أكد عبدالحميد محمد، مدير فندق ديزرت لودج بالواحات الداخلة فى محافظة الوادى الجديد، توقف السياحة تماما فى الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة، عقب الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الأخيرة قبل عيد الفطر وأدى إلى مصرع أكثر من 30 من أفراد القوات المسلحة.
أضاف لـ «البورصة» أن نسبة الاشغال فى الفنادق أصبحت «صفر» بعد الحادث بينما وصلت قبل ثورة يناير إلى نحو %100 خلال فصل الشتاء، وحوالى %45 صيفاً، وهى نسبة كافية لتغطية جميع المصاريف اللازمة لتشغيل الفندق وتحقيق هامش ربح مقبول.
طالب عبدالحميد الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لعودة السياحة، تبدأ بتوفير الأمن الذى فقدته الواحات لأول مرة فى تاريخ المحافظة، والترويج لسياحة اليوم الواحد ضمن برامج الوفود السياحية القادمة إلى مصر، وتشجيع السياحة الداخلية بأسعار مخفضة للمجموعات، لافتا إلى انتشار البطالة بصورة غير مسبوقة بين ابناء الواحات بسبب توقف حركة السياحة.
أشار عبدالحميد إلى ضرورة إعادة تشغيل مطار الداخلة الذى اغلق منذ سنوات، وتنشيط سياحة الشارتر داخليا وخارجيا، ووضع الواحات الداخلة على خريطة الطيران الداخلى بين القاهرة والأقصر واسوان، ودعم تذاكرها بحيث لا تتعدى 500 جنيه للفرد لجذب المزيد من السياح إليها.
أوضح مدير الفندق ان تكلفة ايجار الميكروباص اللازم لنقل 10 سائحين من القاهرة إلى الواحات تتراوح بين 1000و1500 جنيه، وتستغرق الرحلة نحو يوم كامل لنقلهم من القاهرة إلى الوادى الجديد، الامر الذى ادى إلى عزوف السياح عن زيارة المنطقة.
طالب عبدالحميد وزير السياحة بسرعة إرسال بعثات ترويجية للسياحة فى الخارج، لاقناع الأجانب بأن الواحات منطقة آمنة، وتبنى برامج ترويج لسياحة السفارى التى تتميز بها الواحات، مشيراً إلى حصول فندقه على لقب احسن فندق بيئى عالميا عام 2008.
أكد مدير الفندق معاناة الأهالى من تعثر النشاط الزراعى الذى يعد المصدر الثانى للدخل فى الواحات، الذى يعتمد عليه اصحاب الفنادق فى سد النقص الكبير فى الدخل الناتج عن توقف حركة السياحة بعد ثورة يناير.
ناشد عبدالحميد محافظ الوادى الجديد التدخل لدى اصحاب المصانع لزيادة سعر استلام طن التمر من 3 إلى 6 آلاف جنيه، لتعويض فارق التكلفة، لافتاً إلى قيام المصنع ببيع طن التمر بعد تعبئته وتجهيزه بسعر يتراوح بين 20 و25 ألف جنيه.
أوضح عبدالحميد ان التمور هى المنتج الرئيسى فى الواحات وان سعر توريد طن التمر للمصنع مازال 3 آلاف جنيه، رغم ارتفاع تكاليف الانتاج بمعدل 50 إلى %60 حيث ارتفع اجر العامل اليومى من 50 إلى 80 جنيهاً، وارتفعت تكلفة حرث الفدان من 150 إلى 350 جنيهاً، ويتراوح سعر شيكارة سماد اليوريا بين 120 و150 جنيهاً مقابل 75 جنيهاً للشيكارة التى يتم صرفها مدعمة على الحيازة الزراعية.
اكد مدير الفندق أهمية فتح اسواق جديدة لتمر الواحات فى القاهرة والمحافظات الكبرى لاستيعاب منتجاتها، واعادة النظر فى طريقة توزيع الاراضى على المستثمرين القادمين من خارج الواحات، الذين يرفضون تشغيل ابناء الواحات، واستبدالهم بالميكنة الحديثة.
أشار عبدالحميد إلى قيام أغلب المستثمرين بزراعة البرسيم الحجازى لتصديره لدول الخليج، علما بان معدل استهلاكه من المياه يعادل محصول الارز الذى تم وقف زراعته فى الواحة لشراهته للمياه، رغم انه الوجبة الرئيسية لأهالى الواحات.