تحولت سيسلى ماكميلان عمرها 25 سنة موظفة سابقة فى أحد بنوك وول ستريت لايقونة حركة «احتلوا وول ستريت» الشعبية التى انتشرت فى امريكا لمناهضة قوانين الرأسمالية التى تحابى الأثرياء الذين يمثلون 1% من المجتمع على حساب 99% من أبناء الطبقات الوسطى والفقراء بعد الحكم عليها بالسجن 3 اشهر والعمل خمس سنوات فى مركز تدريبى لادانتها بالاعتداء على ضباط شرطة. وتم القبض على ماكميلان أثناء مشاركتها فى مسيرة فى نيويورك تصدت الشرطة حيث لكمت بكوعها ضابط شرطة فى وجهه أمسك بصدرها بحجة محاولة القبض عليها.
وتعتبر الفتاة الأمريكية جزءاً من حركة احتجاجية تدعو إلى احتلال وول ستريت فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية التى بدأت بمسيرة صغيرة فى 17 سبتمبر عام 2011 فى وول ستريت شارك فيها قرابة مائة شخص، واستمرت أعدادهم بالنمو على مدى أسبوع، حتى جاءت الشرطة واعتقلت معظمهم فى 24 سبتمبر بحجة عرقلة حركة المرور. وكانت أهم القضايا التى أثارتها الحركة هى عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والجشع والفساد ونفوذ غير مبرر للشركات على الحكومة ولاسيما من جانب قطاع الخدمات المالية، وشعار حركة «احتلوا وول ستريت» هو أننا نشكل %99 من الشعب، وذلك فى إشارة إلى التفاوت فى الدخل وتوزيع الثروة فى الولايات المتحدة بين الطبقة الأغنى التى تمثل %1 وباقى السكان.
وتجسد حركة «احتلوا وول ستريت» الإحباط الذى أصاب العديد من مواطنى الولايات المتحدة فى ظل المناخ الاقتصادى الحالى فى البلاد فعندما انهار النظام المالى، ارتفعت معدلات البطالة إلى عنان السماء فى حين انخفض متوسط أجور العاملين.
وبدلا من مساءلة المؤسسات المسئولة عن هذا الانهيار، تم إنقاذها بمليارات الدولارات لتعود إلى خلق فرص عمل، ولكنها واصلت تسريح للعمال رغم تحقيق أرباح قياسية ولا تدفع أى ضرائب، والشىء الوحيد الذى كان يزداد هو المكافآت التى يحصل عليها كبار المسئولين فى هذه الشركات.
وقال أندرو روس سوركين فى مقال له بصحيفة نيويورك تايمز إن حركة «احتلوا وول ستريت» لم تكن سوى حالة هوس مؤقتة، ولا يعنى هذا أن الحركة لم يكن لها تأثير، فقد خلقت حواراً وطنياً مهماً حول التفاوت الاقتصادي، ولكن لم يتم سن أى ضوابط تنظيمية جديدة للبنوك أو للشركات ولم يظهر أى ضغط جديد له مغزى من أجل وضع مسئولى وول ستريت وراء القضبان مثل سيسلي.
وقال ناشطو حركة «احتلوا وول ستريت» إن احتجاجات المصريين فى ميدان التحرير 25 يناير 2011 كانت مصدر إلهام لهم.
وانتشرت احتجاجات مماثلة لحركة «احتلوا وول ستريت» فىاليونان وفرنسا واسبانيا والمانيا. كما اندلعت الاحتجاجات بالقرب من حى المال استجابة لدعوة حركة «احتلوا بورصة لندن، لكن عدم تحقيق أهداف الحركات الاحتجاجية إلى الآن يخفى وراءه إمكانية تحولها إلى ثورة عالمية ضد الأثرياء.