شركة من كل ثلاث شركات للاستشارات المالية تعتزم مغادرة منطقة الشرق الأوسط بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير الضغوطات التضخمية على قدرة عملائها على الادخار على نحو منتظم.
وأفاد البحث الذى أصدرته شركة «انسايت ديسكفري» لاستشارات البحوث الاستراتيجية- وشملت الدراسة 236 شركة للاستشارات المالية المستقلة عبر البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة- بأن %57 من تلك الشركات تعاقدت على العمل لأجل طويل فى هذه البلدان الستة التى تشكل مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعد تراجعاً من %65 فى الدراسة التى قامت بها شركة «انسايت ديسكفري» العام الماضي.
ويخلص البحث إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة يشكل مصدراً للقلق ولاسيما فى الإمارات العربية المتحدة ويقول الرئيس التنفيذى لشركة «انسايت ديسكفري»، نايجل سيليتو، إن تكاليف المعيشة تعتبر تحدياً رئيسياً بالنسبة لشركات الاستشارات المالية.
وارتفعت معدلات التضخم فى الإمارات من %1.3 فى سبتمبر 2013 إلى %2.9 فى سبتمبر الماضي.
وأوضحت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن حدوث نزوح جماعي لشركات الاستشارات المالية يمثل مشكلة نظرا للدور المحورى الذى تلعبه تلك الشركات فى تقديم الخدمات المالية فى الشرق الأوسط، ولاسيما لملايين العمال المغتربين عبر دول مجلس التعاون الخليجي.
وفى إشارة إلى الارتفاع الهائل فى أعداد الشركات التى تعتزم البقاء فى المنطقة لمدة ثلاث سنوات أو أقل، يقول سيلسيتو إن البيئة الاستثمارية لشركات الاستشارات أصبحت أكثر تعقيدا.
وتاريخيا، تعتبر شركات الاستشارات المالية فى دول مجلس التعاون الخليجى من العوامل الرئيسية لصعود سوق الأسهم مع سعى غالبية عملائها وراء زيادة رأس المال.
ولكن البحث الذى أصدرته «انسايت» يوضح أن شهية المستثمرين على الأسهم قد تراجعت فى أعقاب المكاسب القوية التى حققتها أسواق الأسهم فى قطر والإمارات.
وارتفعت بورصة قطر بنسبة %22.7 على مدار الاثنى عشر شهرا الماضية حتى 30 سبتمبر، فى حين ارتفعت بورصة الإمارات بنسبة %42.2، وهذا الارتفاع فى كلتا البورصتين ناجم عن ادراجهما فى مؤشر مورجان ستانلى للأسواق الناشئة أوائل العام الجاري.
ويقول الرئيس التنفيذى لشركة «إنسايت» إن ادراج بورصتى قطر والامارات فى مؤشر مورجان ستانلى للأسواق الناشئة يعتبر تطوراً إيجابياً من شأنه أن يحسن وصول الشركات فى هاتين الدولتين إلى سوق رأس المال العالمي، ورغم ذلك لم يكن لها تأثير كبير على موقف شركات الاستشارات المالية بشأن ترك المنطقة.
وانخفضت نسبة صافى الشركات- وهى عدد الشركات التى تريد زيادة استثماراتها ناقص عدد الشركات التى تريد خفض استثماراتها – الراغبة فى زيادة تعرضها لأسواق الأسهم الخليجية خلال الاثنى عشر شهرا الماضية إلى %24.2 مقارنة بـ%38.1 فى المسح الذى قامت به «انسايت» العام الماضي.
وظلت رغبة شركات الاستشارات المالية فى استمرار استثماراتها فى بورصات الدول المتقدمة أكثر استقرارا، إذ قال %36.9 من صافى الشركات إنها تخطط لزيادة استثماراتها فى هذه البورصات مقارنة بـ%44.6 العام الماضي.
وقال %27.5 من صافى شركات الاستشارات المالية إنها تريد الحد من تعرضها لصناديق التحوط، فى حين قال %1.8 فى مسح العام الماضى إنها ترغب فى زيادة مخصصاتها لصناديق التحوط.
وتلاشى حماس تلك الشركات تجاه الأسهم الخاصة التى لا يتم تداولها فى الأسواق المالية، كما انخفض أيضاً ولعها بشأن زيادة مخصصاتها من الذهب، وقال %25.7 من صافى الشركات إنها تخطط لخفض مخصصاتها من الذهب خلال الاثنى عشر شهرا القادمة، وهو ما يعد تراجعا واضحا عن عام 2013 عندما قال %1.8 من صافى الشركات إنها تخطط لزيادة تعرضها للذهب.
وقال رئيس شركة «انفيسكو ميدل ايست»، نيك تولشارد، إن أداء عدد من الصناديق الاستثمارية البديلة سيئ مؤخراً، ونتيجة لذلك، انخفضت مخصصات المغتربين الغربيين إلى الصناديق البديلة على مدار العامين الماضيين.
ويعترض أكبر خان، مدير إدارة الأصول لدى شركة «الريان للاستثمار»، على المسح الذى أجرته شركة «إنسايت» اعتراضاً شديداً، فيقول إن آراء شركات الاستشارات المالية التى تخدم مجتمع المغتربين ذات صلة محدودة بالبيئة الاستثمارية فى دول مجلس التعاون الخليجي.