المكتبة تقف ساقا بساق أمام مكتبة الكونجرس.. وهناك إعتراف دوليا بها
ميزانية المكتبة تقدر بأقل من 1 % من ميزانية الجامعات
إصلاح التعليم يبدأ بناظر المدرسة.. وينتهي بالمدرس
الرئيس السيسي لا يستطيع شد الدولة وحده
أول مراحل القضاء علي الفقر وصول الدعم لمستحقيه
العمل 12 ساعة وجدية بالعمل حلول الخروج من الفقر
سوزان مبارك لها الفضل الأكبر في مشروع قيام مكتبة الإسكندرية
البيروقراطية هي الأزمة الكبرى في مصر
25 يناير ثورة جيل الشباب.. و30 يونيو انتفاضة شعبية
قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، في حواره ببرنامج “مساء الخير”، الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية “سي بي سي تو”، إن المكتبة تتبع رئيس الجمهورية مباشرة، وفي لحظة الثورة وقف المصريين يدا بيد أمامها وحموها، موضحا أن في هذا الوقت حدث هجوم على مؤسسات الدولة وتم حرقها.
وشدد سراج الدين على أن هذا يوضح كون الجمهور مقدرا لدور المكتبة، مشيرا إلى أنها من أكثر المؤسسات الثقافية التي يأتي لها زوار، وهم حوالي مليون زائر سنويا، ويزور موقعها الإلكتروني مليار زائر في السنة، منهم 44 % منها من داخل مصر، الأمر الذي يثبت أن هناك مصريين يرون هذا الموقع.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية أن :”هي من المؤسسات المصرية القليلة المعترف بها في ذروة المهام، وتقف ساقا بساق أمام مكتبة الكونجرس، ونقوم بعمل مشروعات مشتركة سويا، وهناك إعترافا دوليا بدور المكتبة، وأيضا المكتبة الفرنسية أهدت للمكتبة 500 ألف كتاب، ومن هولاندا 430 ألف كتاب، بالرغم من هذه الهدايا لم تعطى لدول أخرى، وأيضا الغرب منبهر من الانجازات التي قمنا بها منذ 2002، بالإضافة لأن هذا 100 % إنجاز محلي، ولم تأتي بأحد لعمل هذه الانجازات”.
وأشار إلى أن :”دوري هو المساعدة، والانجازات التي حدثت بسبب الشباب الذي يعمل، حيث أن متوسط السن 30 سنة، ويعمل بها 2300 شخص، ولدينا 15 مركز بحثي، و19 متحف ومعرض دائم، وهناك ايضا مركز مؤتمرات وقبة سماوية، ونحن اول من قام في العرب بعمل أفلام في القبة السماوية، وهناك انجازات كثيرة من هذا النوع”.
واستكمل سراج الدين :”مكتبة الإسكندرية أثببت أنها مؤسسة قومية بمعنى الكلمة، ومرينا بثلاثة أنظمة، وهم المجلس العسكري ونظام محمد مرسي الذي قابل مجلس الأمناء وحضر الجلسة الأولى وكتب خطاب جميل عن المكتبة، وايضا عدلي منصور الذي قابل مجلس الأمناء، وقريبا في أبريل القادم سيقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي مجلس الأمناء، وهناك 5 رؤساء أمناء في المكتبة”.
وحول تواصل مرسي والإخوان مع المكتبة، صرح :”المكتبة مفتوحة أمام كل التيارت الفكرية منذ قبل الثورة وحتى الآن، وفي فترة حكم مرسي ألتقين به مرة واحدة، قبل ترأسه بمجلس الأمناء، في قصر الرئاسة، ودار حوار بيننا حول المكتبة وانجازاتها، ويعتبر حوار تعريفي ليس أكثر، وكان هناك خالد علم الدين مستشار مرسي جاء المكتبة وحضر عدد من الندوات في قضايا البيئة، ولكن لم يكن هناك تداخل مباشر، والمكتبة تسير بشكل مستقل ولها حرية كبيرة في تنظيم الندوات تحت توجيه مجلس الأمناء وليس الرئاسة، والرئيس هو من يرأس مجلس الأمناء”.
واستطرد قائلا :”القضية أني بدأت المكتبة بـ50 موظف، وتم بناءها وتأسيسها بنشاطات معينة، ومعيار النجاح هو حكم العالم الخارجي على هذا الانجاز المصري، ومجلس الأمناء هو من يختار رئيس المكتبة لمدة خمسة سنوات، والمؤسسة تنتقل في المرحلة القادمة بقيادة مشتركة للمكتبة، ويأخذون مسؤوليات أكثر، وعقدي مستمر حتى 2016، ولا يهمني المناصب الدولة، وأستقلت منها بسبب المكتبة، لان فكرة إحياءها في ظروف مصر فيها دولة نامية كان تحدي بالنسبة لي، وسعيد جدا بهذه الفرصة، وشرفت بأن أعمل مع الشباب المصري، وأجمل لحظة في حياتي عندما أرى مئات الالاف من المتظاهرين وأمسكوا يدهم بيد وحموا المكتبة، الأمر الذي بين أن الشباب المصري هو من عمل في المكتبة وهو من حماها”.
وحول الإنفاق على المكتبة، صرح :”من الحكومة المصرية، فنحن نقدم موازنة وتوافق الحكومة عليها، ونأتي بجزء من الموارد عن طريق تمويل مشروعات معينة، ولكن حوالي 80 % من الدولة، وتقدر بأقل من 1 % من ميزانية الجامعات وهي حوالي 200 مليون جنيه سنويا، ومع هذا المكتبة عملت صيت عالمي لمصر وانجازات حقيقية، ومرتب مدير المكتبة هو الحد الأقصى للأجور، وقبلها كنت متبرع بجزء كبير من راتبي للمكتبة”.
وقال :”هناك مطعم واحد داخل المكتبة، وهناك كافيتريا ببدروم مركز المؤتمرات، وهذا بهدف مساعدة الرواد وكنوع من الخدمات وليس فكر استثماري، لأن الزوار كثر، ولا يوجد أي شخص يفهم في العمارة اعترض على هذه الأعمال”.
وحول رؤيته في التعليم وتطويره، أوضح :”أتواصل مع وزارة التعليم والجامعات المصرية حول هذا الأمر، لأن لدينا جامعات محرومة، ونقوم بعمل مركز تابع بالمكتبة، وذلك لإتاحة المادة، ولكن لدينا مشكلة أساسية في التعليمن وهي حدوث انفصام تام بالجودة، والبداية هي من ناظر المدرسة، لانه لو كان جيد سيقوم بعمل رائع، ولو كان فاسد فالمدرس الجيد لن يستطيع العمل، وهؤلاء عددهم قليل، والأمر الثاني هم الموجهين والمشرفين، ثم الأداة الإدارية والفنية، وعمل إشراك للأهالي في هذا الأمر، وايضا تغيير المناهج التي هي مبنية على التلقين، وهناك تطورات كثيرة حدثت في مفهوم التعليم نفسه، والثورة الالكترونية، وختاما بتدريب المدرسين أنفسهم على التنفيذ في هذا الإطار، ولو تم البدء بخمسة الاف مدرسة سنغطي بعد 10 سنوات 50 ألف مدرسة”.
وأضاف :”المباني التعليمية والمواصلات ايضا جزء من الصورة، وهناك عدد يتسرب من الشباب من العملية التعليمية، ناهيك عن الأمية، وهذا التعليم دون الجامعي، وهناك مفوم هام وواسع للثقافة وهي الثقافة العلمية لأنها منهج للفهم، والانفتاح الفكري والعقلي تجاه كل ما هو جديد، وهو يجعل تواصل مع العلم والمعرفة وهذا يجنى في الأطفال منذ صغرهم، ونجعلهم يحتكموا للادلة والأرقام، وعندما ننظر مصر كم تصرف بالنسبة للطالب سنجد انها قليلة جدا، ويجب أن تزيد، بغض النظر عن التعليم الذي يحدث، ومن الممكن عمل تأثير لو تم الصرف في مناطق معينة، وهذا جزء كبير من عملية التنمية، وهي مشاركة الناس في بؤر ليتفاعلوا معها، ويحدث تطوير عن طريقها”.
وشدد على أن :”السيسي لا يستطيع شد الدولة وحده، ومن العبقرية فتح صندوق لقناة السويس للمصريين، وأفضل نموذج في التعليم هو كوريا وسنغافورة، حيث حدث تركيز على التعليم، لدرجة أن أي ترتيب في انجازات الطلبة سنجد لهم طلاب، وهذا بسبب الانضباط في المدارس وعمل مناهج عصرية وأهالي مهتمة بالتعليم، والأهالي ليسوا مهتمين بالتعليم بل بالشهادة”.
وفيما يتعلق بالفقر، قال إسماعيل سراج الدين :”أول مراحل القضاء عليه هو وصول الدعم لمستحقيه، ولو لم تكن السياسيات العامة للنمو الاقتصادي كبيرة فالوضع سيستمر، لأن الفقراء أضعف ناس في المجتمع وبالتالي فرصتهم تاتي عندما يكون هناك معدلات كبيرة للنمو، ويجب التركيز على القوة البشرية، ويجب أن يكون هناك عمل 12 ساعة، وجدية بالعمل، وشعور بانتماء حقيقي، وأنا لدي ثقة متناهية في الشباب المصري، وهناك أزمة كبرى وهي البيروقراطية المصرية، لأنه لا يوجد مواطن لم يعاني من هذا، والمشروعات القومية الكبرى ستضيع بسبب هذا الامر، ويجب أن نضمن أن تدخل المشروعات في جميع المجتمع”.
وأكد :”من الممكن أن نقوم بتنفيذ تقسيم المحافظات، لأننا لسنا دولة فيدرالية أصلا، ومن الممكن أن يفيدنا إداريا، وقابلة للتنفيذ”، موضحا أن :”الإنترنت به انفتاح للدول كلها، وهذا يؤدي إلى رغبة في منع ما يراها الحكام في روسيا هجوم عليهم، وايضا هناك رأي أخر، وهو أن الواقع يتغير سريعا في هذا الأمر”.
وتحدث عن نفسه، قائلا :”لم أنتمي لأي حزب سياسي من قبل، ولكني حضرت مع الحزب الوطني من قبل إجتماعا وحيدا وحضر معي شخصيات ثقافية أخرى، وسوزان مبارك لها الفضل الأكبر في مشروع قيام مكتبة الإسكندرية كما هي الآن، ورفضت أن يتم تعيني بقرار جمهوري حتى لا يتحول المنصب لسياسي، وطلبت أن يكون تعييني عن طريق مجلس الأمناء”.
وتابع قوله :”تركت مناصبي الدولة لبناء هذه المؤسسة، ولو تركتها ستكون عرضه لما تم وانجز أن ينهار، ولكن حافظنا عليها، وفترة الغليان ضدي انتهت بدون أن نجرح أحد، وذلك عن طريق الحوار، والأمور الآن طبيعية، وأستمرينا في العمل من اليوم الأول حتى النهاية، وهناك فترة بعض الزملاء تخطوا اللياقة ولكن دائما أقول إن هناك خلافات في كل أسرة، وأسرة المكتبة مستمرة”.
وحول رؤيته لـ 25 يناير، صرح :”أراها ثورة عبرت عن جيل من الشباب يريد أن يصنع قراره بيده، ولا أظن إنها مؤامرة، لأنه لا أحد لديه القدرة على تحريك عشرات الملايين من الناس، و30 يونيو انتفاضة شعبية غير معقولة، ولا أحد يستطيع تحريكهم إلا لو أرادوا هذا”.