«جنوب صحراء أفريقيا» موطن لأكثر من ربع مرضى سوء التغذية فى العالم
أوضح أحدث تقرير سنوى للأمم المتحدة حول الجوع والأمن الغذائى التحديات التى تواجه قارة أفريقيا رغم التحسن خلال الفترة الماضية فى النمو الاقتصادى والتطور السياسى الذى تشهده القارة.
وأشار التقرير الصادر عن منظمة «الفاو»، والصندوق الدولى للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمى إلى انعدام الأمن الغذائى فى العالم، واستمرار تراجع الجياع مع انخفاض أعداد من يعانون من نقص التغذية من 840 مليونا فى 2010 إلى 805 ملايين عام 2014.
ومع ذلك ، ارتفع عدد الجياع فى القارة السمراء من 217 إلى 227 مليونا فى نفس الفترة، وأصبحت أفريقيا جنوب الصحراء أو ما تعرف بـ «أفريقيا السوداء» موطناً لأكثر من ربع من يعانون من نقص التغذية فى العالم.
وأشار التقرير – حسبما ورد فى جريدة «الفاينانشيال تايمز» – إلى التقدم نحو الأهداف الدولية للجوع، خاصة فى دول جنوب الصحراء، ولكن لايزال واحد من كل أربعة يعانون من سوء التغذية، وهو أعلى معدل فى أى منطقة بالعالم، وذلك فى الوقت الذى تراجع الفقر والجوع بأقل من %5 فى شمال أفريقيا.
ورغم الالتزام السياسى لتعزيز الأمن الغذائى والنمو الاقتصادى القوى وإحباط الجهود المبذولة لمكافحة الجوع فى العديد من البلدان، إلا ان العديد من دول القارة مازالت تفتقر إلى السلام والاستقرار.
وأدى التقلب السياسى والعنف فى كثير من الأحيان إلى تفاقم الآثار وتغير المناخ، وانعكس ذلك على المزارع وأصحاب الدخول المنخفضة.
ورسم تقرير منظمة الأغذية والزراعة صورة قاتمة لأفريقيا وأن توافر الغذاء فى جنوب الصحراء الكبرى مازال التحدى الأكبر رغم التحسن الملحوظ فى الحصول على الغذاء بالبلدان التى شهدت تقدماً اقتصادياً مرتفعاً، مثل شرق وجنوب شرق آسيا.
وأضافت المنظمة أن توافر الغذاء كان محدودا بسبب التأثرة بتباطؤ نمو الدخل، ومعدلات الفقر العالية، بالإضافة إلى البنية التحتية المحدودة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تلقى بنك التنمية الآسيوى دعوات متزايدة لإعادة التفكير جذريا فى طريقة قياس الفقر، بحجة أن عدد الفقراء فى آسيا من الممكن أن يقفز إلى أكثر من مليار حال استخدام معايير أكثر واقعية.
وأوضح البنك أن تدابير الفقر فشلت فى مراعاة انعدام الأمن الغذائى والتعرض للصدمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، وأن قائمة «خط الفقر» المستخدمة من قبل الحكومات والمنظمات المتعددة الأطراف كانت بعيدة و منخفضة للغاية، وأن 1.25 دولار فى اليوم لا تكفى للحفاظ على الحد الأدنى من الرعاية فى أجزاء كثيرة من المناطق.
وأضاف البنك أن عدد الفقراء فى آسيا سوف يرتفع من 473 مليوناً إلى 1.5 مليار عام 2015 بسبب الارتفاع السريع فى أسعار المواد الغذائية والتعرض للصدمات الاقتصادية، وهو ما قد يؤدى إلى تزايد نسبة الفقر فى آسيا أيضاً، التى كانت مؤشراً حيوياً فى التنمية الاقتصادية العالمية.