أكّد بنك ستاندرد تشارترد للخدمات المصرفية الخاصة في دراسةٍ حديثةٍ أصدرها بالشراكة مع “كامبدن ويلث للأبحاث”، أن الأفراد من ذوي الثروات الكبرى في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط يعطون الأولوية الكبرى لتنمية أعمالهم التجارية ومن ثم إدارة ثرواتهم الشخصية.
كما كشفت الدراسة أنه في ظل اهتمامهم البالغ بنمو أعمالهم وزيادة حصتها السوقية، ويولي الأفراد من ذوي الثروات الكبرى أهميةً خاصة لخدمة المجتمع، ولكن من خلال إعتماد أساليب مختلفة عن تلك التي ينتهجها نظراؤهم في الدول المتقدّمة.
وقال مايكل بينز، الرئيس العالمي لقطاع عملاء الخدمات المصرفية الخاصة في “بنك ستاندرد تشارترد للخدمات المصرفية الخاصة”: ” يحرص أصحاب الأعمال في الأسواق التي نعمل فيها في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط على دعم القضايا الخيرية والإنسانية التي لها الأثرٌ البالغٌ على المستوى الإجتماعي والإقتصادي، الأمر الذي يتماشى مع وعد علامتنا التجارية “هنا دائماً للأفضل” وأولوياتنا في العمل الوثيق مع المجتمعات المحلية لضمان تحقيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية. ويمتلك البنك تاريخاً حافلا بالعطاء وخدمة المجتمع وذلك في مختلف المناطق التي يتواجد فيها ، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية الهادفة في تلك الأسواق ، أهمها مبادرة “الرؤية هي الإيمان” التي جمعت تبرّعات تزيد قيمتها عن 63 مليون دولار لمساعدة نحو 45 مليون شخصاً كفيفاً حول العالم، بالإضافة إلى برنامج “الهدف “Goal الذي نجح في تأهيل وتطوير المهارات القيادية لأكثر من 86 ألف فتاة. ونحن نتطلّع إلى دعم هذه الشريحة الجديدة من العملاء ذوي الثروات الكبرى في سعيهم إلى صياغة أساليب جديدة وأكثر فائدةً لخدمة المجتمع .”
يساهم نحو 91 % من المشاركين في الدراسة في دعم الأعمال الخيرية بشكل لا يقتصر على التبرّع دفعةً واحدةً، بل يتعداه إلى التعامل مع القضايا بشكلٍ مباشرٍ وتقديم التبرّعات والمساعدات الأسّاسية بإنتظام. وتركّز هذه الفئة من المشاركين على دعم القضايا والبرامج التي لها أثرٌ إجتماعيٌ وإقتصاديٌ وبيئيٌ كبيرٌ على المجتمعات المحلية، وذلك خلافاً لسياسة إنفاق رأس المال التي تنتهجها الدول المتقدّمة في هذا السياق. وقال أحد المشاركين في الدراسة، تعليقاً على الأمر: “لا يهمّني جمع التبرّعات بقدر ما يهمني كيفية العمل على خدمة المجتمع”.
وقال ستيفن ريتشاردز إيفانز، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية الخاصة لـ «ستاندرد تشارترد» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ، في معرض تعليقه على نتائج الدراسة في المنطقة:
“يشكل العمل الخيري جزءاً مهماً من ثقافة شعوب الشرق الأوسط، ويدعم ذلك النصوص الدينية التي تحض على تخصيص جزء من جهد ومال المحسنين – ولو كان يسيراً- لمساعدة المعوزين ، ولذلك فالالتزام بالعمل الخيري هو أمر شخصي بحت لشعوب هذه المنطقة.
وسلط التقرير الضوء على واقع مهم يواجه الشريحة المستهدفة من أصحاب الثروات الكبرى وهو عدم إلمامهم بالدور الذي من الممكن أن تقوم به المصارف الخاصة في دعم أنشطتهم الخيرية. ويحرص بنك ستاندرد تشارترد ، من خلال تاريخه الطويل والممتد لأكثر من 92 عاماً في المنطقة ، إلى مشاركة عملائه أفضل المماراسات العالمية في هذا المجال مصحوبةً بالفهم العميق للسوق المحلي”
أجمع 97 % ممن شملتهم الدراسة على أن التعليم يتصدّر قائمة القضايا المهمة/المهمة جداً في إطار العمل الخيري، وعلى وجه الخصوص اعتبر 65 بالمائة من المستطلعة آراؤهم إلى أن التعليم هو القضية الأكثر أهمية في هذا السياق ، مشيرين إلى الجهود المبذولة من حيث إنشاء المدارس وتقديم المنح الدراسية وغيرها. وجاء في المرتبة الثانية دعم المشاريع الإجتماعية بنسبة 76 بالمائة، تلتها قضية محاربة الفقر بنسبة 74 بالمائة. كما أفاد المشاركون في الدراسة أنّهم حريصون على توفير فرص التدريب الداخلي ضمن شركاتهم وتمويل المشاريع الريادية في أولى مراحل انشائها.