بالطبع.. أنا لا أقصد أى إساءة لزملاء المهنة، كما أرفض أى تدخل للسلطة التنفيذية وممثليها فى ممارسات الصحفيين.. ولكن أنا مع وزير الاستثمار فى طريقة اختيار الزملاء الذين يتولون متابعة أنشطة وزارات أو هيئات اقتصادية.. فمن البديهى أن الصحفى الذى يتابع وزارة ما أو حتى يكتب فى موضوع ما أن يعرف أولاً طبيعة عمل هذه الوزارة وأنشطتها ليقرأ القانون الذى تطبقه ويتابع من خلال الأرشيف ما كتب عنها وعن القضايا المثارة بها.
وللأسف.. هذا لا يحدث إلا نادراً فى بعض المؤسسات الصحفية التى تسعى وتحث محرريها على القراءة والتدريب ونحن فى جريدة «البورصة» نفعل ذلك كل فترة لإيماننا أن رأسمالنا الحقيقى هو المحررون.
ولا تقف الإمكانات المالية للصحف حائلاً دون الاهتمام بالتدريب بقدر تجاهل إدارتها لدورها فى إعداد محرريها مهنياً بما يتناسب مع التخصص الذى يتم تغطيته بل ويبادر العديد من المتخصصين بالتدريب المجانى للصحفيين رغبة منهم فى تدريب أجيال جديدة من المحررين الاقتصاديين أكثر وعياً وفهماً.
فى المقابل، فإن النقابة التى تستنكر تصريحات وزير الاستثمار كان يجب أن يخجل النقيب ويشعر بالخزى والعار، فمهمة التدريب دور أساسى للنقابة ولكنها للأسف لا تفعله، وأن فعلته على مضض يتم دون أية منهجية بل يتم بجهود فردية من بعض الزملاء مثل الزميلة عبير سعدى التى أخذت هذه المهمة على عاتقها لسنوات.. فلماذا لا تعقد «كورسات» تدريب بصفة منتظمة لشباب الصحفيين فى المجالات الاقتصادية والقضائية والزراعية والسياسية؟.
إننا لا نريد من الصحفى أن يكون محاسباً أو سمسار بورصة، ولكن نريده مُطلعاً على دراية بنشاط الوزارة أو الجهة التى يتولى التغطية الصحفية لها.
وكنت أنتظر من السيد نقيب الصحفيين وهو بصدد بيان الاستنكار أن يزعم حتى أن هناك خطة تدريبية أو أنه سيوكل إلى الشعب النوعية بالنقابة أن تقوم بإعداد برامج تدريبية لأعضائها مثل شعبة المحررين الاقتصاديين التى لا يعلم أحد عنها أى شىء.
ولعل ما حدث يجعل النقابة تُصر على ضرورة عقد اختبارات جدية لطالبى عضويتها أو أن تشترط اجتياز دورات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلى ودورة تدريبية فى مجال تخصص الصحفى بجريدته ولا أن يترك الأمر هكذا «سداح مداح» لكل من يريد أن يصبح صحفياً أن يحمل كارنيه نقابة الصحفيين.
هكذا «السمك لبن تمر هندى» الذى أصاب المهنة أفقدها بريقها.. وأصبح كل من «هب ودب» ينتقد الصحفيين ويعيب على سلوكياتهم ومهاراتهم.. وتستطيع النقابة أن تطلب من المجلس الأعلى للصحافة أن يمول برامج تدريبية ممنهجة للصحفيين بحيث يجد الصحفى الذى يرغب العمل فى الاقتصاد برامج خاصة به، وكذلك الصحفى السياسى والعمالى وغيرهما.
فيا سيادة نقيب الصحفيين.. قم بدورك ولا تلقى الناس بالحجارة.. فبيتنا من زجاج.