الاقبال الضعيف يجعل من الصعب على السيسى فرض إصلاحات اقتصادية مؤلمة
فاز رئيس أركان الجيش المصري السابق عبد الفتاح السيسي ، فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية يوم الخميس لكن الاقبال المنخفض هدّد بحرمانه من ولاية قوية يحتاج فيها لإصلاح الاقتصاد و مواجهة التمرد الاسلامى .
ولكن هذا الرقم ألأقل من المتوقع فى الاقبال على الانتخاب أثار تساؤلات حول مصداقية رجل محبوب من قبل أنصاره والموصوف بأنه البطل الذي يمكن أن يحقق الاستقرار.
الرهانات عالية للسيسي في بلد ساعدت الاحتجاجات في الشوارع على اسقاط رئيسين في غضون ثلاث سنوات .
و قدّم السيسى خططا غامضة لمعالجة الاقتصاد ، فى الوقت الذى تعاني فيه مصر من الفساد وارتفاع معدلات البطالة ، و تفاقم اتساع العجز في الميزانية بسبب دعم أسعار الوقود والذى يمكن أن يكلف الدولة نحو 19 مليار دولار في السنة المالية القادمة.
أفاد ” انا بويد ” المحلل الاقتصادى لدى ” اى اتش اس ” فى لندن ” ان الاقبال الضعيف سوف يجعل من الصعب على السيسي فرض إصلاحات اقتصادية مؤلمة مطالب بها من قبل المؤسسات والمستثمرين الدوليين .
هذا ويطالب المستثمرون السيسي بإنهاء دعم الطاقة ، وفرض نظام ضريبي واضح و إعطاء توجيهات بشأن اتجاه أسعار الصرف.
أشارت ” رويترز ” الى أن السيسي يحظى بدعم كبير من القوات المسلحة ووزارة الداخلية ، وكذلك رجال الأعمال الذين ازدهروا وترعرعوا تحت حكم مبارك ولا تزال حتى الان قوتهم المالية مؤثرة للغاية.
كما أن السيسي لديه أيضا دعم المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت ، الذين يرون فى الإخوان المسلمين و ” مرسي ” تهديدا لوجودهم وزعزعة استقرارهم . ولذلك ضخت دول الخليج العربي مليارات الدولارات في مصر للحفاظ على الاقتصاد واقفا على قدميه .
صرح ” محمد زلفة ” عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية أن مصر و المملكة العربية السعودية تعمل معا لمواجهة التهديدات ، سواء داخليا مثل الإخوان مسلم ، أو خارجيا مثل إيران و مؤيديها في المنطقة . وأعتقد ان السعوديين سوف يفعلون كل ما في وسعهم لدعم السيسي الآن .
وقال دبلوماسيون ان المملكة العربية السعودية ملتزمة بمساعدة السيسى في التغلب على ألأزمة في مصر متعهدة بالحفاظ على المساعدات المالية لدعم اقتصاد المنبوذ من قبل السياح والمستثمرين.
ولكن المشاركة الضعيفة تشير الى أن السيسي قد لا يكون لديه تفويض شعبي لاتخاذ اجراءات صارمة لازمة لاستعادة النمو الاقتصادي الصحي ، وتخفيف الفقر والبطالة ، وإنهاء دعم الطاقة.
توقع ” تامر أبو بكر ” رئيس المشرق للبترول ، بأن السيسي سوف يؤجل أي قرارات جريئة في الأشهر الأولى من رئاسته ، ولكن الخطوة لا مفر منها.
يأتى كل ذلك بينما لم تعلّق الولايات المتحدة حليف مصر في الغرب ، حتى الان على فوز السيسي بالرئاسة .