عودة الاستثمارات العربية والأجنبية تزيد من تأثر السوق بالأحداث العالمية والإقليمية
خلقت حالة الارتباط بين اداء البورصة المصرية مع البورصات العربية والاجنبية منذ بداية الاسبوع وحتى جلسة أمس، العديد من التساؤلات حول عودة السوق المصرى لتتبع خطى الأسواق الخارجية كما اعتاد قبل ثورة يناير 2011، والتى فصلته طوال العامين الماضيين عن المحيط الخارجى.
قال محمد سعد، محلل الأسواق العربية بشركة «النعيم المالية القابضة» إنه مع عودة استثمارات العرب والأجانب بقوة للسوق المصرى عقب تعافى الاضطرابات السياسة والاقتصادية فى البلاد، أصبح من المنطقى أن يعاود السوق المصرى تتبع اداء الأسواق الخارجية خاصة فى حالات الهبوط أو الصعود الحادة.
ووصف سعد ارتباط أسواق المال ببعضها البعض، بحال الأسهم القيادية وتأثيرها على باقى الأسهم المتوسطة والصغيرة، مشيراً الى نفس الوضع بالنسبة للأسواق العالمية أو الكبيرة عندما تشهد حالات هبوط أو صعود قوياً سريعاً ما تنتقل الى الأسواق الناشئة، الا اذا كانت بعض هذه الأسواق تواجه مشكل داخلية تجعلها فى معزل عن تلك الارتباطات، وهو ما شهده السوق المصرى خلال فترة الثورة، لذا فانه مع استقرار الاوضاع ستعود البورصة المصرية مجدداً فى تتبع الأسواق الخارجية.
توقع سعد أن يتأثر أداء جميع البورصات الأجنبية والعربية فى جلسات نهاية الاسبوع الجارى ومطلع الاسبوع القادم بالكلمة المرتقب القاؤها من قبل رئيس الاتحاد الاوروبى يومى الخميس والجمعة القادمين، ما سيحدد اتجاه السوق المصرى فى اولى جلسات الاسبوع المقبل.
أضاف أنه ضمن أبرز اسباب تراجع السوق المصرى بشكل كبير مع تراجعات الاسواق العربية والعالمية، ان المستثمرين العرب والاجانب يسارعون بالبيع فى البورصة المصرية عند تراجع اسواقهم لدعم مراكزهم المالية فيها، ما يؤثر سلباً على السوق المصرى.
يرى أيضاً، أحمد ابو حسين العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «القاهرة الماليه القابضة» ان ثورة يناير قد اثرت سلباً على السوق المصرى وجعلته سوقاً طارداً للاجانب والعرب، الا ان الاستقرار النسبى الذى شهدته البلاد ادى الى عودتهم مرة أخري، وبالتالى سيعاود السوق المصرى الارتباط بالاسواق العالمية والعربية فى حالة وقوع اخبار مؤثرة .
لفت الى أن تراجع السوق الامريكى بصورة عنيفة خلال الجلسات الماضية انتقلت الى الاسواق الاوروبية ثم الاسواق العربية، ادت الى تخارج الاجانب والعرب من السوق المصرى حيث انتقلت حاله الخوف والقلق لدى المستثمرين المصريين .
واشار ابو حسين الى ان العديد من العوامل اثرت على هبوط السوق خلال الثلاث جلسات الماضية ابرزها خروج الاجانب من الاسهم الكبرى بالسوق واغلاقات المارجن التى كان لها حصة مؤثرة هى الاخرى فى هبوط السوق.
فيما استبعد خالد عبد الرحمن العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «التجارى الدولى» لتداول الاوراق المالية ان تكون موجة التراجعات التى شهدها السوق المصرى خلال الايام الماضية بمثابة اعلان عن عودة حالة الارتباط بين أداء بورصة مصر ونظيراتها فى امريكا واوروبا والدول العربية، لافتا الى تأثر البورصة المصرية بأحداث العنف التى تشهدها الجامعات على مدار الايام الماضية بالاضافة التى اتجاه العديد من شركات تداول الاوراق المالية الى تصفية حسابات الشراء بالهامش.
وقال محمد فتح الله، العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «التوفيق» لتداول الاوراق المالية ان امريكا قوة اقتصادية عالمية فمن الطبيعى ان تتأثر بها الاسواق الأوروبية والعربية لكنها تتفاوت فى درجات التأثير نظرا لاختلاف معامل الارتباط بالسوق الامريكي.
وتوقع فتح الله ان يعاود السوق المصرى الصعود مرة اخرى خلال الفتره القادمة خاصة ان مصر اقتربت من اكتمال مؤسساتها فبمجرد اجراء الانتخابات التشريعية وعقد مؤتمر المانحين فى فبراير القادم سيرفع من شأن السوق المصرى ويزيد من حالة الاستقرار بالبلاد.
يذكر ان السوق المصرى شهد نزيفاً حاداً بانخفاض %4 خلال الأحد الماضى تأثراً بالتراجع الحاد للاسواق العربية خلال هذه الجلسة، قبل أن تعاود التماسك أمس الأول مع ارتداد الاسواق العربية لاعلى، الا أنها سريعاً ما تراجعت أمس بنسبة %2.6 بمجرد عودة غالبية الاسواق العربية للهبوط .
كتب: شيماء تركى
محمود هاشم