بقلم: بول كاجامه «رئيس رواندا»
وأوهورو كنياتا «رئيس كينيا»
ويورى موسفنى «رئيس أوغندا»
سوف يكون حلم القرن الواحد والعشرين «قرن أفريقى» يتسم بالقوة ومفعماً بالتفاؤل، وهذا الحلم فى طريقه لأن يصبح حقيقة، فمع تجمع مسئولى أفريقيا فى واشنطن لحضور أول قمة أمريكية أفريقية، فمن الجدير أن نقيّم أسس وحدود التقدم فى المنطقة.
وعلى الرغم من أن الصراع والفقر مازالا من أخطر المشكلات فى العديد من بلدان المنطقة الأفريقية، فالقارة ليست فقط أكثر استقراراً من أى وقت مضى، ولكنها تشهد أيضا أسرع معدلات للنمو من أى مكان على هذا الكوكب، وعلى مدار العقد الماضى، انضم عشرات الملايين من المواطنين فى أنحاء أفريقيا إلى الطبقة المتوسطة، كما تتوسع مدننا توسعاً سريعاً، كما أن شعبنا هو الأكثر شبابا فى العالم.
ولكن ينبغى ألا يُسلّم الأفارقة بأن هذا هو زمنهم، فالكلام سهل، وعلى الرغم من الزخم الإيجابى فى القارة، فإننا نعلم بأن التاريخ مليء بالأحلام المهدورة- وأفريقيا خير مثال على هذا الأمر.
ولذا، فهناك الكثير الذى يتعين علينا القيام به فى أفريقيا لاغتنام الفرصة التى لدينا، ويعتبر بناء أسواق شبه إقليمية أكبر وأكثر اندماجا واحداً من أهم المهام التى نواجهها، وبعد كل شىء، بدءاً من الاتحاد الأوروبى إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا حتى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، نرى كيف تستطيع المناطق الجغرافية أن تخلق مناخاً للنمو والرخاء المشترك من خلال إزالة الحواجز أمام التجارة، ومواءمة المعايير التنظيمية، وفتح أسواق للعمل، وتنمية البنية التحتية المشتركة.
وهذه بالفعل هى الرؤية التى نعمل على تحقيقها فى الجزء الخاص بنا فى افريقيا، تحت شعار الممر الشمالى لمشروعات التكامل، وفى الثمانية عشر شهراً الأخيرة، أطلقت كينيا ورواندا وأوغندا وانضمت إليها جنوب افريقيا ومؤخرا إثيوبيا أربعة عشر مشروعا مشتركا من شأنها دمج دول شرق افريقيا على نحو أكثر قوة وأن تجعل المنطقة مكانا أفضل وأسهل لممارسة الأعمال التجارية.
وهناك نتائج ملموسة عمليا، حيث أصدرنا تأشيرة سياحية صالحة لجميع الدول الثلاث، كما أنشأنا منطقة جمركية موحدة، وخففنا الإجراءات الروتينية وأزلنا الحواجز التجارية والتعريفة الجمركية.
وقد تطلب القيام بهذه الخطوات مقاومة عقود من الممارسات الراسخة، فللأسف، اعتادت الحدود القومية عبر أفريقيا أن تكون نقاط اختناق بدلاً من كونها نقاطاً ميسرة للتعاون بين بلدان القارة بشأن التجارة والأمن والعمل والقضايا البيئية، وفى كثير من الأحيان، تتبادل الاقتصادات فى افريقيا السلع وتنسق السياسات فيما بينها على نحو أقل مما تقوم به مع البلدان الأخرى خارج القارة.
ولقد صممنا على تغيير ذلك، وفى إطار مبادرة الممر الشمالى، على سبيل المثال، فقد قبلت كل حكومة من حكوماتنا مسئولية رعاية المشروعات الرئيسية.
فأوغندا تقود تنمية البنية التحتية الإقليمية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، التى ستؤدى إلى القضاء على رسوم التجوال بين بلداننا، وتتولى كينيا مهمة التبادل الإقليمى للسلع، والارتقاء بالموارد البشرية من خلال التعليم والخدمات الاستشارية، وبناء خطوط أنابيب للبترول المكرر والخام، ورواندا مسئولة عن مواءمة قوانين الهجرة وتعزيز حرية الحركة للمواطنين والزائرين.
ولن يتم تحقيق التقدم من خلال بناء نصب تذكارية للساسة أو عقد مؤتمرات، ولكن من خلال تخفيض تكاليف ممارسة الأعمال التجارية ورفع دخل المواطنين.
ويسير الروتين الحكومى ببطء فى بعض الأحيان وذلك لأنه مبرمج لتخريب التغيير، وتم تصميم إطار العمل للممر الشمالى لمشروعات التكامل لتوليد والحفاظ على الإرادة السياسية لإنجاز هذه المشاريع.
وقد كانت الولايات المتحدة دوما شريكا مهماً لبلادنا، ولكن الطريق إلى حل مشاكلنا لن تكون من خلال إعانات دافعى الضرائب الأمريكيين، فنحن فقط، جنبا إلى جنب قطاعنا التجارى قادرون على القيام بهذه المهمة، ونحن نتطلع إلى علاقات طبيعية وأعمق مع الولايات المتحدة، تنصب على ما يمكن أن نفعله معا وليس على ما يمكن أن يفعله الأمريكيون لنا.
إعداد: نهى مكرم
المصدر: موقع بروجكت سينيدكيت