عندما قررت ” الفيفا” في عام 2010 استضافة قطر بطولة كأس العالم في عام 2022، لاقى هذا القرار سخرية شديدة كما ذكرت “سي ان بي سي” في تقرير لها لكن لماذا؟
إن عدد سكان قطر يعد صغيرا وليس لديها تاريخا حافلا أو معروفا في كرة القدم الدولية أو حتى الدوري المحلى، إلى جانب أن البنية التحتية لا تستوعب الحشود الهائلة التي تتحرك خلف الفرق المتبارية.
إضافة إلى ذلك تبلغ درجة الحرارة في الصيف مستوى يصعب تحمله، فيما تحركت الصحف البريطانية على رأسها الجارديان لإتهام قطر باستخدام ثروتها النفطية في رشوة المصوتين بالفيفا للحصول على حق تنظيم كأس العالم.
وبعد أربع سنوات، أوشكت الفيفا على سحب كأس العالم 2022 من قطر، حيث كلفت لجنة موسعة للتحقيق في مزاعم الفساد في التصويت الذي جرى عام 2010.
وحتى قبل الاعلان عن نتائج التحقيقات، اتهمت صحيفة “صنداي تايمز” اللندنية “محمد بن همام” بأنه دفع ملايين من الدولارات رشاوي.
وقد طالب خمسة من الرعاه الستة الرسميين لكأس العالم (أديدس، كوكا كولا، هيونداي، سوني وفيزا) الفيفا علنا بالكشف عن الفساد وعلاجه، وتعد “طيران الامارات” الوحيدة التي لم تنضم للدعوة إلى التحقيق في كيفية فوز قطر بكأس العالم 2022.
وصرح “جورجي راموس” من فريق أخبار الشبكة الرياضية الشهيرة “ESPN” في تغريدة له بأن الفيفا تواصلت مع اتحاد كرة القدم الأمريكي وأوصته بأن تستعد لجنته المنظمة في حال سحب كأس العالم من قطر.
لكن في المقابل فإن تقرير “سي ان بي سي” نوه إلى ان “راموس” حذف تغريدته في حين نفت الجهات المعنية في الولايات المتحدة ذلك.
وكانت صحيفة “صنداى تايمز” قد نشرت مؤخرا ما يمكن وصفه بمقدمة أو توطئة لنتائج التحقيقات التي يقودها فريق للفيفا برئاسة المدعي الأمريكي السابق ” مايكل جارسيا” التي تشير إلى وثائق ورسائل للبريد الألكتروني تبين من خلالها وضع ملايين من الدولارات في حسابات مسؤولين من أفريقيا، فضلا عن 1.7 مليون دولارأخرى لمسؤولين من آسيا.
كما أظهرت تحقيقات فريق “جارسيا” الذي قاد سابقا الفساد الذي طال برنامج الرئيس الأمريكي السابق “جورج دبليو بوش” الخاص بالنفط مقابل الغذاء في العراق إلى حصول نائب رئيس الفيفا السابق “جاك وارنر” على مليون دولار، بجانب ابرام تعاقد للغاز الطبيعي لصالح تايلاند مقابل دعم ملف قطر لكأس العالم.
وأشار تقرير “سي ان بي سي” إلى ان تكنولوجيا تكييف الملاعب التي تباهت قطر بتوظيفها للتغلب على قيظ الصيف لن تجدي نفعا، حيث أنها ستخفض الحرارة لدرجة غير ملائمة للحافظ على صحة اللاعبين، فيما تبقى هناك حاجة لإتمام بناء الكثير من المنشآت اللازمة لإقامة البطولة.
وأعلنت قطر عزمها انشاء 10 استادات بتكلفة أربعة مليارات دولار في البداية، لكن ضغوط الميزانية دفعتها إلى تقليصها لثمانية فقط، فيما تظل هناك حاجة لتوفير عدد كبير من الملاعب الفرعية لتدريب الفرق المشاركة.
ويتكأ التقرير على سبب آخر لسحب حق تنظيم البطولة من قطر، وهو يتعلق بحالة عدم الاستقرار التي طالت العديد من دول الشرق الأوسط لا سيما مصر، ليبيا، تونس، هذا فضلا عن الحرب الدائرة في سوريا، بجانب ما وصفه بالإنتهاكات “الجسيمة” لحقوق العمال الفقراء الذين يشاركون في اقامة المنشآت الرياضية.