تكمن معضلة الصين فى آسيا فى كيفية تحقيق التوازن بين النهضة السلمية مع رغبتها فى فرض المزيد من النفوذ الإقليمي.
وقالت مجلة الإيكونوميست إن رئيس الوزراء الصينى لى كه تشيانج، سعى لتحقيق كلتا الرغبتين حيث قام فى الثالث من يوليو الجارى بزيارة إلى كوريا الجنوبية. بعد عدة أيام من تكرار دعوته لوضع إطارات أمنية جديدة فى آسيا.
أشار رئيس الوزراء فى مؤتمر عقد فى بكين بمناسبة الذكرى 60 لما يسمى «المبادئ الخمسة للتعايش السلمى» إلى أن أساس سياسة الصين عدم التدخل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى خاضت فيه الصين مواجهة مع فيتنام والفلبين فى الأشهر الأخيرة للهيمنة والسيطرة على الجزر والشعاب المرجانية فى بحر الصين الجنوبى.
وتقول الإيكونوميست إنه بعيداً عن هذه المياه الضحلة الخطيرة، اختار «لى» نهجاً آخر لزيادة نفوذ الصين من خلال دعوة مجموعة تتكون من 26 دولة معظمها من آسيا لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا «سى آى سى إيه» لتوفير بدائل أكثر سلمية.
وتهدف الصين أيضاً إلى إنشاء المجموعات الاقتصادية التى يمكن أن تصبح رائدة، مثل بنك الاستثمار الآسيوى للبنية التحتية، وهو بنك جديد متعدد الأطراف لمنافسة بنك التنمية الآسيوي، الذى تهيمن عليه اليابان.
وتعتقد الإيكونوميست أن قلة من الناس يفكرون فى أن الصين تحاول زعزعة آليات الأمن الإقليمى ويقول «دوغلاس بال» لدى مؤسسة كارنيجي، وهى مؤسسة فكرية الكثير من البلدان بما فى ذلك أمريكا، يبحثون عن الترتيبات الجديدة. ولكن وفى الوقت نفسه تحاول الصين زعزعة التحالفات الأمريكية.
واختار رئيس الوزراء الصينى زيارة كوريا الجنوبية قبل زيارة الشمال، لأنها من المفترض أقرب الاصدقاء إلى الصين.
وتنظر رئيسة كوريا الجنوبية «بارك جيون هاى» ورئيس الوزراء الصينى إلى اليابان من منظور واحد إلى اليابان، وانزعج كلا البلدين من تغيرات هذا الاسبوع لدستور اليابان السلمي.
جاء ذلك فى الوقت الذى تجاوزت فيه تجارة كوريا الجنوبية مع الصين العام الماضى تجارتها مع أمريكا واليابان.
ولا يزال قادة الصين لديهم القدرة لإقناع الجيران أن طموحاتهم ليست توسعية. وقال «لى» فى مؤتمر بكين، استعراض العضلات العسكرية يكشف فقط عدم وجود أرضية أخلاقية أو رؤية تعكس القوة الواحدة.