تمر اليوم 13 سبتمبر الذكرى الـ111 لمولد الفنان الكوميدى القدير رياض القصبجى الشهير بــ ” الشاويش عطية ” ، ذلك الممثل الرائع الذى أثرى السينما المصرية بالعديد من الأدوار الخالد باالأبيض والأسود ، والتى لازم أغلبها الفنان إسماعيل ياسين.
في العاشر من الشهر السابع لعام 1902 كان ميلاد رياض القصبجي، واسمه بالكامل رياض محمود حسن القصبجي، نشأ في أسرة متوسطة الحال، بدأ حياته كمسرى بالسكة الحديد، ولأنه كان يعشق الفن والتمثيل، فقد اشترك في جماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا فيها.
خلال هذه الفترة كان المخرج ايلي ابتكمان يستعد لتصوير فيلم «اليد السوداء» عام 1936، فوقع اختياره على رياض القصبجي الذي اشتهر في الملاكمة ورفع الاثقال، فأسند إليه دور البواب الشرير الذي تحوم حوله الشبهات في مقتل أحد الأثرياء في ليلة زفافه، وقد نجح الفيلم نجاحا منقطع النظير.
وكانت القفزة الثانية عندما أسند إليه المخرج ابتكمان الصغير دور الشرير الذي يساعد الدكتور ابراهيم على تهريب الآثار خارج مصر في فيلم «سر الدكتور ابراهيم» عام 1937.
وكان لقائه الثالث بعد ذلك بالمخرج توجو مزراحي في فيلم «على بابا والأربعين حرامي» الذي التقى فيه لأول مرة مع الفنان اسماعيل ياسين عام 1942، واستطاع من خلاله أن يصنع لنفسه وجودا محسوسا من خلال تكوينه وتركيبته الجسمانية الجديدة على غالبية ممثلي أدوار الشر، فطول قامته وضخامة جسده ووجهه العريض الحاد الخشن، كلها مواصفات أعطته هيبة مبدئية تضافرت مع صوته ذي النبرة المميزة، ليصبح ممثلا مميزا بفضل هذه الملامح قبل أن يثبت موهبته.
وفي عام 1953 بدأ رياض القصبجي مشوارا جديدا مع السينما، والتقى مع المخرج صلاح أبو سيف الذي أسند إليه دور «حسب الله» في فيلم «ريا وسكينة»، كان أروع أدواره التي أداها، وكان نجاحه فيه عاملا مشجعا على تقديم أدوار الشر في عشرات الأفلام مثل «قلبي دليلي، قدم الخير، أموال اليتامى، المعلم بلبل، سلطان، ابن الحارة، قطار الليل، رقصة الوداع، ساحر النساء، قاطع طريق، وسمارة».
أدواره التي جسدها كانت دائما جديدة ومبهرة للجميع، أضافت للشاشة حيوية فائقة، ففي سلسلة الأفلام التي حملت اسم اسماعيل ياسين، كان رياض القصبجي هو الشرير الملائم، حيث قدم شكلا من الأداء المتميز من خلال شخصية الشاويش عطية، ارتبطت به وأصبحت علامة مميزة إلى حد بلوغها في كثير من الاحيان درجة الارتباط مع المشاهد الذي كان يذهب إلى دار السينما ومازال بحثا عن بطله الشرير مثلما يذهب لمشاهدة بطله الطيب، مما جعل ثنائي اسماعيل ياسين ورياض القصبجي يحقق اكبر درجة من الانسجام والتنافس الادائي في الوقت نفسه، كما حقق اكبر نجاح تجاري عرفته السينما المصرية لثنائي في هذا الاطار، وكان جمهور السينما يذهب لمشاهدة تلك المباريات الشائقة في الأداء بين هذا الثنائي باعتبارهما، أي الطيب والشرير، هما الساقان اللذان يقف عليهما الفيلم، من دون أحدهما يسقط الآخر.
حياته العائلية
وبقدر ما كان رياض القصبجي شريرا على الشاشة السينمائية، كان عطوفا على أسرته، تزوج أربع مرات، وكانت احداهن إيطالية تصادف وجودها في مصر بصحبة أسرتها للاستجمام. والطريف في هذا الزواج أنه لم يستمر أكثر من عام واحد فقط، وكانت آخر زوجة عاش معها حتى وفاته هي السيدة سعاد التي أنجب منها ابنه الوحيد فتحي. إن زعيم الشر الدموي الطيب رياض القصبجي الذي رحل عن دنيانا في الثالث والعشرين من شهر ابريل عام 1963، بعد رحلة كفاح انتهت بمأساة، لاتزال اعماله محفورة في اذهان الجماهير حتى الآن.
اونا