أفادت دراسات أجراها مركز بحوث الصحراء أن مطروح يمكن أن تستغل فى مشروعات زراعية وحيوانية تناسب طبيعة التربة فى الصحراء الغربية والساحل الشمالى.
وقال الدكتور صلاح عبدالعاطى عطية، رئيس قسم تغذية الحيوان بمركز بحوث الصحراء، إن الاعتماد على الشعير المستنبت فى تغذية الأغنام فى الصحراء الغربية والساحل الشمالى يعد حلاً مناسباً لمشكلة نقص الأعلاف فى هذه المنطقة، التى يعتمد البدو فيها على تربية الأغنام البرقى لتصديرها لدول الخليج وليبيا، وتربية البقر لبيعها فى السوق المحلى.
أوضح عبدالعاطى لـ «البورصة» ان تكلفة إنتاج طن العلف التقليدى المستخدم فى تسمين الأغنام والأبقار وصل 810 جنيهات، بينما تبلغ تكلفة إنتاج طن الشعير المستنبت 350 جنيهاً فقط.
وقال عبدالعاطى إن تكلفة إنتاج طن العلف التقليدى اللازم لإنتاج اللبن 1200 جنيه على أساس ان سعر طن سيلاج الذرة الذى يمثل %56 من تكلفة إنتاج طن العلف 400 جنيه، بالإضافة إلى 1800 جنيه سعر طن دريس البرسيم الذى يمثل %22.7، وسعر طن كسب فول الصويا الذى يمثل %20 من تكلفة الإنتاج العلف التقليدى 3050 جنيهاً، بينما لا يتجاوز سعر طن الشعير المستنبت 350 جنيهاً.
وأشار عبدالعاطى إلى أن استهلاك الحيوان من الشعير لإنتاج اللبن يزيد على حجم استهلاكه من العلف التقليدى بمقدار %20، ما يعنى أن كمية اللبن التى يتم إنتاجها بتكلفة 1200 جنيه من العلف التقليدى يمكن إنتاجها بمبلغ 420 جنيهاً باستخدام الشعير المستنبت.
أكد عبدالعاطى أن زراعة فدان بالبرسيم الحجازى لا يتعدى إنتاجه 66 طناً سنوياً ويستهلك نحو 5300 متر مكعب من المياه، بينما يمكن إنتاج 300 طن من الشعير المستنبت من مساحة 50 متراً مربعاً، اعتماداً على 755 متراً مكعباً فقط من المياه.
وأكد عبدالعاطى إمكانية زراعة الشعير فى غرف معزولة فيما يعرف باسم الهيدروبونيك لإنتاج كمية كبيرة من الأعلاف الخضراء التى تتسم بارتفاع نسبة الرطوبة بها وتفضلها الحيوانات فى المناطق الصحراوية الجافة للتخفيف من وطأة الحر بالمنطقة.
ويستغرق إنتاج الشعير المستنبت فترة تتراوح بين 7 و8 أيام من نموها بداخل الصوبة.
وقال إن قيمة الاستثمار فى هذا المشروع يتم استردادها بالكامل بعد 8 أشهر. لكنه يحتاج إلى توعية المستثمرين بأهمية الاستثمار فى هذا النوع من الزراعة لتعميمها فى مشروعاتهم على مستوى الصحارى المصرية.
وقال عبدالعاطى إن مشكلة نقص الأعلاف اللازمة لحيوانات المزرعة فى الصحراء تختلف عن مثيلتها فى الدلتا ووادى النيل لان الحيوانات الرعوية تعتمد على النباتات الصحراوية خاصة فى منطقة الساحل الشمالى الذى يتسم بالجفاف فى فصل الصيف نظراً لأن موسم المطر قصير، نتيجة لذلك يندر وجود الأعلاف الطبيعية اللازمة لتلبية احتياجات الحيوانات الغذائية.
وأشار إلى صعوبة نقل الأعلاف المصنعة إليها نظراً لارتفاع أسعار النقل بما يمثل عبئاً جديدا يضاف لتكلفة تربية وتسمين الحيوانات، كما أن طبيعة التربة فى هذه المناطق لا تسمح بزراعة معظم أنواع محاصيل الأعلاف التقليدية الموجودة فى الدلتا ووادى النيل كما تعانى نقص المياه.
أوضح عبدالعاطى أن تنفيذ مشروع الشعير المستنبت ضمن حزمة مشروعات تنموية يمكن ان يحقق طفرة حقيقية للاستثمار فى محافظة مرسى مطروح، نظراً لأن الرعى المصدر الرئيسى لدخل البدو، والتوسع فيه يحقق لهم الاستقرار الاجتماعى ويضمن أيضا للمستثمرين تنفيذ مشروعاتهم.