغل بال كثير من المواطنين خارج مصر، لكنها تسجل إعجاباً من مواطنين من الهند وباكستان والصين وغيرها من الدول، موضحا أن صفحات حملات المرشحين للرئاسة والصفحات الشعبية خير دليل على ذلك.
وعن استغلال «اللوجو» الخاص بالشركات الكبرى أو غيرها، أكد أن ذلك أمر غاية فى السهولة، حيث إن خاصية تبديل «اللوجو» متاحة دائما دون ضوابط على جميع مواقع التواصل.
وأكد أن اللينك الاحتيالى يأخذ المستخدم إلى طريقين أولهما أن يجد جملة «the requested video was deleted»، أو أن يهاجمه فيرس يقتنص منه إذن بالنشر على الصفحات الشخصية لجميع أصدقائه بجملة «this application may post on your behalf»، موضحا أن معظم المستخدمين لا يقرأون التعليمات جيداً.
أشار إلى أن هناك وسيلة لحماية الحساب على موقع التغريدات المصغرة «تويتر»، وهى التوثيق من خلال رسوم تسجيل تصل إلى 10 آلاف جنيه، ويكون الحساب «prefied account» وإذا ظهر أى حساب آخر باسم الشخص يمكن مقاضاته.
وحذر عبدالمنعم من البرامج مجهولة المصدر مثل لعبة «farm ville»، مؤكداً أن جميع المحتويات على الإنترنت لا يمكن التحقق من مدى مصدقيتها أو الاعتماد عليها، مشيراً إلى أن هناك سوقاً لبيع المتابعين ويصل سعر الـ 1000 متابع إلى 5 دولارات، مضيفاً أنه من الصعب التحكم فى أعداد المتابعين إلا من خلال التوعية للمستخدمين فقط.
وطالب كل من يتعامل مع اللينك بأن يفتح على الفور «activity log» وإلغاء جميع الإعجابات الأخيرة، مؤكداً أنها قد تحتوى على أشياء منافية للآداب والأخلاق العامة والدين.
كما طالب الشركات الكبرى بربط زائريها بوسيلة تواصل إما الإيميل وإما أرقام للتليفونات، كمحاولة منها لربط بين الواقع الافتراضى والعالم الواقعي.
من ناحيته، قال المهندس يحيى ثروت، رئيس شركة لينك إيجيبت، إن تشابه أسماء الصفحات أو الصور الشخصية على مواقع التواصل أو عناوين الشركات أمر شبه متكرر، لافتاً إلى أن تغيير أسماء الصفحات غير مسموح به على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك إذا وصل عدد المشاركين على الصفحة لرقم بعينه.
وأضاف أن «تويتر» تحوى خاصية تغيير اسم الصفحة بشكل دائم مهما زاد عدد أعضائها، حتى أصبحت تجارة الصفحات منتشرة بشكل أكبر عليها أكثر من الفيس بوك.
وأكد أن مصممى الصفحات يستخدمون أسماء المشاهير والمطربين و«اللوجو» الخاص بالماركات العالمية أو الأسماء المثيرة لجذب أكبر عدد من المشاركين، لكن سرعان ما تقل بعد تغيير نشاط الصفحة، مشيراً إلى أن الشركات الكبرى تحجز أسماء صفحاتها حتى لا تتعرض للسرقة.
وقال إن هناك إمكانية تستخدمها الشركات الكبرى فى حفظ أسمائها على مواقع التواصل، منها تدوين اسمها دون أرقام أو حروف قبله أو بعده، ويمكن للمستخدم الدقيق معرفة الصفحة الأصلية من خلال عنوانها الخاص.
وأشار إلى أن حملة المشير السيسى، المرشح لرئاسة الجمهورية أخفقت فى التواجد على مواقع التواصل، حيث إنها لم تحجز اسم الحملة من البداية، فالصفحة الأصلية ليست بالعنوان المتوقع لها، لكنها بعنوان مضاف إليه أرقام.
وأضاف أن سوق الصفحات لم يعد منتشرا كما كان فى البداية بسبب عزوف المشاركين عن الصفحة بعد تغيير نشاطها إلى جانب سهولة الوصول إلى المعجبين، موضحاً أن سعر الصفحة يساوى ربع عدد الـ «fans» بحيث يساوى سعر الصفحة التى يوجد بها 10 آلاف معجب 2500 جنيه، والصفحة المليونية تساوى ربع مليون جنيه.
وعن طريقة بيع الصفحات قال ثروت، إنها حسب العرض والطلب بين المتعاقدين، مشيراً إلى أن صاحب الصفحة يعرضها للبيع على موقع التواصل ويشترى من يرغب بالاتفاق مع الشات الخاص.
وقالت رباب حسن، مؤسس موقع توظيف مصري، إنها ترى يوميا صفحات تشبه صفحة موقعها على الفيس وتويتر استغلالاً لعدد المعجبين بها، موضحة أنها تبلغ بشكل دائم عن هذه الصفحات لإدارة مواقع التواصل لإغلاقها.
وأضافت أنها سجلت من البداية اسم صفحة الموقع بالشهر العقارى وتوثيقه للتصدى لأى محاولة لسرقة الصفحة أومحاكاتها.