أشار موقع “سي إن بي سي” إلى بعض التساؤلات التي تثار حول الآثار المترتبة على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وهو الأمر الذي من المقرر أن يتم الاستفتاء عليه في الثامن عشر من سبتمبر الجاري.
ويبحث التقرير الذي أعده الموقع فيما سيحدث لاحتياطيات النفط والغاز المتواجدة في بحر الشمال والتي ستكون محل جدال كبير في حال إذا ما تم التصويت “بنعم” في الاستفتاء، وذلك لأن صناعة النفط والغاز تضم ما يقارب من 450 ألف موظف في المملكة المتحدة، كما أنها ساهمت بحوالي 6.5 مليار جنيه استرليني ( حوالي 10.8 مليار دولار) في ضرائب عام 2012/2013.
وأظهرت تقديرات رابطة “أويل آند جاز- يو كيه” أنه قد تم استخراج ما يزيد عن 40 مليار برميل من النفط والغاز، إلا إنه ما يزال هناك ما يقرب من 24 مليار برميل لم يتم استخراجها.
وتشكل قيمة هذه الاحتياطيات – التي تقدر بما يزيد عن 1.5 تريليون جنيه استرليني – أهمية خاصة بالنسبة للحملة المؤيدة للاستقلال، حيث ترى انها ستساهم في ضمان الاستقرار الاقتصادي والأمني لاسكتلندا، إلا إن هذا الأمر هو موضع تشكيك من قبل مؤيدي عدم الانفصال عن المملكة المتحدة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أكد “أليكس سالموند” زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي على أهمية احتياطيات النفط والغاز بالنسبة لإسكتلندا المستقلة.
وأوضح “سالموند” في مقابلة تلفزيونية أن النفط والغاز ببحر الشمال سيكونان تحت سيطرتهم إلى ما بعد عام 2050، وأضاف قائلاً: “كل بلد أوروبي سيضع عينه على نفط وغاز بحر الشمال، والذي لا يمكن اعتباره أي شيء إلا أصل جوهري لاسكتلندا”.
أما بالنسبة للفئة التي لا تؤيد الانفصال، فإنها تعتبر أن تعليق أمر الانفضال على أهمية احتياطيات النفط والغاز ببحر الشمال استراتيجية عالية المخاطرة للغاية، وذلك لأن تلك الاحتياطيات هي شيء معرض للنضوب في نهاية الأمر بالإضافة إلى أن قيمتها متقلبة، بينما الاستقلال هو أمر مستمر للأبد، والنفط ليس كذلك.
ويعتقد “سمير بريخو” الرئيس التنفيذي لمكتب ” AMEC” بأنه قد يكون للاستقلال تأثير كبير على المستثمرين لأن الاستقلال يؤدي إلى حالة من عدم اليقين، والمستثمرون حول العالم لا يفضلون ذلك الوضع.
واستشهد “سالموند” بتجربة النرويج وغيرها من الدول الغنية بالنفط والغاز لتدعيم وجهة نظره بالنسبة لأهمية النفط والغاز في استقلال اسكتلندا، حيث تمتلك النرويج واحداً من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بقيمة 800 مليار دولار بفضل احتياطيات النفط والغاز لديها.
ووصف “سالموند” النرويج قائلاً: “أصغر حجماً من اسكتلندا، ولكنها تعاملت مع مواردها من النفط والغاز بطريقة أفضل كثيراً عن الإشراف من “ويستمنستر”.
ولكن يرى “أليستير دارلينغ” زعيم الحملة المناهضة للاستقلال أن العجز في اسكتلندا سيجعل إنشاء صندوق للنفط يعتمد بشكل كبير على الأموال المقترضة وزيادة المخاطر، ولا سيما في ظل ارتفاع تكاليف كل من الاستخراج والتنقيب.
ووسط احتدام الجدال والنقاش حول مستقبل النفط والغاز في بحر الشمال، سيحسم قرار اسكتلندا في وقت لاحق من الشهر الحالي ذلك الأمر.