نرصد تفاوتاً كبيراً فى أسعار العقاقير الأجنبية بالصيدليات فى غياب «البدائل»
زين العابدين: %15 من المستورد مهرب ولا يخضع لتسعير «الصحة»
أعلنت نقابة الصيادلة عن ارتفاع عدد الأدوية المستوردة فى الصيدليات المصرية إلى %25 من إجمالى المتداولة مقابل %7 فقط خلال السنوات الماضية.
ويبلغ عدد الأدوية المسجلة فى إدارة الصيدلة بوزارة الصحة نحو 13 ألف يتداول منها 9 آلاف تنتج الشركات المحلية منها %75، بحسب عبدالله زين العابدين، أمين عام النقابة.
وفى جولة لـ «البورصة» بعدد من الصيدليات لرصد تأثير ارتفاع نسبة الأدوية المستوردة على توافر الدواء، كشفت عن تفاوت شديد فى أسعار الأدوية الأجنبية من صيدلية إلى أخري، إضافة إلى اختفاء عدد من الأدوية المستوردة المسجلة فى وزارة الصحة -خاصة التى ليس لها بدائل محلية – لصالح أدوية مستوردة أخرى تتجاوز أسعارها 4 أضعاف.
وأظهرت الجولة النقص الحاد فى أدوية وحقن «تنشيط الحمل» وتفاوت أسعارها بشكل كبير فى الأماكن القليلة التى تتواجد فيها، خاصة «برجينل 5000» التى تشهد نقصاً شديداً وتختلف أسعارها بين 30 و35 و40 جنيها فى الصيدليات القليلة التى تتواجد فيها، إضافة إلى توفر بديل تنتجه ذات الشركة الهولندية يتراوح سعره بين 120 و130 و140 جنيها.
وقال عدد من الصيادلة، إن تفاوت الأسعار لم يقتصر على أدوية تنشيط الحمل، ولكن امتد إلى أدوية أخرى منها «باندول داي» الذى يتراوح سعره بين 40 و45 جنيها، و«اوميجا تربل» بين 100 و130، و«سنترام» من 130 إلى 200 جنيه.
وعزا صيادلة تفاوت الأسعار إلى اختلاف المورد، خاصة أن هذه الأدوية غير مسجلة فى وزارة الصحة ولا تحكمها أسعار الا أنها ضرورية لعدم توفر البديل.
وقالوا إن بعض الصيدليات تضطر إلى شراء الأدوية المهربة التى تفاقمت بعد ارتفاع سعر الدولار الذى دفع بعض الشركات إلى التوقف عن استيراد بعض الأدوية نظرا لارتفاع تكلفتها وثبات أسعارها.
من جانبه عزا عبدالله زين العابدين، أمين عام نقابة الصيادلة، نقص بعض الأدوية المستوردة إلى ارتفاع فاتورة الاستيراد وثبات أسعارها فى مصر، ما يدفع الشركات للتوقف عن استيراد تلك الادوية ويضطر الصيادلة للحصول على بدائل غير مسجلة مما خلق أزمة الأدوية المهربة التى تجاوزت %15 من حجم المتداولة فى السوق.
وقال زين العابدين: «بعض الصيدليات تستغل المرضى وتقترح عليه الأدوية المستوردة أو المهربة وتقنعه باحتوائها على مادة فعالة افضل وهذا غير صحيح»، مضيفا أن بعض الصيدليات تستغل توافر الأدوية غير المسجلة للاستفادة من فروقات الأسعار.
وطالب أمين عام النقابة، وزارة الصحة بضرورة التعاون مع وزارة التموين لمواجهة الأدوية المهربة التى تحوى فى بعض الأحيان أدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية وبيعها للمريض مستغلة عدم ثقته فى الدواء المصري.
يأتى ذلك فيما قال محيى حافظ، رئيس شعبة الأدوية بغرفة صناعة الدواء، إن الأدوية المستوردة والمسجلة فى وزارة الصحة متوفرة وأسعارها ثابتة وإن الأسعار المتفاوتة للمستحضرات ترجع إلى اتجاه الصيدليات إلى الاعتماد على الأدوية المهربة.
وعزا نقص بعض الأدوية المستوردة إلى ارتفاع العملات الأجنبية أمام الجنيه وثبات أسعار المسجلة منها فى وزارة الصحة، مما يدفع الشركات إلى الحد من الاستيراد.
وأوضح أن هناك بدائل محلية لبعض الأدوية المستوردة، الا أن المريض المصرى يثق فى الأجنبية.
وقال رئيس شعبة الأدوية، إن سوق الدواء المصرى يحوى كماً كبيراً من الأدوية المهربة، وإن وزارة الصحة لا تستطيع احكام سيطرتها فى ظل العجز فى أعداد المفتشين.
كتب: فاطمة حسن
اسلام زكى