أصبح نقص المياه أزمة فى «ساو باولو» خلال الأسبوعين الماضيين، وتسعى أكبر مدينة فى أمريكا الجنوبية لمواجهة أسوأ موجة جفاف منذ 80 عاماً، والتى جاءت فى وقت تسعى فيه رئيسة البرازيل إلى اقناع شعبها بإعادة انتخابها مرة ثانية. واضطرت الشرطة لتسيير دوريات حراسة لشاحنات تحمل المياه للمناطق الاكثر تضررا بعد تكرار واقعة اختطافها من قبل المواطنين فيما يمكن تسميته « حرب الجراكن ».
ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز، أن المدارس والمراكز الصحية اضطرت للإغلاق فى وقت مبكر، وقام رجال الشرطة بالاشراف على شاحنات المياه التى تحمل امدادات طارئة بعد قيام السكان البائسين باختطافها.
أفاد محللون بأن الجفاف دمر بالفعل محاصيل البن والسكر فى البرازيل وضرب بعض الشركات، ويمكن أن يضعف الحزب الديمقراطى الاجتماعى قبل انهاء الانتخابات الرئاسية والذى سوف يخوض معركة قاتلة يوم الأحد المقبل.
أشار ماركو تيكسيرا، أستاذ العلوم السياسية لدى معهد الأبحاث البرازيلية إلى أن الحديث عن الجفاف سوف يسيطر على نقاش الانتخابات الرئاسية، وسوف يخلق جواً من عدم الاستقرار.
جاء ذلك فى الوقت الذى كان من المفترض أن بدأ فيه موسم الأمطار فى البرازيل بداية الشهر الجارى لتقديم الإغاثة فى الوقت المناسب.
جاء ذلك فى الوقت الذى فقدت فيه الخزانات الرئيسية فى ساو باولو، %4 من طاقتها الأسبوع الماضى.
تتوقع وسائل الإعلام المحلية أن 70 مدينة فى ولاية ساو باولو تعانى نقص المياه، واشارت مرافق المياه البرازيلية إلى عدم وجود حصص مياه تعمل على تقنين الوضع الراهن فى أى مكان فى المنطقة.
أدى انخفاض ضغط المياه إلى التأثير على المناطق المرتفعة وهو الأمر الذى يهدد بتقويض فرصة لاسيو نيفيس، مرشح المعارضة الذى سوف يخوض معركة حاسمة الأسبوع القادم مع ديلما روسيف، رئيسة البرازيل الحالية والتى أفادت بأن عدم وجود تخطيط أدى إلى نقص المياه الرهيب فى المدينة.
أوضح خوسيه كارلوس ميرزاوى لدى جامعة ساو باولو، أن الحكومة بجميع مستوياتها مسئولة عن عدم كفاية الاستثمارات وسوء التخطيط العمرانى فى معالجة مياه الصرف الصحى العام الجارى، وأضاف أن مياه الصرف الصحى والقمامة ملأت اثنين من الأنهار الرئيسية، ما يجعلها غير صالحة للاستعمال.