الشركة تخاطب «QNB» و«مصر إيران» و«البركة» لاقتراض 50 مليون جنيه لتمويل خطوط الإنتاج
جمال عبدالرحمن: سوق الدواء واعد والاستثمارات الجديدة مرهونة بالاستقرار
50 مليون جنيه مبيعات مستهدفة لـ«جلوبال ميديكال» لتجهيز المستشفيات خلال 2014
الشركة تعتزم تجهيز مستشفى جديد بالتجمع على مساحة 5 آلاف متر
شعبة المستلزمات الطبية تطالب «الصحة» بتعديل قانون المناقصات
تعتزم مجموعة جلوبال للصناعات الدوائية ضخ استثمارات جديدة بقيمة 100 مليون جنيه لإقامة مصنع جديد بمحافظة بنى سويف خلال عامين.
وقال جمال عبدالرحمن، رئيس مجلس إدارة المجموعة فى حوار لـ«البورصة»، إن الشركة انتهت بالفعل من أعمال الإنشاءات والمبانى بتكلفة 54 مليون جنيه مولتها المجموعة ذاتياً، ويتوقف المصنع على تمويل خطوط الإنتاج.
وأعلن عبدالرحمن عن مخاطبة المجموعة لبنوك «QNB» و«مصر إيران» و«البركة» لاقتراض 50 مليون جنيه لتمويل خطوط إنتاج المصنع الجديد، وذلك بعد تحديث دراسة الجدوى التى اعدتها المجموعة فى وقت سابق وعدلتها وفقاً لظروف السوق الجديدة. وفقاً لرئيس «جلوبال جروب» تنتهى المرحلة الأولى للمصنع الجديد «جلوبال فارما» الذى يقع على مساحة 10 آلاف متر مطلع عام 2016، وتبدأ المرحلة الثانية التى رصدت لها المجموعة نحو 100 مليون جنيه أخرى بعد الافتتاح بعامين.
واستطرد قائلاً: جاء اختيار محافظة بنى سويف تحديدا لتميزها عن غيرها فى مجال الاستثمار، خاصة أن الحكومة منحت الاراضى لمستثمرين بالمجان عام 2010 بشرط سرعة تنفيذ المشروعات واثبات الجدية، كما يقل عدد المصانع الدوائية بالمحافظة عكس مدينة العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر المكتظة، إضافة إلى قربها من القاهرة.
وقال إن المرحلة الأولى من المصنع سوف تركز على إنتاج الأشربة والأقراص والكريمات الطبية، فيما سيقام منطقة عقيمة لإنتاج المضادات الحيوية وقطرات العين والامبولات فى المرحلة الثانية من المشروع.
وعزا عبدالرحمن تأخير الإنتاج إلى بداية عام 2016 لتأخر الحصول على القرض البنكى فى ظل حالة عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى التى شهدتها البلاد الفترة الماضية، كما أن استيراد خطوط الإنتاج وترخيصها وإجراء التشغيل التجريب وبدء الانتاج الفعلى يستغرق عاماً ونصف العام على الأقل.
وأشار إلى أن “جلوبال فارما” لديها نحو 41 دواءً لعلاج أمراض الجهاز الهضمى والتنفسى والضغط والقلب والكبد ودواء جديد للسكر يتداول لأول مرة، إضافة إلى 25 مستحضراً تجميلياً و10 أدوية بيطرية.
وأضاف أن الشركة تعتزم تصنيع 8 أدوية لدى الغير بداية العام المقبل فى مصانع الدبيكى والمجموعة المصرية والشفا، مشيراً إلى ان الأدوية المقرر طرحها تتميز بالابتكار وتختلف عن المتوفرة فى السوق من حيث تقليل الآثار الجانبية.
فى سياق متصل، أكد عبدالرحمن أن سوق الدواء المصرى ما زال جاذباً للاستثمار، وهو ما يدفع الشركات إلى التوسع وانشاء مصانع جديدة، قائلاً: تجارة الدواء أفضل استثمار بعد السلاح والسوق المصرى واعد ومبّشر.
قال إن الصناعة المحلية تغطى %95 من احتياجات الدواء على خلاف الصناعات الأخري، رغم ما تواجهه من منافسة شرسة مع الشركات متعددة الجنسيات.
أوضح أن جميع الانشطة الاقتصادية تأثرت بشكل واضح عقب ثورة يناير فيما عدا المواد البترولية والأدوية باعتبارهما سلعاً استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها أو ترشيد الانفاق عليها، متوقعاً زيادة الاستثمارات فى القطاع خلال الفترة المقبلة.
أردف أن ضخ أموال جديدة مرهون بتوافر مناخ استثمارى حقيقى قائم على الاستقرار السياسى والاجتماعى، قائلاً: «الفترة المقبلة سوف تشهد استثمارات كبرى فى القطاع الدوائى خاصة من الدول العربية المحيطة التى تتخذ موقفاً مؤيداً من ثورة 30 يونيو».
أشار إلى أن حجم مبيعات سوق الدواء المحلى المسجلة فى المؤسسات الصيدلانية العالمية بلغ 24.6 مليار خلال العام الماضى 2013، وأن %20 من حجم السوق لا تسجل مبيعاته، متوقعاً نموها %15 خلال العام الجارى، مقابل %11.2 عام 2011.
شدد على ضرورة توجيه الاستثمارات المحلية إلى المجال الصناعى وليس التجارى لانقاذ الوطن، خاصة أن الصناع المحلية سوف تسهم فى الحد من البطالة وزيادة التصدير، وهو ما ينعكس على توافر العملة الأجنبية وزيادة قيمة الجنيه.
ونفى عبدالرحمن إغلاق أى من مصانع الدواء خلال الفترة الماضية، مرجعاً تعثر بعضها أو تراجع إنتاجها إلى فشل إداراتها أولاً، أو تأثرها الشديد بالتسعير المتدنى للدواء وعدم تحريكها منذ سنوات.
أضاف أن صناعة الدواء بشكل خاص تعانى عدة مشاكل تعرقل نموها بشكل طبيعي، خاصة ما يتعلق بقواعد تسجيل الدواء وتسعيره، حيث تواجه الصناعة صعوبة بالغة فى إجراءات تسجيل الأدوية بوزارة الصحة، خاصة فى ظل زيادة عدد الشركات، وطول فترة التسجيل التى تمتد لـ3 سنوات.
وأوضح أن “الصحة” تتيح للشركات تسجيل دواء واحد شهرياً، ما يمثل صعوبة بالغة للشركات التى تسعى إلى زيادة عدد مستحضراتها أو إضافة منتجات مبتكرة إلى السوق، مطالبا وزارة الصحة بسرعة اصدار قرار التسجيل الجديد الذى عرضته على الشركات لابداء ملاحظاتها عليه الفترة الماضية.
وأشار عبدالرحمن إلى أن تسعير الدواء يرتبط بشكل وثيق بالبعد الاجتماعي، وهو ما يجبر وزارة الصحة على عدم اتخاذ قرار بتحريك الأسعار، ويدفع الشركات إلى تقليل الإنتاج للحد من الخسائر.
طالب رئيس “جلوبال جروب” بضرورة دعم وزارة الصحة فرق السعر بين تكلفة الأدوية وسعر بيعها، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل القلب والسكر الضغط والكبد.
قال إن شركات قطاع الأعمال الدوائية تنفق أموالاً ضخمة سنوياً لتلبية حاجة المواطنين من الأدوية، وتتكبد خسائر نتيجة فرق سعر التكلفة والبيع للجمهور، مطالباً الحكومة بضرورة تحرير أسعار الدواء، أو على الأقل دعم الأساسية منها.
وعن الأدوية المغشوشة أوضح عبدالرحمن أن نسبتها لا تتعدى %5 من حجم السوق، مطالباً وزارتى الداخلية والصحة بإحكام الرقابة على الأسواق وتوقيع أشد العقوبة على المتورطين فى تدمير صحة المواطنين.
فى سياق آخر، قال عبدالرحمن، إن “جلوبال جروب” التى تضم شركة «جلوبال ميديكال» وكيل لعدد من المؤسسات العالمية الكبرى على رأسها شركات أجهزة التعقيم والسونار الروسية، وأجهزة متابعة المريض والعلاج الطبيعى الكورية، كما تقوم بدور استشارى لتجهيز المستشفيات والمشاركة فى عمليات التجهيز.
أوضح أن الشركة لا تملك مصنعاً لإنتاج الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتعتمد بشكل اساسى على المنتجات المستوردة بنحو مليون دولار سنوياً.
وأضاف أن الشركة تسعى للاعتماد على الصناعة المحلية وتقليل الاستيراد، كما تسعى إلى فتح اسواق للمنتجات المصرية فى الخارج.
أردف أن الشركة تستهدف تحقيق مبيعات بقيمة 50 مليون جنيه خلال العام الجاري، ومضاعفة نسبة النمو السنوى خلال العام المقبل 2015.
أعلن أن الشركة تعكف على دراسة تجهيز مستشفى كبير على مساحة 5 آلاف متر بالتجمع الخامس أو تقديم الخدمات الاستشارية لها بأفضل العروض المقدمة.
أوضح أن تكلفة تجهيز المستشفى تختلف من مكان لآخر حسب المسافة ونوع الأجهزة، ويبدأ من 4 ملايين جنيه ويصل إلى 100 مليون جنيه فى بعض المستشفيات.
قال إن قطاع الأجهزة الطبية والمستلزمات يعانى بشكل كبير نتيجة الزيادة المستمرة فى أسعار الدولار، ما يضر بالشركات حال التعاقدات الكبيرة، خاصة فيما يتعلق بالمناقصات الحكومية.
أضاف أن وزارة الصحة تتعامل مع الشركات وفقاً لقانون المناقصات الذى يثّبت قيمة المشتريات حتى مع تغير سعر الصرف.
أشار عبدالرحمن، عضو شعبة المستلزمات الطبية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى اعتزام الشعبة مخاطبة وزير الصحة فى الحكومة الجديدة لتعديل بنود قانون المناقصات الحالى.