أعطت جانيت يلين، رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى إشارة إلى اتجاه صانعى السياسة الأمريكية لرفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى رفع أسعار الدولار نهاية تعاملات الأسبوع الماضى.
ذكرت الفاينانشيال تايمز أن معظم العملات انخفضت مقابل الدولار عقب حديث يلين الثلاثاء الماضى، مشيرة إلى أنه حال استمرار التحسن الملحوظ فى سوق العمل، فإن سعر الفائدة من المرجح رفعه عاجلاً وبسرعة أكبر مما كان متصوراً فى الوقت الحالى.
ولكنها وازنت الحديث بالتحذير من أن أى انخفاض فى النمو الاقتصادى سيعنى سياسة أكثر تكيفاً للوضع.
ارتفع الدولار %0.7 بعد يومين من شهادتها أمام الكونجرس، ليتم تداوله عند 1.3529 دولار أمام اليورو، وهو الأقوى مقابل اليورو منذ شهر، وشهد ارتفاعاً بنسبة %0.7 أمام الفرنك السويسرى ليسجل 0.8987 فرنك، وأمام الدولار الكندى بـ%0.4 ليسجل 1.0752 دولار كندى وشهد ارتفاعاً أيضاً مقابل أسعار عملات الأسواق الناشئة.
قال ستيف انجلندر، المحلل الاستراتيجى فى سيتى جروب إن السوق محق فى رؤية بعض الخوف من رفع أسعار الفائدة نسبة إلى الماضى والترقب لعدم وجود مفاجآت فى السوق. لكن المحللين فى بنك مورجان ستانلى أشاروا إلى أن شهادة يلين تسلط الضوء على حساسية السوق لتقلبات أسعار الفائدة وتوقيت القرار بالارتفاع الأول.
قال ديريك هالبينى، محلل استراتيجى فى بنك طوكيو ميتسوبيشى إنه يجب أخذ كلام يلين على محمل الجد، من جانب، ومن جانب آخر لابد أن ننظر إلى الأمس كنقطة تحول إلى الاتجاه لرفع الفائدة لأنها مجبرة على الاعتراف بالحقائق فيما يتعلق بسوق العمل.
على الرغم من ذلك، لم يقابل رد الفعل فى أسواق صرف العملات الأجنبية بأى انخفاض فى الاسهم أو أى حركة كبيرة فى عائدات السندات أو أسعار الفائدة، ما يشير إلى أن المستثمرين لا يتوقعون قيام الاحتياطى الفيدرالى برفع أسعار الفائدة حتى بطريقة أسرع من توقعات صانعى السياسة.
أشار انجلندر إلى أن العديد من عملات الأسواق الناشئة تعافت بسرعة مشيراً إلى أن الارتفاع فى الدولار يمكن أن يكون إلى حد كبير لأسباب أخرى.
قال مارك تشاندلر، المحلل الاستراتيجى فى براون براذرز هاريمان إن البعض انتقد الفيدرالى لأنه كان أكثر شفافية ما أعطى شعوراً خاطئاً بالأمان بجانب السهولة لإساءة تسعير المخاطر، مشيرا إلى أن يلين كانت تحاول توصيل حالة من عدم اليقين فى السوق بدلاً من إعطاء أى فكرة جديدة عن السياسة.
ورأى محللون آخرون أن شهادة وتصريحات يلين لا تؤدى إلى المزيد من القوة المطردة فى الدولار.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من رسالة الاحتياطى الفيدرالى المتعلقة بأن سعر الفائدة يمكن أن يظل ثابتاً عند مستواه المنخفض لبعض الوقت أحبط الدولار منذ بداية العام.
و أشار التقرير إلى أن رسالة الفيدرالى قد تفاقم الصعوبات على البنك المركزى الأوروبى للتعامل مع اليورو، ولكنها أيضاً تعطى وقتاً لدول الأسواق الناشئة لالتقاط الانفاس ولبناء نقاط القوة مقابل الضغوط التى من المرجح أن تواجهها عندما يقوم الفيدرالى برفع أسعار الفائدة.