إصدار تشريع.. وتأهيل كوادر بشرية أبرز محاور نشر خدمات الحماية
الهجمات الفيروسية على الهواتف المحمولة الأكثر انتشاراً
رأت شركة كاسبرسكى المتخصصة فى حماية أمن المعلومات أن مصر تحتاج مشروعاً قومياً لحماية البيانات مع إصدار تشريع للنشاط للحد من عمليات الاختراق التى انتشرت مؤخرا، وتسعى الشركة لطرح برامج توعية عبر وسائل الإعلام لتعريف الأفراد والمؤسسات بأهمية حماية المعلومات والبيانات.
قال غريب سعد باحث أمنى أول لفريق البحث والتحليل العالمى بشركة كاسبرسكى لاب فى الشرق الأوسط وتركيا وافريقيا إن مصر تواجه عدة مخاطر فى نشاط حماية أمن المعلومات، وتعتبر فريسة وغنيمة للهاكرز خاصة انها تحتاج إلى تحقيق 3 محاور فى إطار حماية أمن المعلومات.
أوضح أن مصر تحتاج إلى مشروع قومى لحماية أمن المعلومات، مشيراً إلى أن الحكومة تولى اهتماماً بنشاط حماية البيانات، وانها تسعى لإصدار تشريع بشأن حماية تداول المعلومات الذى سيساهم فى تنظيم النشاط وحث المؤسسات والشركات على وضع خطط طويلة الاجل لحماية البيانات.
أضاف انه يجب على الحكومة وضع 3 محاور لنشر حماية امن المعلومات على ان يشمل المحور الأول توعية المستخدمين خاصة ان مصر تتمتع بتوافر معدلات عالية لعدد مستخدمى الانترنت والهاتف المحمول.
وذكر أن التوعية تتم من خلال حملات فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لحث الافراد على حماية بياناتهم فى خدمات تحويل الاموال والمحفظة الالكترونية والمعلومات المتوفرة على الاجهزة الالكترونية.
أشار إلى ان السوق المحلى تعرض لـ 20 مليون هجمة الكترونية خلال النصف الأول من العام الجارى وهو ما يشير إلى استهداف مصر من قبل الهاكرز.
أرجع سعد ضعف استخدام الأفراد لبرامج الحماية الالكترونية إلى تدنى درجة الوعى بأهميتها فى حماية معلومات الأفراد سواء عبر الهاتف المحمول او الحاسب الآلى، مبينا أن نمو النشاط المالى عبر المحمول سيسهم فى زيادة استخدام البرامج لحماية المعلومات وتأمينها.
أوضح أن عمليات التجسس الإلكترونى انتشرت الفترة الأخيرة وتنوعت الهجمات الفيروسية بهدف جمع المعلومات، وتم اكتشاف 3 حالات منذ مطلع العام الجارى وبالتالى فإنه على الحكومة سرعة اتخاذ خطوات فعلية لحماية أمن المعلومات.
قال إن المحور الثانى لنشر حماية أمن المعلومات إصدار تشريع لحماية امن المعلومات وزيادة الدعم الحكومى تجاه النشاط، مشيرا إلى أنه يمكن اتخاذ تجارب خارجية فى هذا الشأن ومنها الإمارات التى أصدرت قانوناً للمعلومات كما أن السعودية بدأت تطبق قانون للحماية.
أضاف: «المحور الثالث يشمل تأهيل الكوادر البشرية وتنمية المواهب فى مصر لتقديم برامج متطورة فى هذا المجال».
قال سعد إن المعهد القومى للاتصالات يقوم بهذه المهمة ولكن يحتاج السوق المحلى إلى زيادة اعداد المتدربين.
اضاف: «كاسبريسكى لديها برنامج لتنمية المواهب وتتم حاليا مناقشات الجامعات المصرية لتدريب الطلاب الموهوبين ونعمل على تنظيم زيارات مستمرة إلى الجامعات لمناقشة الافكار وتنميتها».
أكد سعد أن نشاط أمن المعلومات يرتفع بنسبة كبيرة خاصة خلال السنوات الماضية بعد طرح خدمات تحويل الأموال والانترنت البنكى وانتشار التجارة الالكترونية والبيع والشراء عبر الانترنت وانتشار الهواتف الذكية.
أشار إلى ان ارتفاع أعداد مستخدمى الإنترنت والمحمول يؤهل مصر للتوسع فى برامج الحماية الالكترونية، كما ان زيادة اعداد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى يعد عاملاً فى معرفة اهمية برامج الحماية الالكترونية وضرورة استخدامها، ولكنه أكد أن الامارات والسعودية تسبقان مصر من حيث الاستثمارات فى مجال الحماية الالكترونية.
قال إن شركة كاسبرسكى تسعى دائما إلى مواكبة التطور الكبير فى الهجمات الفيروسية وذلك من خلال اطلاق برامج للحماية وقائية ويصعب اختراقها، كما انه فى حالات هجمة فيروسية غير معروفة يتم التعامل معها عبر مراحل محددة للسيطرة على الهجمة خلال مدة لا تتجاوز ساعة واحدة.
قال سعد إن البرمجيات الخبيثة الموجهة نحو الأجهزة المتنقلة والخدمات المالية أصبحت أكثر شيوعاً وانتشاراً بين مجرمى الإنترنت، وأن الوسائط المتعددة القابلة للإزالة والشبكات المحلية لاتزال المصادر الرئيسية لأخطار تكنولوجيا المعلومات التى تهدد المستخدمين وفى الشرق الأوسط يتعين على الشركات ومستخدمى وسائل تكنولوجيا المعلومات المنزلية أن يكونوا على حذر من تلك المخاطر وأن يتخذوا إجراءات الحيطة لحماية بياناتهم عن طريق استخدام حلول شاملة للحفاظ على سلامتهم.