روسيا تعتمد على مصر وتركيا والأرجنتين والبرازيل لاستيراد الأغذية
%25 من سلع التجزئة الروسية مستوردة
يبدو أن رهان بوتين على أن الناس يمكن أن يعيشوا دون «تشاركوتيرى الفرنسى» وجبن لاتفيا بدأ يؤتى ثماره، فقد فرضت روسيا حظراً على استيراد مجموعة من السلع الغذائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والنرويج وكندا واستراليا، من بينها الجبن والسمك ولحم البقر والخنزير والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان وتستهدف القيود جميع الدول التى دعّمت فرض عقوبات أو تدابير عقابية ضد روسيا بسبب أزمة أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم ونشر قوات عسكرية روسية عبر الحدود.
أفاد ناتاليا كولوبيفا، المحلل الاقتصادى لدى بنك «زاو رايفيزن» فى روسيا أن تجار التجزئة فى روسيا بإمكانهم تحويل الأنظار عن امريكا والاتحاد الأوروبى واستيراد المواد الغذائية من أماكن مثل مصر وتركيا والأرجنتين والبرازيل لتحل محل أمريكا والاتحاد الأوروبى.
صرّح أندريه كاربوف، المدير التنفيذى لجمعية شركات البيع بالتجزئة أن السلع المستوردة تمّثل %25 من مبيعات التجزئة فى روسيا ووفقا لبيانات الجمارك الفيدرالية فروسيا استوردت مواداً غذائية ومواداً زراعية خام بقيمة 43.1 مليار دولار تتضمن 36.9 مليار دولار من دول خارج الجمهوريات السوفيتية.
ويعتقد بعض المحللين بأن هذا الحظر يمكن أن يتسبب فى ألم اقتصادى خطير يجبر الجمهور على دفع ثمن ولائهم ووطنيتهم وسوف يشعر بفرض الحظر على المواد الغذائية الطبقة الوسطى من الشعب وخاصة الذين خرجوا إلى شوارع موسكو فى الحركة المناهضة لبوتين فى أواخر 2011 وأوائل عام 2012 كما يحذّر خبراء صناعة الأغذية والاقتصاديين من أن الحظر قد يكون له عواقب وخيمة على الأسعار ومعدّل التضخم فى جميع أنحاء البلاد.
أفاد مسئولون تنفيذيون بأن الصناعات الغذائية حظرت مجموعة واسعة من المكونات والمنتجات الغذائية، ولكن كل من المنتجين وتجار التجزئة قادرين على التكيف بسرعة.
ويعتقد البعض أنه لن تكون هناك قفزة فورية فى الأسعار ومع ذلك يتوقع « فلاديمير تيخوميروف» كبير الاقتصاديين لدى شركة «بى سى اس» فى موسكو ضغوطاً تضخمية إضافية تبدأ فى الفترة من أكتوبر المقبل، وأن العقوبات سوف تضيف نقطة مئوية على الأقل إلى معدل التضخم السنوي. وبناءً على توقعات الحكومة فإن نسبة التضخم قد تتجاوز %8 هذا العام.
تعهدت الحكومة برصد الأسواق والسلع والسيطرة عليها لكن الخبراء يشككون فى هذا العمل فأثناء الأزمة المالية العالمية فى 2008 و2009 حاولت موسكو الحد من أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز الرخيص والسكر ولكنها فشلت.
جاء ذلك فى الوقت الذى تخوض فيه روسيا أسوأ مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها منذ بداية الحرب الباردة على اوكرانيا، حيث تشن القوات الحكومية حملة على معاقل المسلحين الموالين لروسيا فى الشرق واستهدفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الاقتصاد الروسى وتعمل حاليا على توسيع العقوبات عليها.
وذكر مارتن باكوم، استراتيجى الأسواق الناشئة لدى مجموعة «اى ان جى» فى لاهاى أن شركات الأغذية فى تايلاند، والصين، والمنتجين الأفارقة قد يستفيدوا أيضا من هذا التحول فى روسيا.