مفاوضات صعبة لتأسيس اتحاد للطاقة للاستغناء عن الغاز الروسى .. و200 مليار يورو لإنشاء شبكة ربط لدول الاتحاد الأوروبى
يواجه الاتحاد الأوروبى العديد من التحديات لإحياء الاقتصاد البطىء، والحاجة إلى تنسيق سياسات الطاقة أحد أهم الاهتمامات فى اجتماعاتهم المستمرة.
يفضح سوق الطاقة الضعف الاستراتيجى لدول الاتحاد حيث تستورد أكثر من نصف استهلاكها من الغاز والكهرباء وسوف تكون هذه القضية على رأس المناقشة فى اجتماعها فى بروكسل.
يضغط الاتحاد لوضع سياسة أكثر تماسكا وكفاءة فى استخدام الطاقة لسببين، الأول أن الأزمة فى أوكرانيا تعنى أن الدول الأعضاء فى حاجة للحد من اعتمادها على روسيا فى إمدادات الطاقة، وخاصة الغاز، حيث إن %30 من الغاز فى الاتحاد الأوروبى يأتى من موسكو، وهذا يعنى أن عليها تنويع امدادات الطاقة خوفا من مواجهة روسيا.
والسبب الثانى أن الاتحاد يجب أن يعطى اهتماماً لثورة الغاز الصخرى الأمريكى لأنه يعطى الشركات الأمريكية مزيداً من المزايا والاهتمام تتفوق بها على منافساتها الأوروبية التى تدفع كثيراً للكهرباء.
وضع دونالد توسك، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى على عاتقه مهمة بناء اتحاد طاقة لدول الاتحاد الأوروبى واعتبرها واحدة من المهام الرئيسية له.
واضاف أن دول الاتحاد الأوروبى يجب أن تتعامل بشكل صحيح مع الغاز والكهرباء لأن هذا من شأنه تقليل هدر الطاقة ويخفض الأسعار. صرّحت شركة «استراتيجى» الاستشارية بأن الاتحاد يمكن أن يوفر 40 مليار يورو سنوياً بحلول 2030 اذا عمل على دمج شبكات الطاقة.
ومع ذلك، فقد ثبت أنه من الصعب تحقيق المواءمة بين الدول الاعضاء. حيث كان من الصعب لبعض الدول الأعضاء مثل المجر وبلغاريا عدم الاعتماد على إمدادات الغاز الرخيص نسبياً من روسيا. ويخشى آخرون من أن وجود نظام أكثر توحداً يعرّض شركات الطاقة الوطنية للمنافسة الخارجية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى جاءت فيه عملية ربط الدول الأعضاء بخطوات بطيئة، وسوف تبلغ قيمة استثمارات الاتحاد الأوروبى فى خطوط النقل والمواصلات 6 مليارات يورو خلال السنوات الست المقبلة وهى نسبة تافهة مقارنة بـ 200 مليار يورو التى طالبت بها المفوضية الأوروبية.
يوضح الخلاف بين إسبانيا وفرنسا حول الطاقة المتجددة كيف أصبحت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى أكثر عدائية.
تنتج توربينات الرياح الإسبانية طاقة أكثر بكثير مما هو مطلوب فى السوق المحلى ولكن الطاقة لا يمكن تصديرها إلى أكبر جارة، لوجود عدد قليل من خطوط المواصلات لتنفيذ عملية النقل عبر جبال البرانس.
وأفادت حكومة ماريانو راخوى، رئيس وزراء إسبانيا بأن فرنسا مترددة فى فتح حدودها أمام تدفق الطاقة الرخيصة المتجددة، متهمة الصناعة النووية الفرنسية التى تدعمها الدولة بعرقلة هذه الخطوة.
فمنذ عام 2008 هيمن على الأجندة الأوروبية أزمة فى منطقة اليورو، والحاجة إلى قادة وطنيين أمر ضرورى لمواجهة الانهيار المالى المحتمل واطفاء الحريق القائم.
وعلى الرغم من الصراع الحالى فى أوكرانيا، فإن تحدى إقامة اتحاد طاقة أمر بالغ الأهمية للمستقبل الاقتصادى فى أوروبا. ويجب على القادة الأوروبيين أن يتجهوا إلى التركيز على هذا المشروع أكثر بكثير من مجرد قرار يتظاهرون بمناقشته حاليا.