بعد عام من تصريحات رئيس الاحتياطى الفيدرالى السابق، بن برنانكى، عن تقليص برنامج التيسير الكمى والتى تسببت فى فزع الأسواق الناشئة، عاد المستثمرون باندفاع إلى الأصول عالية العائدات مما سمح للبنوك المركزية بتخفيف التدابير التى اتخذتها لدعم العملات فى أسوأ موجة بيع.
وخفض البنك المركزى التركى يوم الخميس الماضى من سعر الفائدة الرسمي، ورغم أن هذا التخفيض جاء كمفاجئة، لكن يشعر بعض المحللون بالقلق من أن تكون هذه الخطوة بمثابة محاولة من المركزى لتخفيف الضغوط السياسية قبل الانتخابات، خاصة فى ظل التضخم المتواصل.
وحققت الليرة مكاسب أمام الدولار بنسبة %0.5 عند مستوى 2.0860 ليرة للدولار، رغم انها أضعف بنسبة %11 أمام الدولار عن العام الماضي، رغم أنها صعدت بنسبة %8.5 منذ يناير الماضي.
كما قلص البنك المركزى الروسى من دعمه للروبل الخميس الماضي، وجاء هذا الإعلان بعد ارتفاع الروبل بأكثر من %6 أمام الدولار منذ مارس عندما كثّف المركزى تدخلاته ورفع أسعار الفائدة.
وذكر تقرير لجريدة الفاينانشيال تايمز أن الليرة والروبل ارتفعتا فى سياق موجة صعود واسعة عبر عملات الأسواق الناشئة، ويعود ذلك جزئيا إلى السياسات التى اتبعتها تلك الاقتصادات منذ أزمة العام الماضي، وإلى تقليص العجوزات فى الحساب الجارى فى الدول التى كان ينظر إليها فى السابق على أنها الأكثر عرضة للمخاطر.
وفى ظل عدم وجود أى إشارات من الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى عن متى قد يبدأ فى تضييق السياسة النقدية، عاد المستثمرون الذين هربوا من الأسواق الناشئة العام الماضى إليها بحثاً عن عائدات أعلى.
كما أدت التقلبات المنخفضة عبر فئات أصول الأسواق الناشئة، خاصة أسواق الصرف، إلى جعل تلك الاقتصادات أكثر جاذبية ودفعة عملاتها للأعلى.ويشاع ان البنك المركزى الهندي، الذى تدخل لوقف تراجع الروبية العام الماضي، يشترى دولارات الآن للحد من ارتفاع قيمة العملة، كما يعتقد المتداولون أن البنك المركزى البرازيلى قد يخفض من برنامج مقايضة يدعم الريال. بينما تخشى بعض الدول من تفكيك وسائل دفاعها، فالبنك المركزى لجنوب أفريقيا – الذى مازال يعانى من النمو الضعيف، والتضخم المرتفع، والاضرابات فى المناجم ما يجعل من الصعب تخفيض العجز فى الحساب الجارى – أبقى على أسعار الفائدة كما هى الخميس الماضي.