يتواصل الجدل السياسي العالمي حول هبوط أسعار النفط، مع تصريحات فنزويلا بشأن إمكانية عقد اجتماع للدول المنتجة لبحث التراجع في السعر، وذلك وفقاً لما ناقشه تقرير “سي إن بي سي”.
وأعلن الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادرو” الإثنين الماضي أنه حاليا يتم تخطيط للقاء يجمع الدول المنتجة للنفط أعضاء منظمة “أوبك”، وعددا من الدول غير الأعضاء، بحسب وكالة “أستوتشيد برس”.
ويأتي اللقاء المرتقب قبيل اجتماع دول “أوبك” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فيما أبدى “مادرو” ثقته في أن أعضاء المنظمة سيتعاونون لدعم تعافي أسعار النفط، وذلك في الوقت الذي يقوم فيه وزير خارجية فنزويلا “رافائيل راميرز” بجولة تضم دول منتجة للنفط من بينها روسيا ودول الخليج.
وتراجع سعر خام برنت من مستوى 115 دولاراً للبرميل في شهر يونيو/حزيران الماضي، ليفقد نحو ثلث قيمته ويتداول عند أدنى مستوى في 4 أعوام أمس الثلاثاء عند 79 دولاراً.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن هناك 3 أسباب وراء هبوط أسعار النفط: تراجع الطلب، ارتفاع سعر الدولار، والطفرة في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة، وحذرت الوكالة من “عهد جديد” لأسواق النفط، قد يؤثر على الاستقرار الاجتماعي لبعض الدول.
وأشار التقرير إلى أن هذا التغيير ظهر في إعلان وكالة “رويترز” أن العراق تبحث رسم موازنتها لعام 2015 على أساس سعر سوقي للنفط بقيمة 80 دولاراً للبرميل.
ورغم قدرة دول منظمة “أوبك” التي تجمع أكبر منتجي النفط في العالم على الاتفاق على تقليص المعروض لدعم الأسعار، إلا أن محللين يستبعدون إعلان المنظمة سياسة جديدة بنهاية هذا الشهر.
وقال محلل النفط والغاز في البنك الاستثماري الفرنسي “Natixis” لشبكة “سي إن بي سي”: إن تهاوي الأسعار لا يساعد أيا من دول المنظمة حاليا، مشيرًا إلى أن أي اتفاق بين “أوبك” والدول غير الأعضاء المنتجة للنفط سيكون غير ذات جدوى في الوقت الحالي.
وأضاف: “إذا كان اجتماع الأسبوع المقبل محبطا للأسواق، فلا نستبعد هبوط سعر برنت إلى 50 دولاراً للبرميل”.
وعلى جانب آخر، يعتقد محللو النفط لدى “بي إن بي باربيا” أن الأسعار ستميل للهبوط بعد اجتماع الأسبوع المقبل، محذرين من تراجع كبير تزامنا مع إغلاق الأسواق الأمريكية في عيد الشكر، في الوقت الذي توقع فيه محلل في “إتش إس بي سي” ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في وقت سابق هذا الشهر إلى أنه نتيجة للتراجع في أسعار النفط، فإن إنتاج الغاز الصخري الأمريكي قد يتراجع، كما أن الاستثمار في هذه الصناعة سينخفض بنحو 10% العام القادم، ليبطئ من نمو القطاع الذي حول الولايات المتحدة إلى منتج عالمي كبير.
في حين يعتقد محللو “بي إن بي باريبا” أن “أوبك” سوف تسمح بمزيد من الهبوط في أسعار النفط، لـ”مزاحمة” الولايات المتحدة، خاصة مع ارتفاع تكلفة الإنتاج الصخري الأمريكي مقارنة بتكلفة النفط الخام التقليدي.